غرق زورق على متنه 145 صوماليا ومن جنسيات أفريقية مختلفة قبالة سواحل أحور

> احور «الأيام» صلاح أبو لحيم

> غرق صباح الاربعاء الماضي الساعة التاسعة صباحاً زورق قادم من الصومال على متنه 145 نازحا صومالياً ومن جنسيات افريقية مختلفة قرب سواحل منطقة موسع الساحلية التي تبعد عن مدينة أحور 40 كم شرقاً، ونجا كل من في الزورق بعد أن حاول قائد الزورق ومساعدوه العودة إلى الصومال، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك ونزلوا إلى الأراضي اليمنية بمعية الراكبين الذين انتشروا على طول وعرض الساحل.

ويعود سبب غرق الزورق الى الحمل الزائد من الراكبين على متنه، الأمر الذي أدى إلى دخول مياه البحر عبر فتحات متعددة لم تتم السيطرة عليها وكذلك المسافة الطويلة التي قطعها الزورق والتي استمرت سبعة أيام انطلاقا من منطقة بوساسو يوم الخميس قبل الماضي، حتى وصوله الى السواحل اليمنية يوم أمس الأول في رحلة محفوفة بالمخاطر.

وأوضح لـ «الأيام» أحد الناجين من ركاب الزورق ويدعى جمال أحمد آدم كان يعمل موظفاً بوزارة الصحة والسكان مختبر الصحة العامة المركزية بمهنة ويعمل حاليا بمستشفى الثورة بصنعاء قائلاً:

جئت إلى اليمن ضمن نازحين صوماليين قبل سبع سنوات لأول مرة وتنقلت بين مناطق اليمن حتى عثرت على وظيفة (مراسل) بمختبر الصحة المركزي، ثم انتقلت إلى العمل بمستشفى الثورة العام وبعد سبع سنوات قررت العام الماضي العودة إلى الأهل في الصومال، ووصلت إلى أسرتي بمعية زوجتي ومكثت هناك سنة كاملة حتى قررت الأسبوع الماضي العودة إلى اليمن بمعية زوجتي بسبب تردي الأوضاع الأمنية وصعوبة المعيشة في الصومال، وهناك توجد العديد من مكاتب التهريب إلى اليمن وأشهر هذه المكاتب في منطقة بوساسو، حيث يتم ترحيل طالبي النزوح إلى اليمن مقابل خمسين دولارا عن الفرد أيا كان كبيراً أم صغيراً مع عدم وجود أي ضمانات من تلك المكاتب».

وأضاف: «عندما انتقلنا يوم الخميس الماضي من منطقة بوساسو نحو اليمن بواسطة زورق قديم كان عددنا 145 صوماليا بالإضافة إلى نازحين من جنسيات أفريقية مختلفة وكان أكبرنا سناً لا يتعدى الاربعين عاما، وبيننا النساء والشباب والاطفال الذين لا يتجاوز عمر أحدهم الشهر على ولادته.

وهكذا استغرقت رحلتنا سبعة أيام محفوفة بالمخاطر، ناهيك عن الازدحام فيما بين الراكبين حيث لا يمكنك العثور على موقع قدم، بالإضافة إلى حالات الإغماء بين الأطفال والنساء والصراخ عندما كانت تتقاذفنا الأمواج، ومثلما ترون آثار الإصابات في ظهري ومقعدي بسبب الجلوس المتواصل في الزورق، وبعد كل ذلك العناء والتعب وصلنا قبالة السواحل اليمنية منهكين وليس لدينا ماء أو غذاء، خاصة بعد تحطم الزورق وغرق وهروب الجميع باتجاه السواحل اليمنية، ولم يصب أحد بأذى، وبعد ذلك أخذنا قسطاً من الراحة على السواحل حتى مساء ليلة الخميس، حيث لم نجد أحدا من خفر السواحل اليمنية لإنقاذنا، ثم حاولنا السير باتجاه موقع للعمال (عمال مجموعة بن لادن السعودية) فقدموا لنا الماء والطعام وبعد ذلك قاموا بنقل مجاميع منا إلى مدينة أحور وبعضنا الآخر اتجه شرقاً لا ندري إلى أين؟».

من جانبها قامت قوات الأمن العام والمركزي المرابطة في المجمع الحكومي بأحور بنقل قرابة خمسين نازحاً إلى عاصمة المحافظة حتى يتم نقلهم إلى موقع تجمع للاجئين الصوماليين بخرز.

وتعتبر مناطق أحور وحصن بلعيد وعرقة وبئر علي، المعقل الرئيس للنازحين الصوماليين والأفارقة، لكون الشريط الساحلي الممتد من أحور حتى حصن بلعيد الذي يقدر بـ 50 كم يخلو من دوريات جنود خفر السواحل في الليل والنهار منذ أمد بعيد، حيث يضطر الصيادون في هذه المواقع إلى دفن بعض جثث الموتى الأفارقة التي يجدونها على الساحل.

هذا وتمت تسمية مواقع الصيد بأسماء الراحلين من الصومال، وأصبحت تلك الأسماء مشهورة بين الصيادين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى