> كالعيش في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول.. هكذا أضحت لحج عطشى وهي التي تروي كل ظامئ. من كان يعتقد أنه سيرى أبناء لحج بحوطتها وواديها تبن وهم يحملون الدبب والأواني لإحضار الماء من أماكن بعيدة منذ سنوات عدة دون أن يلوح في الأفق أي بادرة لإصلاح هذا الخلل الذي أتعب حياة الناس. كثر الهرج والمرج حول هذه الأزمة فتارة الآبار وأخرى الإدارة وثالثة إلإمكانات.

«الأيام» تابعت الموضوع إدارياً وميدانياً واتضح لها أن هناك أزمات وليس أزمة واحدة وأن انقطاع المياه أو تقطيرها ما هي الا خلاصة لأزمات عدة نحاول إظهارها في التقرير الآتي:

استقلالية غير مدروسة
يبدو أن تسرع الإدارة الحالية عند استلامها مقاليد المؤسسة باتخاذها قرار فك ارتباط فرع المؤسسة بلحج عن المقر الرئيسي بعدن كان قرارا غير مدروس مما انعكس سلباً وفي فترة وجيزة على وضع الفرع بلحج وبالتالي على أداء فرع مؤسسة لحج فقد أصبح عمال وفنيو الفرع يعانون صعوبة في استلام رواتبهم ومكافآتهم بسبب عجزه عن تغطية احتياجات العمال والفنيين المالية والتي كانت تغطيها المؤسسة المحلة للمياه بعدن.

خزانات انتهى عمرها الافتراضي
لا نبالغ عندما نقوب ان خزانات المياه التي تغذي منطقة الحوطة وضواحيها بالمياه قد انتهى عمرها الافتراضي منذ وقت طويل، واصبحت تشكل خطراً كبيراً على حياة المستهلكين للمياه بسبب تهالكها وعدم صيانتها بشكل دوري. هذا الوضع، إضافة إلى منغصات أخرى، كضخ المياه مباشرة من الآبار إلى المستهلك، إضافة إلى عدم وجود مادة الكلور المطهرة، وعدم وجود مختبر دائم في المؤسسة، وشبكة متهالكة في الحوطة، يؤدي إلى أيصال مياه غير صحية إلى المستهلك تهدد صحته.

الآبار
الآبار المعتمدة لضخ المياه للمستهلكين في لحج اصبحت حالياً غير قادرة على ضخ النسب المعروفة التي تعمل بها، كما أن هناك أخطاء فنية حصلت عند الحفر فيما يتعلق بإتلاف(الشبك) عمقت من تدهور الآبار نفسها التي أصبحت في حالة غير انتاجية.

«الأيام» نقلت هذه الملاحظات التي اصبحت تشكل أزمات بحد ذاتها إلى مدير المؤسسة بلحج الأخ فواد عبد اللطيف ضيف الله الذي تفهم أسئلتنا وأجاب بصدر رحب عنها بعد أن أخذنا في جولة ميدانية إلى الاقسام و المحطات التابعة للمؤسسة المحلية بلحج. وقال:«فيما يتعلق بوضع الخزانات فنحن نعترف أن وضع هذه الخزانات غير طبيعي بالمرة ولكننا نسعى الآن إلى تشغيل الخزان الجديد الذي تم الانتهاء منه مؤخراً وعندئذ سنقوم بعمل صيانة عمرية كاملة لهذه الخزانات ونحن الآن في مرحلة ربط الآبار بالخزان الجديد بواسطة شبكة حديثة من الأنابيب، ونسعى في الوقت نفسه لتركيب مولدات جديدة للآبار لنتلافى انقطاع التيار الكهربائي الذي يؤدي إلى تعطل آبار المياه لمدة يومين في حالة انطفائها لمدة ساعتين فقط.

بالنسبة لقضية الآبار فإن لدينا حاليا فكرة حفر خمس آبار جديدة، وتأهيل خمس آبار قديمة لنتمكن من ضخ أكبر كمية من المياه تساعد على سد العجز الحاصل في وصول المياه إلى المستهلك والذي تعاني منه حوطة لحج بالذات، كما أننا قد تعاقدنا مؤخراً مع مختبر ليقوم بفحص وتعقيم الآبار ورفع تقرير شهري عن حالة المياه المنبعثة من الآبار.

في الأخير نأمل من الاخوة المستهلكين سرعة تسديد ما عليهم من متخلفات مالية حتى نتمكن من معالجة كل مشاكل المياه في المحافظة.