البابا .. ضعوا حدودا أخلاقية للحروب على الإرهاب

> الفاتيكان «الأيام» فيليب بوليلا :

>
البابا بنديكت السادس عشر
البابا بنديكت السادس عشر
قال البابا بنديكت السادس عشر أمس الثلاثاء إن على الدول أن تضع حدودا أخلاقية لما يمكن عمله في سياق حماية شعوبها من الإرهاب وإن بعض الدول انتهكت القانون الإنساني الدولي في السنوات الأخيرة.

وجاءت تعليقات البابا هذه في رسالته السنوية التي يوجهها في مناسبة اليوم العالمي للسلام الذي تحتفل به الكنيسة الكاثوليكية.

وفي رسالته التي ترسل عادة إلى الحكومات والمنظمات الدولية كرر البابا اعتقاده الذي طالما أعلنه أن الحرب باسم الرب لا يمكن تبريرها.

كما أدان البابا في رسالته التي تستغرق 14 صفحة التهديدات الأخرى للسلام مثل الجوع والفقر وإحداث أضرار بالبيئة وأنظمة الحكم التي قال إنها تضطهد المسيحيين أو تفرض دينا واحدا على شعوبها.

وكتب البابا يقول "إن الشكل الجديد للصراعات وبصفة خاصة منذ أن أطلق التهديد الإرهابي صورا جديدة تماما من العنف من عقالها يتطلب أن يؤكد المجتمع الدولي مجددا التزامه بالقانون الدولي الانساني وأن يطبقه على جميع مواقف الصراع المسلح التي نواجهها حاليا بما فيها تلك المواقف التي يفتقر القانون الدولي إلى نصوص لمواجهتها."

ودعا البابا إلى مراجعة ما يمكن لدول العالم فعله أخلاقيا لحماية مواطنيها مع إبداء الاحترام في الوقت ذاته للقانون الانساني الدولي "الذي لم يطبق بصورة كاملة في بعض المواجهات العسكرية التي وقعت في الاونة الاخيرة."

وكانت جماعات دولية لحقوق الانسان وجهت انتقادات إلى حكومة الولايات المتحدة بشأن معاملتها للإرهابيين المشتبه بهم في إحدى القواعد العسكرية في خليج جوانتانامو في كوبا وممارستها تسليم الإرهابيين المشتبه بهم إلى دول ثالثة لاستجوابهم.

وكتب البابا يقول "إن محنة الإرهاب تتطلب تفكيرا عميقا في الحدود الأخلاقية التي من شأنها تقييد استخدام الطرق الحديثة لضمان الأمن الداخلي."

وبدا البابا في رسالته الثانية التي يوجهها منذ توليه منصب الباباوية وكأنه يعترف بأن محاربة الإرهاب باتت تمثل معضلة أخلاقية للحكومات.

وأضاف البابا في رسالته "إن الحروب لم تعد تعلن وبصفة خاصة عندما تشنها جماعات إرهابية عقدت العزم على تحقيق أهدافها بأي وسيلة متاحة وأصبح هذا يحدث بصورة متزايدة عن ذي قبل."

وقال البابا "في مواجهة الأحداث المزعجة التي شهدتها السنوات الأخيرة لم يعد ممكنا ألا تدرك الدول الحاجة إلى وضع قواعد أكثر وضوحا لمواجهة التدهور الكبير الذي نشهده."

وخص البابا بالذكر الصراع في جنوب لبنان حيث قال "إن واجب حماية الضحايا الأبرياء ومساعدتهم وتجنيب السكان المدنيين ويلات الحرب جرى تجاهله إلى حد كبير" وإن لم يسم إسرائيل أو مسلحي حزب الله.

وقال البابا إن رغبة بعض الدول في امتلاك أسلحة نووية ألقت بالانسانية مرة أخرى في "أحوال القلق العميق التي شهدتها فترة الحرب الباردة."

وفي الجزء المخصص من رسالته للحرية الدينية أدان البابا "الأنظمة التي تفرض دينا واحدا على الجميع." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى