بلير .. القوات البريطانية ستبقى في العراق إلى أن تنجز مهمتها

> بغداد «الأيام» روس كولفن وكاثرين بولدوين :

>
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس الأحد إن القوات البريطانية ستبقى في العراق "حتى إنجاز المهمة" وتعهد بدعم الحكومة العراقية خلال زيارة لبغداد لم يعلن عنها مسبقا.

وقبيل وصول بلير نفذ مسلحون يرتدون زي الشرطة عملية خطف جماعي في مكتب تابع للهلال الأحمر ببغداد في هجوم يسلط الضوء على التحديات الأمنية في العراق,وقالت الشرطة إن ما بين عشرة و20 شخصا خطفوا لكن مسؤولين في الهلال الأحمر قالوا إن العدد اكبر من ذلك.

وقال بلير إنه ناقش مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية وبناء قوات الأمن العراقية لمكافحة العنف الطائفي المتزايد بين السنة والشيعة الذي دفع البلاد إلى شفا حرب أهلية شاملة.

وقال بلير الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط في مؤتمر صحفي "نحن مستعدون لمساندتك بكل طريقة ممكنة حتى تتمكن الحكومة العراقية وابناء الشعب العراقي مع الوقت من تولي مسؤولية شؤونهم بالكامل."

وتأتي زيارة بلير أوثق حلفاء واشنطن في الوقت الذي يعيد فيه الرئيس الأمريكي جورج بوش النظر في استراتيجيته في العراق بعد هزيمة الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس وفي ظل تزايد الخسائر في صفوف القوات الأمريكية.

ودافع بلير عن خطط لندن لسحب جنودها الذين يبلغ عددهم 7200 في جنوب العراق ويتمركز معظمهم في مدينة البصرة وحولها. وترمي تلك الخطط الى سحب الجنود تدريجيا مع تولي قوات الأمن العراقية المسؤولية.

وقال بلير "هذا ليس تغييرا في سياستنا.. لا تساوركم أي شكوك على الإطلاق. القوات البريطانية ستبقى حتى تنجز مهمتها."

وسلمت بريطانيا العراقيين السيطرة الأمنية في محافظتين من أربع محافظات جنوبية تولت المسؤولية الأمنية عنها بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003,وقالت إنها واثقة من أنها ستستطيع تسليم المسؤولية الأمنية عن البصرة إلى العراقيين أوائل العام المقبل وتأمل في أن تسحب آلاف الجنود بحلول نهاية عام 2007.

وقال بلير الذي يزور العراق لسادس مرة منذ الغزو عام 2003 والذي الحق العراق الضرر بصورته في تصريحات للصحفيين في بغداد إن أعمال العنف يرتكبها "صداميون وإرهابيون" وناشد جيران العراق تقديم يد المساعدة.

وقال في كلمة ألقاها في وقت لاحق أمام القوات البريطانية في البصرة إن الصراع تحول حاليا "إلى اقتتال بين مجموعات مختلفة من السكان المحليين"وتقول واشنطن إن العراق لا يشهد حربا أهلية لكن زعماء آخرين من بينهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان يقولون إن حربا أهلية تدور في العراق.

وكان بين المخطوفين في وسط بغداد موظفون بالهلال الاحمر وزوار وحراس. وذكر شهود عيان أن المسلحين وصلوا إلى المكان في شاحنات صغيرة. وقال شاهد عيان لرويترز "أخذوا كل الرجال وفصلوهم عن النساء ورحلوا."

وقالت أنطونيلا نوتاري المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف "ندعو إلى الإفراج عنهم فورا ودون شروط."

وأضافت أن المسلحين خطفوا ما لا يقل عن 25 شخصا منهم موظفون وزوار للمكتب. وتنفذ اللجنة جانبا كبيرا من نشاطها في العراق من خلال الهلال الأحمر. ولم يكن أي من موظفي اللجنة من بين المخطوفين.

وللهلال الأحمر العراقي وهو منظمة الإغاثة العراقية الوحيدة التي تعمل في جميع محافظات البلاد الثماني عشرة الف موظف و200 الف متطوع.

وتشهد بغداد حوادث خطف يومية تنفذ الكثير منها جماعات مسلحة من طرفي الصراع الطائفي بين الأغلبية الشيعية والسنة العرب.

وتتعرض الحكومة التي يرأسها المالكي لضغوط امريكية كي تبذل مزيدا من الجهد للقضاء على العنف اليومي الذي يقدر مسؤولو الأمم المتحدة أنه يودي بحياة اكثر من 100 شخص يوميا,وأدت أعمال العنف إلى تعقيد خطط الولايات المتحدة وبريطانيا لسحب قواتهما.

وقال القائد الأمريكي البريجادير جنرال دانا بيتارد أمس الأحد إن الجيش الأمريكي يعتزم تسريع تدريب الجيش العراقي من خلال مضاعفة عدد المدربين المرتبطين بالوحدات العراقية ثلاث مرات إلى زهاء تسعة الاف مدرب مع مراقبة الولاء الطائفي في الوحدات المختلفة عن كثب.

ويقول محللون إن العنف في العراق منذ الغزو عام 2003 شاب سنوات بلير الأخيرة في منصبه وأدى الى انقسام في الرأي العام البريطاني وداخل حزبه وتراجع معدلات شعبيته وتقليص الثقة في بريطانيا في المنطقة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى