«باهارون» بين أول السنة وآخرها

> «الأيام» سالم علي بن زقر:

> صدر عن مركز عبادي للدراسات والنشر بصنعاء أول مجموعة شعرية حملت اسم (أول ايام السنة) للشاعر حسن علي باهارون.

هذا الصوت الطالع من أعماق النفس الساحلي المفتوح على محيط لا تحد آفاقه يتخلق بثبات، متمكناً من أوراقه التعبيرية والجمالية وحاسته في التقاط المواقف والتعبير عنها. إنه مفاجأة لجمهور الأغنية، جميلة لا تكتفي بإدهاشنا وإقناعنا، ولكنها تعد بشاعر أجمل ننتظره في أعماله القادمة .

من خلال قراءتنا لمقدمة الديوان التي كتبها د. سعيد الجريري نجد ما يشي بوعي ما. فأول نص هو (في أول أيام السنة) وآخر نص هو في ( آخر أيام السنة)، وهما يكشفان بنائياً عن دوران الزمن، زمن الحب، حيث الديمومة، واللانهائية، حيث تكون النهاية بداية أخرى فلا نهاية لأيام الحب حتى لكأنما الديوان سنة حب يتجدد فأولها حب، وآخرها حب، وبينهما حب. بل إن (في آخر أيام السنة) يتجدد الحب ليجد القارئ نفسه يعود تارة أخرى الى (أول أيام السنة)، فإذا السنة سنة حب، سنوات تجدد إحداها الأخرى وتلك العلاقة بين بدايته ونهايته، التي تغدو فيها النهاية بداية. ففي الديوان طرافة وأناقة، طرافة في الفكرة وأناقة في التعبير . وكلا الصفتين أدنى الى ديوان شعر وجداني فوقّع ليُغنى ويتداوله العاشقون، غير أن لهاتين الصفتين خصوصية ما، لعل من تجلياتها أن في الديوان روحاً ضاجاً بالشباب لا يتكئ على تجارب او حكم عتيقة، بل إن التجربة والمفردة والعبارة والصورة ترسل طازجة كأنها قلب العاشق.

فالديوان مترع بظواهر جمالية وتصويرية وإيقاعية جديرة بالتأمل لاكتشاف ما فيه من جمال، فهناك نصوص تغري بالكتابة عن شاعرية باهارون مثل (وجهك قمر، بايع الاحزان، دلا.. لا، انا والحامي، ما عرفت أكذب، تعثر الاتصال)، وسواها. نتوسم في الشاعر باهارون شاعر أغنية واعدا ومختلفا، ونحلم له بملحن يذوب احساساً بالصورة والإيحاء ليحلق الثنائي الجميل في آفاق الجمال إبداعاً وطرافة وأناقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى