دبابات أثيوبية تتجه صوب معارك مندلعة في الصومال

> بيدوة «الأيام» رويترز/ا.ف.ب:

> تحركت دبابات أثيوبية أمس الجمعة صوب ساحة المعارك الدائرة لليوم الرابع بين القوات الاسلامية في الصومال والقوات الحكومية حيث يتبادل الجانبان القصف المدفعي والصاروخي في اشتباكات بدأت تأخذ شكل الحرب.

وصرح اسلاميون بانهم سيدفعون بقوات برية لشن هجوم شامل اليوم السبت بدلا من القتال عن بعد بالاسلحة الثقيلة وهو الاسلوب الدائر حتى الآن.

وقال ابراهيم شكري نائب المتحدث باسم الاسلاميين خلال مؤتمر صحفي "قواتنا لم تبدأ الهجوم. من الغد (اليوم) سيبدأ الهجوم."

وقال شهود في جبهتي المعارك الى الجنوب الغربي والجنوب الشرقي من بيدوة مقر الحكومة الصومالية المؤقتة المحاصر انهم سمعوا صوت تحرك الدبابات قبل الفجر.

وأعلنت كل من الحكومة الصومالية المؤقتة غير الفعالة بدرجة كبيرة والتي يساندها الغرب والمجلس الصومالي للمحاكم الاسلامية أنه قتل المئات من قوات الآخر خلال أربعة أيام من القتال في المناطق المحيطة ببيدوة.

ولم يتسن التحقق من هذه الارقام من جهة مستقلة.

وقال عبد الله علي من سكان بيدوة لرويترز "أفقت هذا الصباح على أصوات الدبابات الثقيلة. صحوت ورأيت سبع دبابات أثيوبية متجهة الى داينوناي."

وذكر مقاتل اسلامي قرب جبهة القتال في داينوناي ان الدبابات هاجمت وحدته وانه في انتظار وصول اسلحة مضادة للدبابات ليرد على الهجوم.

وقال المقاتل الذي طلب عدم الكشف عن هويته في حديث هاتفي مع رويترز "بوسعنا ان نرى دبابات أثيوبية. لقد بدأوا يطلقون علينا قذائف ثقيلة."

ورفضت الحكومة الاثيوبية التعليق.

واذا ثبت اشتراك الدبابات الاثيوبية في المعارك ستتصاعد مخاطر القتال المتواصل بالفعل ويخشى كثيرون من ان يشمل منطقة القرن الافريقي كله وتتورط فيه دول مجاورة للصومال.

وذكر المزارع محمد عدن انه رأى الدبابات تتحرك حول بيدوة وقال "كان هناك نحو 20 . فهمت ان البعض ارسل الى داينوناي والآخر ارسل الى ايدالي."

وداينوناي هي الجبهة العسكرية المتقدمة للقوات الحكومية على بعد نحو 20 كيلومترا الى الجنوب الشرقي وأعلنت أثيوبيا ان لها فيها مدربين عسكريين لا قوات قتالية.

اما الجبهة الثانية وهي ايدالي فتقع على بعد 70 كيلومترا جنوب غربي بيدوة البلدة الوحيدة التي تسيطر عليها حكومة الصومال.

وبحلول ليل الاربعاء ثبت عدم صحة ما أعلنه الاتحاد الاوروبي في ذلك اليوم عن موافقة الجانبين على استئناف محادثات السلام ووقف القتال.

وأعلن المجلس الصومالي للمحاكم الاسلامية ان القوات الاثيوبية تتحرك جوا وبرا صوب جالكايو وهي بلدة استراتيجية في وسط الصومال تسيطر عليها قوات بلاد بونت المتحالفة مع الحكومة كقاعدة دفاعية متقدمة.

وقال ابراهيم سولي امين مجلس المحاكم الاسلامية للصحفيين "نأمل ان يبدأ القتال بالتزامن هناك ايضا. ندعو الصوماليين لان يهبوا وينضموا الى الجهاد ضد عدوتنا اثيوبيا."

وتحرص اثيوبيا والرئيس الصومالي عبدالله يوسف وهو من بلاد بونت ان تبقى هذه المنطقة المستقرة نسبيا والتي تتمتع بحكم شبه ذاتي وموانؤها الاستراتيجية بعيدة عن ايدي القوات الاسلامية.

وقال مقاتل من أرض بونت في اتصال هاتفي من قرب جالكايو "هناك الكثير من تحركات القوات. من الطريقة التي تتحرك بها الامور قد ينشب القتال في أي وقت."

ويقول الشهود ان القوات الاثيوبية تشارك في القتال وقالوا انهم شاهدوا طائرة هليكوبتر حربية أثيوبية تحلق فوق بيدوة يوم الاربعاء.

وأبلغ مصدر أمن حكومي رويترز بان القوات الاثيوبية لها 20 دبابة وأربع طائرات هليكوبتر هجومية في بيدوة.

ولم يتسن التأكد من مشاركة الدبابات في القتال ولم يكن لدى الحكومة الاثيوبية تعليق فوري.

ويقول خبراء ودبلوماسيون ان اريتريا جارة اثيوبيا اللدود تساند المحاكم الاسلامية الصومالية بالاسلحة وبنحو 2000 جندي وتنفي اسمرة ذلك.

ويقول الخبراء ان لاثيوبيا ما يتراوح بين 15 و20 الف جندي في الصومال وهو ايضا ما تنفيه اديس ابابا.

وتقول مجلة جينز البريطانية المتخصصة في الشؤون العسكرية ان عديد الجيش الاثيوبي يتراوح بين 150 الى 180 الف رجل وان لديه كمية كبيرة من الاسلحة الثقيلة وسلاحا جويا قويا بالنظر الى المعايير الافريقية.واوضح هيلمود رومر هيتمان مراسل مجلة "جينز ديفنس ويكلي" في جنوب افريقيا "قد تكون بزات الاثيوبيون مبتذلة نوعا ما، لكنهم مقاتلون اشداء وبواسل يتمتعون بخبرة واسعة". انها تجربة انطلقت من الحرب مع اريتريا من 1998 الى 2000.

وشدد هيتمان على ان نزاعا ضد الاسلاميين الصوماليين قد يعتبر بمثابة حرب تقليدية وحرب عصابات في آن واحد، وهو ما "تمرس فيه الاثيوبيون سابقا".

لكن عتاد قوات الدفاع الوطني الاثيوبي غالبا ما يكون قديم العهد ويعاني من عدة مشاكل لوجستية لا سيما في ما يخص النقل.

وافادت مجلة جينز ان القوات الاثيوبية تملك 170 دبابة سوفياتية قديمة من طراز تي-55 ونحو خمسين تي-62 واخرى تي-72 احدث منها اشترتها اثيوبيا من اليمن. ورغم ان لديها مدفعية ثقيلة وعتادا مضادا للطيران من طراز "سام"، فانها تفتقر في المقابل لناقلات الجند والاليات المدرعة لعملياتها.

وشددت المجلة على ان العتاد من اصل سوفياتي يعود الى اربعين سنة ولن يكون عملانيا اكثر من عشر سنوات وهو ما يضطر الاثيوبيين الى استنفاده لتعويض قطع الغيار التي تنقصهم.وفي المقابل، يعتبر سلاح الطيران جيدا بالاستناد الى المعايير الافريقية حيث ان اثيوبيا تملك ست مقاتلات روسية من طراز سوخوي-27 و12 من طراز ميغ-23 هجومية و25 ميغ-21 قديمة وكل ذلك يضمن لاديس ابابا سيطرة كاملة على المجال الجوي.

كذلك تملك القوات الاثيوبية مروحيات قتالية من طراز ام.اي24 وهي طائرة قال هيلمود رومر هيتمان "انها قوية جدا" و12 مروحية نقل من طراز ام.اي-17.

وشددت المجلة على ان القوات الاثيوبية تستفيد من برنامج مساعدة عسكرية اميركية منذ 2002 لا سيما في مجال مكافحة الارهاب وكذلك في عمليات حفاظ السلام ونزع الالغام.

ورجحت جينز ان تكون اثيوبيا استأنفت التدريبات مع روسيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى