> تعرض المواطن حمدان حسن درسي (36 عاماً) للتعذيب الوحشي من قبل شيخ منطقته الحسينية بمديرية بيت الفقيه محافظة الحديدة,والتقت «الايام» المواطن حمدان في مقر منظمة (هود) للحقوق والحريات وهو في حال يرثى لها ويعاني من تعذيب وعلى ساعدية آثار تورم جراء القيد الحديدي، وآثار جراح نازفة ومتورمة خلف ساقيه.

وأشار التقرير الطبي الصادر عن مكتب الصحة بمديرية بيت الفقيه -حصلت «الايام» على نسخة منه- الى حالة المذكور حال وصوله من ادارة أمن الحسينية للكشف عليه. وبين: 1- تشقق نازف في الساعة 11، تشقق نازف في الساعة الواحدة، وتشقق نازف في الساعة السادسة مع وجود نزيف دموي خفيف وألم شديد أثناء الفحص. 2- وجود آثار مع تورم على الساعدين دائرية الشكل. 3-سحجات نازفة ومتورمة خلف الساق للرجل اليسرى.

عن حالته أفاد «الأيام» الاخ حمدان بقوله:«شكراً على حضوركم ولن أستحي من رفع قضيتي أمام الرأي العام فهناك غيري يتعرضون لأسوأ مما أتعرض له» وأضاف: «أعمل في البناء وحدث منذ حوالي اسبوع ان طلب مني أحد التجار بناء بيت له ويدعى الفداوي الذي كان على نزاع مع شيخ منطقة الحسينية وهو الشيخ شعيب الفاشق. وعندما بدأت في البناء حضر عسكر الشيخ ومنعونا من البناء، وبعد ذلك بفترة العصر أرسل الشيخ أحد عساكره لي وطلب مني ان أحضر الى بيت الشيخ وكانت الساعة الرابعة عصراً يوم الاربعاء الماضي 13/12/2006م وذهبت اليه. سلمت عليه فلم يرد السلام وقام بسبي وشتمي وأمر عساكره وحراسه بإنزالي وتقييدي فأنزلني عساكره وقيدوني من الرابعة عصراً وحتى الثانيةعشرة مساءً، وبعدها استدعاني الى غرفته ووضع طاولتين متقابلتين وأدخلوا ماسورة بين أرجلي مع يديّ وعلقوني بين الطاولات وأمرهم بعدها بخلع ثيابي».

سكت حمدان وواصل كلامه بصوت متهدج:«بعد ان خلعوا ثيابي سأل عساكره من يريد ان يفعل الفعل الفاضح معي. تخيلوا هذا .. وبعدها سكت وقام بسؤالي لماذا قمت ببناء بيت الفداوي وأنا منعتك وأنا بيني وبين الفداوي مشاكل وأنت تتحداني .. قلت له: أنا انسان أترزق على الله ياشيخ، وقال بعدها: أنا أحسنت اليك والى أهلك وجلستك في أرضي، لأن بيتي في أرضه هذا صحيح».

واستمر سكوت حمدان وزاد تهدج صوته بالكلام والغرغرة :«بعد هذا طلب من أحد عساكره ان يأتي له بعصا وكريم (نيفيا) ودهن رأس العصا بالكريم وفعل الأمر الفاضح بدون أي خوف ولا دين ولا انسانية أمام عساكره وأنا أصيح هذا لا يرضي ربنا يا شيخ».

توقف حمدان عن الكلام حين دخل الاستاذ محمد ناجي علاو رئيس منظمة (هود) للحقوق والحريات وطلب الاستماع للحادثة من حمدان مرة أخرى:«كان يفعل الفعل الفاضح معي وهو يقول أنا أحسنت اليك والى أهلك وجلستك في أرضي وبعدها أخذ يتكلم بالهاتف وخرج من الغرفة وأقفل الباب عليّ وبعدها دخل معه اثنان من العسكر ومعهم (آلي) مفتوح الأمان وأنا قد سقطت على الارض وقال لي... ».

سكت حمدان مرة أخرى.. ثم أضاف لمراسل «الايام»: «قال لي الآن تتصل بأخوك يجيب زوجتك وأختك الآن باستفعل فيهم قدام عينك ، فقلت له هذا الكلام لا يرضي الله ولا رسوله ياشيخ.. وبعدها قال... تبغاني أفكك .. قلت له.. ايوه. قال لي اربع حاجات انت مخير فيها يا إما تروح تهد البناء الذي بنيته او تقتل الفداوي او أحد أبنائه او تغادر من الحسينية أنت واخوانك كامل ولك مدة اسبوع. اذا ما تم الكلام هذا دمك مهدور أنت وأخوانك كامل، وقال اكتب لي هذا الاتفاق خطياً وطلب عساكره وقال لهم يفكوني ويخلسوني من الثياب كامل حتى الحذاء فقلت له ياشيخ الله أمر بالستر وأخرجوني من الباب الخلفي ، وخرجت من بيته مثلما خلقني ربي. خرجت من وراء البيت وحتى وسط السوق وهنا حصلت ناس يستروني (بجونية دقيق) وركبت دباب الى البيت ووصلت البيت الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل. وهذا هو عمل وشغل الشيخ شعيب.

وفي صباح اليوم الثاني بلغت الأمن وقضيتي في المحافظة والبحث. وحتى الآن من اسبوع لا كلام ولا سلام للشيخ شعيب وهذه آثار الحبال والقيود وهذا التقرير الطبي خذوه لكم».

وبدوره تحدث الاستاذ المحامي محمد ناجي علاو رئيس منظمة (هود) للحقوق والحريات فقال:

«لاشك ان هذه جريمة بشعة أن يغتصب انسان رجلا كان او امرأة وعلى رؤوس الاشهاد ومن أبشع الجرائم التي تشعر الإنسان بالإهانة والاحتقار. تترك لاشك آثارا نفسية بشعة في نفس المغتصب والمعتدى عليه وان يكون هذا في مجتمع قبلي ايضا ومن خلال شيخ قبيلة الذي يفترض في الأذهان ان يكون المشايخ أكثر محافظة للأعراف والمسائل الاخلاقية..

لن نذكر نهب الاموال والتعدي على بعض المسائل المالية وحجز الحريات. هذا يحدث من قبل الكثير من المشايخ الاقطاعيين والذين للاسف ارتبطوا بالسلطة بمنافعهم ومصالحهم خاصة بعد التعددية السياسية. وهذه السلطة أعطت لمثل هؤلاء مواقع متميزة للحاجة لحشدهم وقت الانتخابات فصاروا علاوة على انهم من قبل كانوا يمارسون مثل هذه الاعمال وفي أنفسهم بعض الخشية من سطوة الدولة وبعد ان صارت الرشوة السياسية نتيجة نفوذهم ودخول بعضهم مجلس النواب، فهؤلاء صاروا يتعاملون مع الناس باستعلاء وكأنهم فوق البشر وهذا يكون على فساد هذه الاجهزة وضعفها وحماية المتنفذين في هذه الدولة لمثل هذه الشخصيات وعدم ملاحقتها ومعاقبتها.. وقد سبق للشيخ سعيد الفاشق وأقول بالاسم (سعيد الفاشق) ان ارتكب جرائم ضد الانسانية بإطلاق النار والاعتقال والتشهير والتعزير ببعض الاشخاص والتعذيب وللاسف كان ينفذ في كل مرة بوساطات فوقية من القيادات».

وأضاف علاو:«فالذي يسود من خلال هذه العملية البشعة هي سيادة الغاب المحمي نتيجة الرشوة السياسية من القيادات في هذا البلد.

نتوجه من خلال «الأيام» الى فخامة رئيس الجمهورية بأن يحمي مواطنيه من نافذين فوق الوطن، فوق البشر، فوق الناس. هذه مسألة نوجه فيها رسالة مرة بعد مرة، ونقول إن جرائم الفاشق كثرت وزادت عن الحد الإنساني وتجاوزته الى الحد الأخلاقي بجرائم ضد البشرية».

وعن عمل المنظمة في القضية قال علاو:«سنقدم المساعدة القانونية والمعنوية وسيصاحب ذلك حملة اعلامية للوصول الى معاقبة هذا الفاعل الرئيسي وليس أذنابه الذين ارتكبوا الجرم بأمره لأنه في الغالب يعاقب الأذناب ويقدمون كباش فداء.

نحن نكبر شجاعة أخينا الكريم درسي ووقوفه أمام هذا الجبروت وان يتحدث اليكم بالصحافة عن هذا الأمر وعن مسائل يخشى الناس ان يتحدثوا فيها ويفضلون السكوت عنها خوفا من السمعة وما يشوبها من خجل اجتماعي فأن يكون هناك مواطن بهذه الشجاعة أمام هذا الجبروت وسننصره بكل ما أوتينا من قوة وفي اطار القانون وسيادة القانون.

ونتمنى ان يكون راعي حماية الدستور والقانون رئيس الجمهورية ان يكون معنا لإيصال رسالة لكل المتنفذين والمتسلطين والفاسدين بهذا البلد لنعيش في بلد ندافع فيه عن أنفسنا وعن أعراضنا وعن كرامتنا.. ستكون قضية مثارة ان شاء الله ولنوقف جرائم هذا الفاسق وسنـنصف أخانا درسي».

وفي ختام حديثه شكر المحامي علاو «الأيام» على دورها الرائد في محاربة مثل هؤلاء الطغاة .