> «ألأيام الرياضي» شكري حسين:

فريق حسان
فريق حسان
لا يزال القلق والحيرة يلفان استعدادات فريق حسان الاول لكرة القدم اذ تشهد تمارينه العديد من المعوقات التي قد ربما تؤثر بشكل او بآخر على الفريق خلال منافسات الدوري القادم وهو الذي قدم في الموسم المنصرم اداءً مغلفاً بالروعة ومستوى مرتفع ومنازلات مليئة بسحر المباريات الكبيرة والتي كاد الفريق على اثرها ان يعانق احد المراكز الثلاثة الاولى لولا لحظات خمول بسيطة حرمته العديد من النقاط السهلة وخصوصاً على ارضه ليستقر بعد ذلك في المركز السادس بفارق الاهداف عن الهلال الخامس وهو الامر الذي اعتبرته جماهير حسان بداية غيث ينشر الفرحة وما لبثت ان قالت لعله سيل يجرف البهجة على خلفية حالة التوجس والخيفة التي تعيشها هذه الايام جراء حالة اللا توازن التي يمر بها الفريق حالياً والمتمثلة في عدم انتظام عدد كبير من لاعبيه في التمارين الاستعدادية.

الاجواء في حسان تبدو ضبابية والرؤية غير واضحة وفصول الاجادة والابهار التي ظهر بها في الموسم الماضي قد تتحول قريباً الى حسرة وانكسار اذ لم يكن الحاضر اكثر اشراقا من الماضي حيث تتراوح صور الاستعداد ما بين الاجادة والتعثر ومبعث الحيرة وأصل الحكاية ان اللاعبين قد ربطوا ما بين الالتزام والحصول اولاً على الوظيفة وها كم تفاصيل الحكاية:

بيت القصيد
عقب عودة الفريق الى مصاف اندية النخبة اعلنت ادارة نادي حسان ممثلة برئيس النادي الشيخ طارق الفضلي وبحضور احمد علي الشمج(أركان حرب اللواء312) عن توظيف معظم اللاعبين خصوصا غير الموظفين ومنحهم ارقاما عسكرية وهو الامر الذي استقبله اللاعبون بعاصفة من الفرح والسرور الا ان عدم الوفاء بالوعد وتأخر الاعلان عن الوظائف جعل اليأس والملل يتسرب الى نفوسهم وتضيق به صدورهم.

راجي بامطروح
راجي بامطروح
وعلى الرغم من دفع الادارة مؤخراً للاعبين نصف الراتب لشهرين متتاليين وتأكيدها أن باقي اجراءات الوظيفة سوف تستكمل قريباً مما يعني دفع الراتب كاملاً في وقت لاحق الى جانب الراتب المقرر من النادي والمقدر بـ 10 آلاف ريال الا ان ذلك وعلى ما يبدو غير كاف من وجهة نظر بعضهم على اساس ان رؤيتهم للارقام العسكرية الموعودين بها وتوقيعهم على كشوفات الراتب هو وحده ما سيبعث الاطمئنان في قلوبهم ويثلج صدورهم ويمسح غبار التساؤل المعشعش على رؤوسهم.

لعنة المنتخبات
ولم تكن الوظيفة هي وحدها التي اعاقت فترة الاستعداد ولكن لعنة المنتخبات والتي تطل برأسها مع بداية كل موسم جديد قد ساهمت هي ايضاً في حالة الارتباك وعدم الرضا التي يعاني منها الجهاز الفني ولعلها المشكلة التي تؤرق الادارة الحسانية وتقض مضجعها على اعتبار ان اللاعب وبمجرد دخوله قائمة ايٍّ من المنتخبات الوطنية حتى تبدأ نبرة التعالي وتتكشف خيوط المطالب التعجيزية والتلويح بورقة الاستغناء على اساس ان النادي الفلاني يطلب وده وفريق كذا يرغب في ضمه.

ولم يكن مستغرباً ان تعلن بعض الجماهير الحسانية وتبدي تطلعها في عدم ضم اي لاعب حساني مستقبلا لعضوية المنتخبات حتى لا يجد النادي نفسه وقد افرغ من محتواه او يحاكي اسمه الاطلال.

ومع التسليم مسبقاً انه من حق اللاعب الحصول على ظروف معيشية افضل تعينه وأسرته على مجابهة اعباء الحياة الا انه من غير المنطقي ان يرمي احدهم بفضل النادي بمجرد أن وطأت قدماه ارض المنتخب.

ماجد حسين
ماجد حسين
سياط الاغراء
ولم يتوقف الامر عند حد الوظيفة ولعنة المنتخبات وحدهما بل ان سياط الاغراء هي الاخرى قد نزلت بساحة الفريق وأصابت استعداداته بمقتل خصوصاً ووسائل الترغيب والوعد برغد العيش تنهال على رؤوس لاعبي الفريق وبالذات المميزين منهم من قبل الاندية الكبيرة او اصحاب الاموال الوفيرة التي وجدت في لاعبي حسان فرصة مناسبة لإشباع رغباتها مستغلة حالة الفقر والعوز عند غالبيتهم.

وفي ظل غياب النظام الاحترافي وغياب روح العلاقة المفترض ان تكون سائدة بين الاندية انتهجت ادارات هذه الاندية مسلكاً مشيناً ومنحرفاً من خلال تخاطبها مباشرة مع اللاعبين دون علم الادارة مستعرضة امامهم اهم فصول الرفاهية التي تنتظرهم في حال انتقالهم رامية بعرف الاحترام فيما بينها غير آبهة بأثر ذلك في الفريق ومستقبله ناسفة جسور التواصل التي ينبغي ان تكون متينة.

هؤلاء في المقدمة
ولعل اكثر اللاعبين المطلوبين للاحتراف خارج حسان اللاعب الخلوق وحارس المنتخب المتألق سالم عبدالله عوض الذي عرضت عليه ادارة نادي شعب اب مبلغ 2 مليون ريال يتم تقاسمها بالتساوي بين اللاعب وناديه .. وهو نفس المبلغ الذي عرضه بعض اداريي التلال على اللاعب فور علمهم بعرض شعب اب بحسب مصادر مقربة من الحارس سالم عوض.. المصادر ذاتها اكدت ان الصقر التعزي مهتم ايضاً بالحارس سالم وبزميله المثابر ماجد حسين لاعب الارتكاز القوي في خط المنتصف وأحد اهم الاكتشافات الحسانية في الموسم المنصرم ومن بعيد تدور تكهنات حول رغبة اندية اخرى في ضم اللاعب الموهوب اوسام السيد الا انها لم تكن بشكل واضح او يفصح عنها بشكل معلن والحال ينطبق ايضاً على مهاجم الفريق الابرز في الوقت الحالي المهاجم عبود مبروك صاحب اعلى رصيد تهديفي (14 هدفاً) في اول موسم كروي له مع الفريق ضمن اندية النخبة وهو الوحيد الذي يمتلك حق الحصول على الاستغناء في اي وقت على اساس انه قادم من نادي شقرة الا ان حبه للنادي وتعلقه بزملائه قد دفعه الى التريث الى حين معرفة مصير الوظيفة.

اوسام السيد
اوسام السيد
بين نارين
ووحدها ادارة حسان هي المطالبة حالياً بمواجهة المشكلة وخصوصاً نائب رئيس النادي الاخ زيد سيف اليافعي الذي وجد نفسه محاصراً بسيل من الاحراجات والاتصالات في ظل غياب يبدو واضحاً لرئيس النادي الشيخ طارق الفضلي المشغول بأموره الخاصة وتخاذل غير مبرر للسلطة المحلية بالمحافظة التي لم يلمس لها ادنى اهتمام بالنادي وشبابه، والحق ان زيداً ورفاقه في موقف لا يحسدون عليه فهم ان وافقوا على انتقال بعض اللاعبين سيعمدون بأيديهم شهادة هبوط حسان ولن ترحمهم جماهير الفريق وسيدون التاريخ بأحرف سوداء اسماءهم كسبب رئيسي في سقوطه، وإن منعوا الإنتقال سيحرمون اللاعبين مميزات رائعة سوف تنهال عليهم الوان عدم الرضا من قبل اللاعبين واهاليهم انطلاقاً من حقيقة ان اللاعب ليس ملك النادي فقط ولكنه ايضاً ملك نفسه وبالتالي من حقه النوم على الجنب الذي يريحه.

فالادارة حالياً امام خيارين كلاهما مر فأما التفريط باللاعبين وذرف دموع الأسى او الرفض وتقبل موجات السخط التي ستنالهم وتلاحقهم طوال فترة بقائهم.

تقاطيع
> انفرط عقد خط المقدمة في حسان ولم يتبق فيه الا المهاجم الابرز عبود مبروك والشاب الصغير عارف السعدي بعد ان توقف رائد حمادة عن التمارين منذ فترة طويلة ومنح جمال العولقي وصبري عبيد ورقة الاستغناء وهما القادمان اليه في الموسم الماضي من الهلال والصقر فيما لايزال راجي بامطروح يراوح مابين البقاء في حسان وحرمانه من وظيفته او انتقاله للنادي الوليد (الامن المركزي) مقر عمله.

> خمسة تم توظيفهم مؤخراً في مكتب التربية والتعليم :(سالم عوض، وسيم القعر، علي رمضان، جمال العولقي، ورائد حمادة والاخيران خارج نطاق الخدمة في حسان.

> تبقى معضلة الامكانيات المادية وموارد الدخل هي المشكلة الاكبر التي تواجه الادارة الحسانية ولايختلف عنها حاجز العزلة المفروض عليها من قبل كل الجهات المسؤولة داخل المحافظة المكتفية فقط بالنظر من بعيد.

> الفريق لديه مواهب كثيرة ولا يشتكي من نقص في اللاعبين لكن تبقى مشكلة الامكانيات وتهيئة الظروف هي السبب المباشر في حالة اللا توازن التي يعيشها الفريق.