> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم:
قال أحد النقاد الخليجيين يوما: لو أن نسيماً ولد وعاش في اليمن لكان ربما بائع بقل وخضروات وليس ملاكماً عالمياً مشهوراً.
- يومها أقمنا- نحن اليمانيين- الدنيا ولم نقعدها، وملأنا صحفنا كلمات وضجيجاً دفاعاً عن بطلنا العالمي، ووصفنا ذلك الناقد بأبشع الأوصاف والاتهامات، وأنه جاهل وحاقد، واعتبرنا ما قاله اساءة بالغة لليمن، أرضاً وشعباً وحكومة وقيادة.
- كان نسيم حميد حينها (البرنس) المتوج ملكاً على عرش الاوزان الخفيفة العالمية البطل العالمي المتألق في سماء الفن النبيل، الملاكم الشاب الأسطورة الذي استحوذ على اهتمام وسائل الاعلام وحب الجماهير وشغل العالم بانتصاراته القاضية المتتالية وأسلوبه المميز المختلف فوق حلبات الملاكمة.
- واليوم اصبح البطل العالمي في خبر كان، وذهب (النسيم) ادراج الرياح.. فقد لقبه العالمي ولم يستطع العودة لحلبات الملاكمة لاستعادته منذ خسارته الشهيرة والوحيدة امام المكسيكي ماركو أنطونيو باريرا عام 2001م.
- هزيمة واحدة كانت كافية للقضاء على أسطورة (البرنس) الذي لم يخسر قبلها وحقق 36 فوزاً متتالياً، معظمها بالقاضية.. لكنه لم يستطع ان يتحمل خسارة واحدة اطاحت بعرشه وأفقدته توازنه وبريقه، وعجز بعدها عن النهوض، رغم ان الجواد الأصيل سرعان ما يتجاوز عثرته، وهذا ما أثبته ملاكمون عالميون نهضوا من تحت ركام الهزيمة أبطالا من جديد لعل أبرزهم وأشهرهم الأسطورة الحقيقية محمد علي كلاي الذي تمكن من استعادة لقبه العالمي ثلاث مرات في الوزن الثقيل الرهيب.
- وبعد أن كان (البرنس) يشغل العالم ووسائل الاعلام العالمية بانتصاراته وتصريحاته وتألقه اصبح يشغلها بتصريحات ليس الا وخلافاته ومشكلاته ومحاكماته.. وصار البطل الشهير سجينا وخريج سجون.. وعنوانا للاتهامات والاخفاقات وآخرها تجريده من لقب (فارس) الذي كانت الملكة اليزابيث الثانية قد كرمته به قبل 7 سنوات باعتباره احد العظماء الذي قدموا أعمالا جليلة للامبراطورية البريطانية، وسحبته منه مع مطلع العام الحالي (الجديد) بعد أن ادانته المحكمة بارتكابه حادث سير في العام المنصرم ادى الى اصابة شاب بجروح خطيرة وحكمت عليه بالسجن لمدة 15 شهرا.
- ذاك كان (نسيما) وهكذا اصبح!! أتعرفون السبب أظن البطل العالمي أصيب بمرض الواقع اليمني وعدوى الرياضة اليمنية المصابة بأمراض لاتحصى منها شلل الأطفال وسحايا الدماغ والأنيميا والكساح والجذام والسل والملاريا والكوليرا وحمى الضنك وغيرها من الامراض الفتاكة التي لا أول لها ولا آخر ولا شفاء منها.
- نسيم حميد نشأ وترعرع وبدأ مشواره بهدوء وجهد واجتهاد كصبي بريطاني بعيدا عن أرض السعيدة وعن ميادين رياضتنا اليمنية الكسيحة وحينما سطع نجمه في عالم الملاكمة تحت سماء بريطانيا وبجنسيته البريطانية، عرفنا فجأة أن لنا بطلا عالميا يمنيا مع أنه بالكاد يتحدث اللغة العربية وبلهجة يمنية ركيكة.. بل بالكاد يعرف اليمن الموطن الأم لأسرته.
- وبدأنا كلنا من اصغر مواطن الى أكبر مسؤول في البلد، نهلل ونحتفي ونتعصب للبطل العالمي اليمني الأصل ونتفاخر بانتصاراته وانجازاته مع أنها كلها كانت تسجل بإسم بريطانيا بصفته مواطنا بريطانيا.
- ولأن رياضتنا متعطشة للبطولات والانتصارات والافراح كان (نسيم) بطلنا وفرحتنا الاكبر.. وأخذنا نستدرجه - وسط تشجيع وتحمس والده الحاج سالم كشميم- للحضور مرارا الى وطنه الأم، بلد الامجاد والتاريخ والحضارة والحكمة والإيمان.. محاولين ان نستعيد من خلاله امجادنا الغابرة، ونجمل به صورتنا امام انظار العالم.
- وبالغت قيادة البلاد في الاحتفاء به وإغداق العطايا والهدايا عليه.. الأراضي والقصور والسيارات الفارهة، على حساب رياضتنا المحلية الفقيرة، ورياضيينا ونجومنا المعدمين الذين يتمنى غالبيتهم وظيفة تعينه على شظف العيش او قطعة ارض متواضعة تلملم شتات أسرته المبعثرة المتعبة.
- وهكذا ابتعد (البرنس) رويدا رويدا عن حياة الانضباط والجدية والالتزام والاحتراف في بريطانيا ابتعد عن ارض الامال والاحلام واقترب من أرض الاوهام فأصبح يفكر ويتصرف بالعقلية اليمنية، فركبه الغرور واستغنى عن المدرب الذي صنعه (بريندن انجل) وأصبحت عائلته ووالده وإخوانه هي مدربه ووكيل اعماله، فتبعثرت اوراقه وتشتت افكاره وبدأ مستواه ينحدر تدريجيا حتى جاءت هزيمته على يد المكسيكي (باريرا) لتعلن بداية النهاية التي لم يستطع بعدها العودة رغم تصريحاته العديدة بأنه عائد لأن امراض الرياضة اليمنية قد تمكنت منه ومضى في طريق السقوط بالطريقة اليمنية.
- دعوكم من (نسيم) واقتنعوا تماما أن اسطورة (البرنس) قد انتهت، ونحن الذين ساهمنا في القضاء عليه .. (ومن الحب ما قتل).
- يومها أقمنا- نحن اليمانيين- الدنيا ولم نقعدها، وملأنا صحفنا كلمات وضجيجاً دفاعاً عن بطلنا العالمي، ووصفنا ذلك الناقد بأبشع الأوصاف والاتهامات، وأنه جاهل وحاقد، واعتبرنا ما قاله اساءة بالغة لليمن، أرضاً وشعباً وحكومة وقيادة.
- كان نسيم حميد حينها (البرنس) المتوج ملكاً على عرش الاوزان الخفيفة العالمية البطل العالمي المتألق في سماء الفن النبيل، الملاكم الشاب الأسطورة الذي استحوذ على اهتمام وسائل الاعلام وحب الجماهير وشغل العالم بانتصاراته القاضية المتتالية وأسلوبه المميز المختلف فوق حلبات الملاكمة.
- واليوم اصبح البطل العالمي في خبر كان، وذهب (النسيم) ادراج الرياح.. فقد لقبه العالمي ولم يستطع العودة لحلبات الملاكمة لاستعادته منذ خسارته الشهيرة والوحيدة امام المكسيكي ماركو أنطونيو باريرا عام 2001م.
- هزيمة واحدة كانت كافية للقضاء على أسطورة (البرنس) الذي لم يخسر قبلها وحقق 36 فوزاً متتالياً، معظمها بالقاضية.. لكنه لم يستطع ان يتحمل خسارة واحدة اطاحت بعرشه وأفقدته توازنه وبريقه، وعجز بعدها عن النهوض، رغم ان الجواد الأصيل سرعان ما يتجاوز عثرته، وهذا ما أثبته ملاكمون عالميون نهضوا من تحت ركام الهزيمة أبطالا من جديد لعل أبرزهم وأشهرهم الأسطورة الحقيقية محمد علي كلاي الذي تمكن من استعادة لقبه العالمي ثلاث مرات في الوزن الثقيل الرهيب.
- وبعد أن كان (البرنس) يشغل العالم ووسائل الاعلام العالمية بانتصاراته وتصريحاته وتألقه اصبح يشغلها بتصريحات ليس الا وخلافاته ومشكلاته ومحاكماته.. وصار البطل الشهير سجينا وخريج سجون.. وعنوانا للاتهامات والاخفاقات وآخرها تجريده من لقب (فارس) الذي كانت الملكة اليزابيث الثانية قد كرمته به قبل 7 سنوات باعتباره احد العظماء الذي قدموا أعمالا جليلة للامبراطورية البريطانية، وسحبته منه مع مطلع العام الحالي (الجديد) بعد أن ادانته المحكمة بارتكابه حادث سير في العام المنصرم ادى الى اصابة شاب بجروح خطيرة وحكمت عليه بالسجن لمدة 15 شهرا.
- ذاك كان (نسيما) وهكذا اصبح!! أتعرفون السبب أظن البطل العالمي أصيب بمرض الواقع اليمني وعدوى الرياضة اليمنية المصابة بأمراض لاتحصى منها شلل الأطفال وسحايا الدماغ والأنيميا والكساح والجذام والسل والملاريا والكوليرا وحمى الضنك وغيرها من الامراض الفتاكة التي لا أول لها ولا آخر ولا شفاء منها.
- نسيم حميد نشأ وترعرع وبدأ مشواره بهدوء وجهد واجتهاد كصبي بريطاني بعيدا عن أرض السعيدة وعن ميادين رياضتنا اليمنية الكسيحة وحينما سطع نجمه في عالم الملاكمة تحت سماء بريطانيا وبجنسيته البريطانية، عرفنا فجأة أن لنا بطلا عالميا يمنيا مع أنه بالكاد يتحدث اللغة العربية وبلهجة يمنية ركيكة.. بل بالكاد يعرف اليمن الموطن الأم لأسرته.
- وبدأنا كلنا من اصغر مواطن الى أكبر مسؤول في البلد، نهلل ونحتفي ونتعصب للبطل العالمي اليمني الأصل ونتفاخر بانتصاراته وانجازاته مع أنها كلها كانت تسجل بإسم بريطانيا بصفته مواطنا بريطانيا.
- ولأن رياضتنا متعطشة للبطولات والانتصارات والافراح كان (نسيم) بطلنا وفرحتنا الاكبر.. وأخذنا نستدرجه - وسط تشجيع وتحمس والده الحاج سالم كشميم- للحضور مرارا الى وطنه الأم، بلد الامجاد والتاريخ والحضارة والحكمة والإيمان.. محاولين ان نستعيد من خلاله امجادنا الغابرة، ونجمل به صورتنا امام انظار العالم.
- وبالغت قيادة البلاد في الاحتفاء به وإغداق العطايا والهدايا عليه.. الأراضي والقصور والسيارات الفارهة، على حساب رياضتنا المحلية الفقيرة، ورياضيينا ونجومنا المعدمين الذين يتمنى غالبيتهم وظيفة تعينه على شظف العيش او قطعة ارض متواضعة تلملم شتات أسرته المبعثرة المتعبة.
- وهكذا ابتعد (البرنس) رويدا رويدا عن حياة الانضباط والجدية والالتزام والاحتراف في بريطانيا ابتعد عن ارض الامال والاحلام واقترب من أرض الاوهام فأصبح يفكر ويتصرف بالعقلية اليمنية، فركبه الغرور واستغنى عن المدرب الذي صنعه (بريندن انجل) وأصبحت عائلته ووالده وإخوانه هي مدربه ووكيل اعماله، فتبعثرت اوراقه وتشتت افكاره وبدأ مستواه ينحدر تدريجيا حتى جاءت هزيمته على يد المكسيكي (باريرا) لتعلن بداية النهاية التي لم يستطع بعدها العودة رغم تصريحاته العديدة بأنه عائد لأن امراض الرياضة اليمنية قد تمكنت منه ومضى في طريق السقوط بالطريقة اليمنية.
- دعوكم من (نسيم) واقتنعوا تماما أن اسطورة (البرنس) قد انتهت، ونحن الذين ساهمنا في القضاء عليه .. (ومن الحب ما قتل).