> محمد فارع الشيباني:

محمد فارع الشيباني
محمد فارع الشيباني
في البداية أقول لبعض الناس إن عدن لم تكن قطعة أرض انفصلت عن شبه القارة الهندية فجرفتها تيارات المحيط الهندي ودفعت بها الرياح الموسمية الشرقية الشمالية فالتصقت بجنوب الجزيرة العربية، كما أن عدن لم تكن قطعة أرض انفصلت عن القرن الأفريقي فجرفتها أيضاً تيارات المحيط الهندي ودفعت بها الرياح الموسمية الجنوبية الشمالية فالتصقت بجنوب الجزيرة العربية. إن عدن كانت في موقعها الحالي منذ أن خلق الله الكون وما فيه ومنذ أن خلق آدم أبو البشرية كما أن اسم عدن ظهر في الخرائط الجغرافية منذ أن بدأ البحارة يرسمون الخرائط الأولى، وفي تلك الخرائط نجد اسم عدن، فيما كان يكتب في تلك الخرائط عن المناطق المحيطة بها ملحوظة (أراض غير معروفة) أو (أراض لم تكتشف بعد)، هذه حقيقة وليست خيالاً يبحث في المتولوجيا عن إثبات له.

وفي الماضي البعيد عندما كانت أساطيل البرتغال والأسبان ثم البريطانيين ومن بعدهم الطليان، قيل إن مَن يحكم عدن يسيطر على بحار وخلجان وأراض وجبال وصحارى المنطقة كلها امتداداً من جبال أفغانستان الوعرة شرقاً إلى جبال الحبشة الخطرة غرباً وجزيرة مدغشقر جنوباً إلى سهول الأناضول شمالاً ، وهذه هي عدن وهذه هي قيمتها الاستراتيجية. وإن أية محاولة للتشكيك في ذلك لا معنى لها وكلام فارغ ولن يسيء إلى أبناء عدن ، وفي الماضي قيل أيضاً عن عدن:

«يدخلها الفقير فيغتني ويدخلها الجائع فيشبع ويدخلها الخائف فيأمن» وفيها تغنى الشاعر وتمنى أن تكون عدن على مسير يوم، إن عدن هذه أصبحت اليوم مدينة المتقاعدين أو المحالين إلى المعاش، وأصبح ثلث سكانها من المتقاعدين والثلث الآخر دون عمل وأغلبيتهم من شباب المدينة ولم يحصل في تاريخ أي مدينة أن أصبح أغلبية سكانها من المتقاعدين إلا في عدن وبدلاً من أن يدخل الفقير ليغتني أصبح أبناء عدن هم الفقراء، وبدلاً من أن يدخل الجائع فيشبع أصبح أبناؤها هم الذين يعانون من الجوع وبدلاً من أن يدخلها الخائف فيأمن أصبح أبناؤها هم الخائفون على أنفسهم وعلى مصير أبنائهم من بعـدهم.

سيدي الرئيس علي عبدالله صالح، لقد وضع أبناء عدن أملهم فيك لكي تنتشلهم من هذا الواقع لأنهم وثقوا بك وأعطوك أصواتهم في الانتخابات الماضية لأنهم يعتقدون والكل يعتقد أنك أنت الوحيد القادر على ذلك، هذا إن أردت، أما إحالة المشاريع مثل إعلان عدن منطقه حرة وتحرير أجواء عدن إلى مجلس الوزراء أو إلى أية جهة أخرى فستتوه تلك المشاريع بين ثرثرة بيروقراطية أو مماحكات خلافية أو توضع بين أيادي من لا يحب عدن ولا يريد لها الخير.

لذا أرجو وأتوسل إليك وهذا من حق عدن عليك أن تشرف شخصياً وتتابع المشاريع الخاصة بعدن، وحينها فقط سترى النور وسيذكر لك أبناء عدن هذا الجميل.