> عبود الشعبي:

عبود الشعبي
عبود الشعبي
أن تحصر جهدك من أجل نفسك، وتشكو مظالم قريتك، ولا تنبس ببنت شفة إذا غاب العدل في قرى بعيدة ليست تربطك بها صلة قرابة أو عشيرة، فأنت إما إنك تستبد بمشاعرك فتحبسها في زاوية «العصبية» المقيتة، لشعورك أن هذا الذي يقع على قبيلتك نكاية بالقوم الذين أنت منهم، كشخص لا يقبل أن ينتقص من حق «العشيرة» وأنت فيهم السيد العظيم! وإما أنك تريد أن تقول «ما أريكم إلا ما أرى»! حتى أن أولئك الذين نالوا بعض المناصب في السلطة المحلية، تركوا مواطنيهم في القرى البعيدة، وكرسوا جهدهم في الأحياء التي يسكنوها، وإذا عتبت عليهم قالوا سينالكم نصيبكم من المنجزات!!

إن المرء ليعجب من أشخاص ربما رفعهم المنصب لكن عند البسطاء حط قدرهم أنهم دعاة «قروية»! يستشيطون غضباً من أجل المقربين، ولا يطرق لهم جفن تجاه أولئك المستضعفين الذين لا يجدون من يسمع معاناتهم وهم كثر في القرى والمدن اليمنية.

إن هذا ليس من سمات أهل العدل الذين ينادون بالمواطنة المتساوية، ولكنه سلوك من تنازعه نفسه إلى فرض ما يناسب منطق «الشللية» الذي لو قدر له أن يسود لتقطعت أوصال المجتمع.

وإذاً هو الهوى المتبع والشح المطاع، إلا ما كان منه إغناء أولي القربى وسد حاجتهم، ثم التقتير على غيرهم من الذين لا يجدون من يقربهم إلى أصحاب القرار زلفى.

حتى أن بعض البسطاء من الناس يرون كيف أن الأحياء التي يسكنونها تزخر بانطفاءات الكهرباء في الوقت الذي يلتزمون فيه بسداد قيمة الفاتورة، بينما تظل أعمدة النور تسطع بالليل والنهار في الأحياء المشهودة..لأن فيها أشخاصاً يشغلون وظائف حكومية مهمة، أكثرهم لا يلقون بالاً لشيء اسمه «فاتورة».

وأعجب من ذلك عندما يحين نزول مستحقات المحافظات من الميزانية، كيف أن الذين يحضرون القسمة يعضون على «حقهم» بالنواجد! بينما ينظر في نصيب بعض المحافظات بعين الاستكثار، فتعد قطارات «الشح المطاع» ويبخس الناس أشياءهم، بينما يزدهر المترفون الفاسدون، من دعاة «المناطقية» لأنهم عصبيون و«حمران عيون». إنه «سجن القروية» وكفى!