كــركــر جـمـل
> عبده حسين أحمد:
>
قبل بضع سنوات نشرت الصحف أن (برلين) العاصمة الألمانية.. شهدت مسيرة من نوع فريد حيث احتشد أكثر من ثلاثة آلاف كلب برفقة أصحابها للمطالبة بمزيد من الحقوق للكلاب.. وأن المظاهرة سارت تحت حراسة الشرطة لمسافة خمسة كيلومترات مخترقة وسط (برلين).. وطالب متحدثون في المسيرة - في عامها الثاني - السلطات المحلية بتخصيص مساحات أوسع يسمح فيها للكلاب أن تتجول بحرية دون أطواق.. وقال أحد منظمي المسيرة: «نريد قوانين في صالح الكلاب وليس ضد الكلاب».
< فإذا كانت الحيوانات تطالب بحقوقها في العالم الحر.. فلماذا لا نرفع - نحن البشر - أصواتنا للمطالبة بحقوقنا في بلادنا؟.. وإذا كانت ألمانيا وبقية الدول الأوربية وأمريكا لا تمنع الحيوانات من ممارسة حقوقها (الحيوانية) في المطالبة بالمزيد من الحرية.. فلا أعتقد أن أية سلطة في بلادنا تمنع أي أحد من بني آدم من المطالبة بحقوقه (الإنسانية) في ظل النظام والقانون.
< ثم إذا كانت الكلاب تطالب بمساحات أوسع للنزهة ونزع الأطواق عن أعناقها.. فلماذا لا يطالب المتقاعدون قبل الوحدة بمثل هذه المساحات للترفيه عن أنفسهم بعد أن أفنوا أعمارهم وأضاعوا حياتهم في العمل؟.. ولماذا لا ينزعون الأطواق عن رقابهم ويرفعون أصواتهم بالمطالبة باسترجاع خمس المعاش المقطوع بالباطل؟ ولماذا لا يطالبون بتسوية معاشاتهم التقاعدية بمعاشات المتقاعدين بعد الوحدة؟
< هل الكلاب أشجع وأفضل من البشر؟.. أم أن مناخ الديمقراطية والحرية هو الذي يختلف من بلد إلى آخر؟.. وهو الذي يعطي الحيوان حقوقه في بقعة من الأرض.. ويحرم الإنسان منها في بقعة أخرى.. ثم كيف يتساوى الإنسان والحيوان في منطقة ما؟.. ويتساوى الإنسان والحيوان في الجوع والمرض والصبر في منطقة أخرى؟
< في الهند يحتفلون مرة كل عام بيوم (إعلان حقوق الحيوان) مثل (إعلان حقوق الإنسان).. وفي هذا اليوم يمنع ذبح الحيوانات وأكل اللحوم في كل أنحاء الهند.. هذه الحقوق ساوت بين الإنسان والحيوان.. ونحن جميعاً- متقاعدي قبل الوحدة - نريد أن نتساوى مع المتقاعدين بعد الوحدة.. أي أن يتساوى الإنسان والإنسان يا حكومة!
< وفي أمريكا ألغت الإدارة الأمريكية نظام (التقاعد المبكر).. ويظل الموظف يعمل طالما هو قادر على العمل والعطاء والإنتاج والإبداع.. إلى أن يصل إلى سن يشعر فيه أنه غير قادر على العمل.. أي أنه هو صاحب القرار في تقاعده عندما يبلغ السبعين مثلاً.. ويحصل على المعاش الذي يستحقه.. فليس هناك فرق بين متقاعدين قبل (بوش) أو بعده.. كلهم متقاعدون في نظام واحد محكوم بالدرجة والوظيفة.
< قال لي أحد تلاميذي إنه تقاعد قبل بضعة شهور بمعاش أكثر من خمسة وثلاثين ألف ريال.. فقلت له «ألف مبروك وتستحق أكثر من ذلك».. وتلميذي هذا التحق بالتدريس بعد تخرجه في المدرسة الثانوية مباشرة.. فإذا كانت الصحافة هي مهنة المتاعب.. فإن التدريس هو أبو المتاعب.. هو التعب كله.. والمرض كله.. والموت المبكر في أغلب الأحيان.
< أكثر سكان الهند (نباتيّون) لا يأكلون اللحوم.. وفي الهند قوميات وجاليات وديانات كثيرة وهم الذين يأكلون اللحوم.. وإذا كانت الهند تمنع أكل وذبح الحيوانات في يوم واحد في كل عام هو يوم (إعلان حقوق الحيوان).. ففي أكثر البلاد العربية يأكلون اللحوم ويذبحون الحيوان و(الإنسان) كل يوم!!
عبده حسين أحمد
< فإذا كانت الحيوانات تطالب بحقوقها في العالم الحر.. فلماذا لا نرفع - نحن البشر - أصواتنا للمطالبة بحقوقنا في بلادنا؟.. وإذا كانت ألمانيا وبقية الدول الأوربية وأمريكا لا تمنع الحيوانات من ممارسة حقوقها (الحيوانية) في المطالبة بالمزيد من الحرية.. فلا أعتقد أن أية سلطة في بلادنا تمنع أي أحد من بني آدم من المطالبة بحقوقه (الإنسانية) في ظل النظام والقانون.
< ثم إذا كانت الكلاب تطالب بمساحات أوسع للنزهة ونزع الأطواق عن أعناقها.. فلماذا لا يطالب المتقاعدون قبل الوحدة بمثل هذه المساحات للترفيه عن أنفسهم بعد أن أفنوا أعمارهم وأضاعوا حياتهم في العمل؟.. ولماذا لا ينزعون الأطواق عن رقابهم ويرفعون أصواتهم بالمطالبة باسترجاع خمس المعاش المقطوع بالباطل؟ ولماذا لا يطالبون بتسوية معاشاتهم التقاعدية بمعاشات المتقاعدين بعد الوحدة؟
< هل الكلاب أشجع وأفضل من البشر؟.. أم أن مناخ الديمقراطية والحرية هو الذي يختلف من بلد إلى آخر؟.. وهو الذي يعطي الحيوان حقوقه في بقعة من الأرض.. ويحرم الإنسان منها في بقعة أخرى.. ثم كيف يتساوى الإنسان والحيوان في منطقة ما؟.. ويتساوى الإنسان والحيوان في الجوع والمرض والصبر في منطقة أخرى؟
< في الهند يحتفلون مرة كل عام بيوم (إعلان حقوق الحيوان) مثل (إعلان حقوق الإنسان).. وفي هذا اليوم يمنع ذبح الحيوانات وأكل اللحوم في كل أنحاء الهند.. هذه الحقوق ساوت بين الإنسان والحيوان.. ونحن جميعاً- متقاعدي قبل الوحدة - نريد أن نتساوى مع المتقاعدين بعد الوحدة.. أي أن يتساوى الإنسان والإنسان يا حكومة!
< وفي أمريكا ألغت الإدارة الأمريكية نظام (التقاعد المبكر).. ويظل الموظف يعمل طالما هو قادر على العمل والعطاء والإنتاج والإبداع.. إلى أن يصل إلى سن يشعر فيه أنه غير قادر على العمل.. أي أنه هو صاحب القرار في تقاعده عندما يبلغ السبعين مثلاً.. ويحصل على المعاش الذي يستحقه.. فليس هناك فرق بين متقاعدين قبل (بوش) أو بعده.. كلهم متقاعدون في نظام واحد محكوم بالدرجة والوظيفة.
< قال لي أحد تلاميذي إنه تقاعد قبل بضعة شهور بمعاش أكثر من خمسة وثلاثين ألف ريال.. فقلت له «ألف مبروك وتستحق أكثر من ذلك».. وتلميذي هذا التحق بالتدريس بعد تخرجه في المدرسة الثانوية مباشرة.. فإذا كانت الصحافة هي مهنة المتاعب.. فإن التدريس هو أبو المتاعب.. هو التعب كله.. والمرض كله.. والموت المبكر في أغلب الأحيان.
< أكثر سكان الهند (نباتيّون) لا يأكلون اللحوم.. وفي الهند قوميات وجاليات وديانات كثيرة وهم الذين يأكلون اللحوم.. وإذا كانت الهند تمنع أكل وذبح الحيوانات في يوم واحد في كل عام هو يوم (إعلان حقوق الحيوان).. ففي أكثر البلاد العربية يأكلون اللحوم ويذبحون الحيوان و(الإنسان) كل يوم!!