عندما كانت (مقديشو) مدينة

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
قليلة هي الكتابات عن الوضع الصومالي وبالذات ما حل بمدينة مقديشو العاصمة الصومالية طوال الـ 16 عاماً من حروب المليشيات القبلية، ولعل ما كتبه بعض المثقفين الصوماليين وبالذات حسين صندلو الموجود حالياً في الولايات المتحدة الامريكية حيث يعطي بلغة جميلة ورائعة وصفاً لمدينة الأشباح العاصمة إذ يقول:«إنه لم يبق فيها من السكان إلا المتسولين وجامعي أعقاب السجائر وجيش من الفقراء ومقرات لتجار الحروب والعصابات المسلحة».

< ويقول عن مقديشو أنها حتى عام 1987م رغم دكتاتورية النظام والحكم الفردي لسياد بري ولكن كما يذكر كان كغيره من السكان يعيشون على الأمل بأن شيئاً في الآفاق سيتم وتتحول أحوال الناس إلى الأفضل .

< وفجأة ينهار النظام ولكنها لم تكن مفاجأة بل إن هناك تراكمات وعوامل وأسبابا لانهيار الدولة والحكومة بعضها سببها النظام نفسه ومن صنعه، وبعضها لعوامل سببها الصراع الذاتي للعسكر الطامحين للاستحواذ على السلطة وكان ما كان.

< الوصف البديع لانهيار المؤسسات العسكرية ثم مؤسسات الدولة والحكومة المدنية أن انهياراً تبعه لكل شيء وبدء الصراع الدموي، ويتهم الكاتب دور ملوك وأمراء المال العسكريين من الداخل تغذيه دوائر مالية من الجوار مقابل تمويل هذا الفريق أو ذاك، كان الهدف الكسب والكسب وحده!!

< واليوم بعد سقوط نظام المحاكم الإسلامية في مقديشو ما أحوج الحكومة المؤقتة الانتقالية إلى المصالحة الوطنية وتوسيع المشاركة في السلطة والحكم والبدء في بناء الصومال الفدرالي من جديد. ما أكبر التركة والإرث وما أحوج الصومال إلى الدعم العربي بشكل خاص والدولي بشكل عام، لأن عملية البناء ستبدأ من الصفر فلا شيء بقي في الصومال إلا الخراب والدمار والكوارث والشتات.

< لقد كان الموقف اليمني موقفاً مشرفاً فمنذ بدأت حروب الإخوة في الصومال، فتحت اليمن شواطئها وحدودها للهاربين من الموت واستقبلت الألاف منهم بترحاب كما ساهمت وتساهم اليوم بالمشاركة في دعم المصالحة الوطنية في القطر الشقيق<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى