طريق خورمكسر حكاية من ذلك الزمان

> «الأيام» نجمي عبدالمجيد:

>
فندق السيفيو في خورمكسر
فندق السيفيو في خورمكسر
تذكر وثائق إدارة الأشغال العامة للطرقات في عدن لعام 1967م بأن الطريق القديمة بخورمكسر بنيت عبر الميناء الداخلي من عدن من أجل اختصار الطريق الى عدن الصغرى وكريتر والمعلا والتواهي، وقد بلغ طول تلك الطريق أربعة اميال وقد كانت تسع سيارتين، أما عرضها فقد وصل الى 22 قدماً. وبعد 22 سنة من فتح هذه الطريق حدث تطوير شامل وظهرت الى الوجود مدينتان هما المنصورة والاتحاد، وبناء هاتين المدينتين ساعد على التوسع في حركة المواصلات على هذه الطريق وقد تضاعف عدد السيارات في عدن من 4178 سيارة في عام 1954م الى 15175 سيارة في عام 1964م وتصاعد سير السيارات على هذه الطريق.وقد أشارت الأرقام والإحصائيات لعام 1965م إلى أن معدل عدد السيارات التي كانت تمر يومياً من هذه الطريق وصل الى 13464 سيارة ركاب، وفي فترة 960 سيارة ركاب في الساعة. وقد وصل عدد السيارات التي تمر من تلك الطريق عام 1966م يومياً إلى 6000 سيارة ركاب، وكان أكثر من ثلث عدد السيارات التي استعملت هذه الطريق تتكون من ناقلات ثقيلة كسيارات الحمول والزيت مع ساحباتها التي عبرت الطريق بين مصافي الزيت البريطانية (عدن) المحدودة ومنشآت شل في البريقة ومطار عدن الدولي والقاعدة العسكرية في خورمكسر والمحطات الجديدة لتموين السيارات بزيت الوقود في عدن، وفي عام 1964م مرت على هذه الطريق سيارات بلغ عددها ضعف عدد السيارات التي استهلت الطريق الأخرى وهي طريق المطار.

الطريق الجديدة

وتشير الوثائق حول هذا الموضوع الى هذه المعلومات: «ولتخفيف الضغط على هذه الطريق النابع من هذا الازدحام العنيف والكظيظ الحاد ولمواجهة احتمال تكاثر المرور على هذه الطريق في المستقبل بمعدل 16% فقد شرع العمل في بناء طريق معادلة أخرى لهذه الطريق في اوائل عام 1964م وهذه الطريق تتسع أيضا لسيارتين في آن واحد، ومعنى هذا أن الطريقين المتعادلين سوف يتسعان لأربع سيارات في آن واحد.

وهذه الطريق الجديدة التي عرضها 24 قدما تبنى الآن على مستوى عال لتحمل ضغط المرور الثقيل المتكاثر، واستعمل في بناء هذه الطريق الخرسان المسلح والاسفلت في الاعلى وفي طرف جولة ريجال كان عرض الطريق الوسط 15 قدما وفي جولة كالتكس كان عرض الطريق عشرة أقدام وعرض الطريق في الجسر 33 قدماً.

وكان المقصود هو أن هذه الطريق الجديدة سوف تضاء بأعمدة الكهرباء ولكنه نظراً لعدم وجود الإمكانيات المالية لتحقيق هذا الهدف فقد وضع هذا المشروع على الرف. ويبنى أيضا ممر للمشاة عرضه ستة أقدام وذلك في الطرف الشمالي الشرقي للطريق.

البناء

وقد وسعت الطريق القديمة من الناحية الشمالية الشرقية وذلك لردم البحيرة المتصلة بالبحر بمواد حفرت حفراً تاماً وتتراوح بين صخور صماء طول كل واحدة قدمان وأتربة، وقد جيء بهذه الصخور والأتربة من اماكن معترف بها وتقوى بفضل الماء والمسح واستعمال آلة الزلط وسيرها عليها.وتقع على هذا الردم قاعدة الطريق التي تختلف في طبيعتها في أقسام عديدة من هذه الطريق، وتعتمد على وجود مواد لائقة في وقت البناء. وفي الميل الأول من جولة ريجال تحتوي القاعدة التي استعملت على مردومات مختارة طولها 10 بوصات وكلها منحوتة تحتيا إلى 3 بوصات وسقيت بالماء وسارت عليها آلة الزلط.

وجربت قاعدة مبنية من الردم المبلول المخلوط لنصف الميل الآخر وهذه القاعدة تكونت أساسا من حجارة من أحجام مختلفة إذا اختلطت بالماء فإنها تتحول إلى قاعدة مستقرة قوية البنيان.وأثبتت هذه الطريقة أنها صعبة التنفيذ وغالية الثمن ولهذا السبب فإن في بقية الأميال لبناء الطريق فقد استعملت الصخور في قسم وفي قسم آخر الصخور المكسورة والمطحونة ووجد أن هذه الطريقة سليمة ورخيصة الثمن أيضاً، وأعلى الطريق ملبسة بالاسفلت أما بقية التلبيس بالاسفلت فسوف يتم في خلال ستة أشهر بعد وضع القاعدة وبهذه الطريقة فأي خلل يحصل يمكن إصلاحه عندما يأتي دور التلبيس النهائي بالاسفلت.

القنوات المقبوة

ولضمان انسياب ماء البحر داخل وخارج بحيرة الطريق فقد شيدت عشر قنوات مقبوة تحت الطريق القديمة، وهذه القنوات المقبوة كانت قد مدت تحت الطريق الجديدة وفي المنعطف الثاني للطريق من جولة ريجال حيث يتوقع الانسياب الأكثر من ماء البحر فقد مدت أنابيب ثلاثة جنبا إلى جنب طول كل منها ثلاثة أقدام ولكن في القنوات المقبوة التسع الأخرى فقد مدت انبوبتان اثنتان من الخرسان المسلح في كل قسم».

جسر الطريق القديمة

وحتى تستمر أعمال الملاحة لأعمال الملح الى الشمال الشرقي من تلك الطريق فقد وضع في عين الاعتبار بناء جسر آخر في الطريق الجديدة وكان الجسر على الطريق القديمة مبنيا على 42 ركيزة صلبية ذات 6 أضلاع وزوايا أما الست والثلاثون ركيزة التي تدعم سعة القنطرة أو الباكيات للجسر فقد بلغ طولها 45 قدما، أما الركائز الست الأخرى في طرفي الجسر فقد كان طولها 35 قدما. وفي باكية الملاحة فقد سحبت ما يقرب من نصف طول الركيزة الى قاع البحر وهي حوالى 27 قدما تحت سطح البحر. ولكي يحافظ على هذه الركائز من الخراب البنياني بواسطة البواخر الصغيرة وغيرها والتي كانت تعبر من هذه الممرات البحرية فقد شيدت 42 ركيزة طولها 40 قدما لبناء الجسر وقد احتوت تلك الركائز على أعمدة صلبية على شكلH وكان عرضها 11 بوصة وقد تم سحبها الى قاع البحر في مستويات وصممت بطريقة تضمن أن كل باخرة تدخل هذه الممرات البحرية تمس الركائز اولا قبل ان تمس ركائز الجسر الرئيسية.

جسر الطريق الجديدة

أما الجسر الجديد فقد كان مشابها في شكله للجسر القديم وقد احتوى على باكية ملاحية طولها 80 قدما وست بواكي أخرى طول كل واحدة منها 30 قدما وقد كانت الباكية الرئيسية من نوع الكتاف أو السناد، وقد بني الجسر الجديد على اساس مقارب للجسر القديم، وقد بني الجسر الجديد على اساس 42-16 بوسة * 16 بوصة وقد سند بركائز من الخرسان المسلح طولها 45 قدماً وكانت مصنوعة محلياً وهي بديلة عن الركائز المكونة من 6 أضلاع والزوايا والتي كانت تستورد من الخارج أما الركائز الاربع والعشرين فقد سندت بركائز من الخرسان المسلح 120 بوصة في 12 بوصة وكان طولها 35 قدماً.وقد وصلت المواد الصلبة المخصصة لبناء الجسر من بريطانيا وبدأ العمل بعد ذلك في بناء الجسر أما أعمال الطريق فقد انتهت في نهاية 1967م، أما التلبيس النهائي للاسفلت فقد ترك لوقت آخر أي بعد حوالي 5 أو 6 أشهر أي بعد تلبيس طبقتين ونصف من الاسفلت للطريق، وحتى شهر ديسمبر من عام 1966م كانت النسبة المئوية المنتهية من أعمال الطريق قد وصلت الى هذه المعدلات: الردم - 97% . الحجارة - 87.5% . قاعدة الطريق - 77.5%. التلبيس الاول من الاسفلت - 76.5%. التلبيس الثاني من الاسفلت - 40.5%.

المالية المرصودة لهذا المشروع

بلغت المالية المرصودة لهذا المشروع حوالي 340.000 دينار جنوبي وقد جهزت من هذه التكاليف ولاية عدن 135.000 دينار جنوبي للمرحلة الاولى حتى نهاية يناير من عام 1966، وقد وفرت حكومة صاحبة الجلالة 85% من تكاليف المرحلة الاخيرة وقد قدمت تلك الاموال من ضمن برنامج تطوير ورفاهية المستعمرات، وكان اغلب عمال ذلك المشروع يعملون تحت اشراف مهندس ولاية عدن وموظفيه، أما عملية تشييد الجسر فقد تمت بواسطة عروض المناقصة للمقاولة.

الطرقات في اتحاد الجنوب العربي

ما بين عام 1963م حتى 1964م تم تعبيد ما بين الشيخ عثمان وعاصمة سلطنة لحج، وفي عام 1964-1965م اتسعت الطريق نحو الشمال صوب الوادي الصغير كجزء من مشروع يهدف لترميم الطريق التي تصل الى الضالع. وفي عام 1964م اتسع قسم الطرقات في دائرة الأشغال العامة في حكومة اتحاد الجنوب العربي اتساعاً كبيراً بتعيين معاون مدير للطرقات وموظفين فنيين وغيرهم، مما ساعد على التخطيط والقيام بدراسات قبل توفير المال اللازم في شهر اغسطس عام 1964م من أجل بناء طرقات جديدة.

وقد وفرت تلك الأموال من مساهمات ميزانية حكومة الاتحاد ومصادر تطوير المستعمرات وإنعاشها زاد مجموعها على مليون جنية استرليني نفقت قبل شهر ابريل من عام 1966م.

وقد استعملت مختلف المعدات والسيارات المتوفرة وتم استئجار الشاحنات وشراء المعدات الجديدة وإقامة منظمة عمالية متسعة مباشرة، كما أقيم في ذلك الوقت مخيم في شقرة لمباشرة بناء الجزء الساحلي من طريق عدن - بيحان، كما نظمت عقود على أساس الدراسات التي قدمت في ذلك الزمان، وجرت مناقصتان في شهر يناير من عام 1965م لبناء طريقين إحداهما في أبين والثانية في لحج، وقد استمر بناء الطرقات الرئيسية بموجب خرائط وتخطيطات مدينة الاتحاد خلال عام 1964م-1965م.

مشاريع بناء الطرقات والاعتمادات المالية 1964م-1965م

طريق عدن - بيحان الرئيسية

1- الكود - زنجبار - وادي حسن - 14 ميلاً - 175.000 جنيه - تطوير المستعمرات وإنعاشها.

2- وادي حسن - شقرة - 23 ميلاً - 115.000 - الحكومة الاتحادية.

3- شقرة - ممر عرقوب - 19 ميلاً - 152.000 جنيه - تطوير المستعمرات وإنعاشها.

4- ميل 19 - ميل رقم 32-13 ميلا- 65.000 جنيه - تطوير المستعمرات وإنعاشها.

5- ميل 32 - ام عين - 14 ميلا- 98.500 جنية - تطوير المستعمرات وإنعاشها.

طريق لحج ثمير

1- لحج وادي ثيبام - 6 أميال - 95.000 - الحكومة الاتحادية.

2- وادي ثيبام - ثمير- 28 ميلا- 46.000 - الحكومة الاتحادية (المعدات واليد العاملة المحلية من مشروع الجيش البريطاني).

الاتحاد

1- المرحلة الأولى في طرقات المدينة، استمرت من 1963م حتى 1964م بمبلغ وقدره 100.000 جنيه (تطوير المستعمرات وإنعاشها).

طريق عدن - بيحان الرئيسية

يذكر التقرير السنوي لحكومة اتحاد الجنوب العربي لعام 1964م-1965م حول هذا الموضوع هذه المعلومات: «لقد تقرر أن ينجز ما يزيد طوله على ثمانين ميلا من هذا المشروع الذي رصدت له الأموال اللازمة جزئياً بواسطة التعاقد والباقي بطريق العمل المباشر مع تركيز على العمل المباشر ولا سيما أنه لم يتم في السابق تلزيم اعمال بناء طرقات رئيسية بواسطة التعاقد في المنطقة وعلى أساس هذا الاعتبار جرى تلزيم قسم في منطقة أبين بطول حوالى 14 ميلا وعلى الرغم من بطء البدء في العمل بسبب الصعوبات في الحصول على المعدات، إلا أنه من المتوقع أن ينتهي العمل في فبراير عام 1966م.

وقسمت الاميال التسعة والستون الباقية الى أربعة أجزاء، كما يبدو أعلاه، وابتدأ العمل عليها في اواخر عام 1964م وفي أبريل عام 1965م تم وضع الأساس الرملي للقسم الواقع بين وادي حسن وشقرة.كما تم أيضا وضع ما يزيد على نصف الحصى في الأساس وكذلك جرى تقدم في بناء ممر العرقوب إذ تم بناء عدة أميال من اساسات الطريق بالإضافة الى الجسور الصغيرة والجسور الإرلندية.وتم إنشاء المخيم الرئيسي في الشقرة داخل سياج آمن مع مساكن جاهزة لمختلف درجات الموظفين بنيت مع انشاءات صحية، كما حفرت بئر لتوفير الماء اللازم. ويزود بالطاقة الكهربائية مولد ستزداد قوته ليعطي ما مجموعه 65 كيلوواط ويجرى العمل على مشروع انشاء شبكة من الانابيب لتوزيع الماء بصورة مستمرة. وقد تم تعيين معظم العمال غير الفنيين محلياً بالإضافة الى بعض الفنيين وسائقي السيارات وغيرهم مع العلم بأن بعضهم رقي الى درجات أعلى كما أن المستوى العام وإنتاج العمل كانا عاليين.

طريق لحج - ثمير

أخذ المهندسون الملكيون على عاتقهم بناء طريق من لحج الى ثمير حسب المواصفات التي وضعتها دائرة الأشغال العامة الاتحادية، شريطة أن يتوفر المال اللازم للمعدات والعمال المحليين وتقرر أن يبدأوا شمالاً من الوادي وراء لحج تاركين ستة أميال ونصف الميل لتنجز بواسطة فرع الطرقات، وقد جرى تلزيمها في يناير عام 1965م. وبدأ الجيش العمل في سبتمبر عام 1964م وتقدم الشغل جيداً على طول 12 ميلا أصبحت جاهزة للتزفيت.ويستمر العمل في الجزء الذي جرى تلزيمه حسب الخطة المرسومة ويؤمل أن ينجز في اكتوبر عام 1965م.وستجرى حماية جزء صغير مواز للوادي ضد التآكل بواسطة تقوية جانبية بأوعية كبيرة مملوءة بالحجارة.

الطرقات في مدينة الاتحاد

وجرى تقدم كبير خلال العام في بناء الطرقات وإعداد أماكن لتطوير المرحلة الأولى وقد أمكن ذلك استمرار أعمال البناء جنباً إلى جنب مع الخدمات الرئيسية، وتم بناء هذه الطرقات على اكمل المستويات مع أرصفة وسطوح مزفتة، ومن المأمول أن يفرغ العمل في الطرقات المتبقية في مارس 1966م».

أهم الطرق التي مهدت وتم تعبيدها في الاتحاد

1- طريق عدن- لحج- كرش، وكان طولها 66 ميلاً وقد ساعدت هذه الطريق على نقل محصول القطن الى مصنع حلج القطن وكبسه، ونقل الخضار والفواكه إلى عدن.

2- طريق لودر - مكيراس وكان يقع بين بلاد العوذلي ، بين لودر التي ترتفع 4000 قدم عن سطح البحر ومكيراس التي تقع على هضبة، وعلى ارتفاع 7000 قدم وكانت فكرة شق هذه الطريق قد نشأت عندما منحت الحكومة البريطانية هبة مالية وكان ذلك في عام 1955م وقدرها 310.000 جنية من أجل تطوير الطرق في محمية عدن الغربية.

وقد ساعد الجيش البريطاني حكومة الاتحاد التي تلقت منه دعماً كبيراً لتعبيد هذه الطريق من مكيراس على طول العقبة بما في ذلك جبل ثرة الشديد الانحدار والذي يرتفع عن سطح البحر بـ 3400 قدم.

3- طريق أبين - يرامس بلغ طولها 37 ميلا وكانت تربط أبين بوادي يرامس وأبين والمخزن وجعار والحصن، وساعدت هذه الطريق على نقل القطن من مناطق يافع والفضلي الى مصنع حلج القطن في الكود، وكذلك نقل المواد الغذائية والخضار والفواكه الى أسواق عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى