> قال أكبر رجل دين شيعي في لبنان أمس الأربعاء إن صراعا على السلطة بين فصائل لبنانية متنافسة هو صراع سياسي وليس طائفيا غير أنه يهدد بتدهور العلاقات بين الطوائف الدينية في لبنان.

وقال السيد محمد حسين فضل الله وهو من أعلى المرجعيات الدينية في المذهب الشيعي إنه لا يتوقع أن تتحول المواجهة إلى أعمال عنف رغم محاولة البعض تصويرها على أنها صراع طائفي بين المسلمين الشيعة والسنة.

وقال فضل الله في مقابلة مع رويترز "المخاطر تتمثل في إيجاد حواجز بين السنة والشيعة كما هي بين المسلمين والمسيحيين."

وتؤرق لبنان إلى الآن ذكريات الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990,وتضع الأزمة الحالية معارضة يقودها حزب الله الشيعي في مواجهة حكومة متحالفة مع سعد الحريري أكثر الزعماء السنة نفوذا في لبنان,ويضم الجانبان مسيحيين.

وقال فضل الله الذي كان قريبا من حزب الله في الثمانينات "اتصور أنها لن تصل إلى مشكلة تتعلق بالجانب الأمني في لبنان... فالمسألة تبقى في حالة اهتزاز سياسي ولا تصل إلى مسألة الاهتزاز الأمني لأن استقرار لبنان هو مطلب دولي وإقليمي ومحلي."

وأضاف "المسألة ليست هل يحكم السنة أو يحكم الشيعة... لكن بعض السياسيين الذين لا يملكون القاعدة السياسية الواسعة يحاولون إثارة غرائز السنة في تصوير أن هذه الحركة أي حركة المعارضة هي خطر على السنة."

وتتظاهر المعارضة في وسط بيروت منذ أول ديسمبر كانون الأول للدفع بمطالبها داعية إلى استقالة الحكومة التي يقولون إنها خاضعة لسيطرة الولايات المتحدة.

وفي المقابل يقول ساسة من الحكومة إن المعارضة تعمل لصالح سوريا وإيران,ويحظى حزب الله بدعم دمشق والحكومة الإسلامية الشيعية في طهران.

واتهم فضل الله الذي ولد ودرس في مدينة النجف العراقية الولايات المتحدة بالسعي لإثارة عواطف السنة والشيعة في أنحاء الشرق الأوسط في إطار سياسة ترمي لإضعاف إيران.

وقال إن العداء التاريخي للشيعة في العالم الإسلامي تجدد جزئيا لهذا السبب. وأفتى في الأونة الأخيرة رجل دين سني نافذ من السعودية بأن الشيعة "كفار".

وقال فضل الله الذي يرتدي عمامة سوداء ليظهر انتسابه إلى النبي محمد "من الطبيعي جدا أن الأوضاع السياسية بالمنطقة أصبحت تفسح المجال لمثل هذه الفتاوى."

وأضاف "العداوة ضد الشيعة تاريخية في محاول حشد الأفكار السلبية التي يطرحها المتعصبون في الثقافة الإسلامية ضد الشيعة ولكن المسألة تحولت الآن إلى عنصر في الواقع السياسي الذي جعلها تدفع إلى السطح" ومضى يقول "تشجعه الحركة الأمريكية في المنطقة."

وأضاف أن الإسلاميين السنة المتشددين الذين يذهبون إلى أن المسلمين الذين لا يشاركونهم معتقداتهم هم كفار كسبوا أرضا في السنوات الأخيرة,وقال "نعتقد أنه لن يربح أحد... السحر سينقلب على الساحر." رويترز