أيــام الأيــام .. نريد مجالس محلية فاعلة لا مجالس محلية مع وقف التنفيذ

> محمد عبدالله باشراحيل:

>
محمد عبدالله باشراحيل
محمد عبدالله باشراحيل
مع وجودي في حضرموت وما لمسته فيها تذكرت الأغنية الشعبية المشهورة للفنان الكبير محمد جمعة خان في منتصف الستينيات من القرن الماضي:

يا حضرموت افرحي

بترولنا بايجي

يا ناس خلوا الصياح

الفقر ولى وراح

وذلك عند اكتشاف أول بئر نفط في حضرموت وصار الناس يكررون غناءها مستبشرين بقدوم شركات النفط ومنها (بان أمريكان)، ولكن لحسابات سياسية لدى الدول الغربية وربما بتنسيق مع دول عربية أخرى حينذاك أغلقت ودفنت الآبار وغادرت الشركات النفطية حضرموت وظل أهلها ينتظرون ويعانون من الفقر معتمدين في معيشتهم على الزراعة والأسماك والتجارة وبعض الحرف وعلى ما تجود به أيادي البعض من أبنائهم المغتربين في المهجر من تحويلات مالية ومرت الأيام إلى أن عادت شركات النفط للعمل بصورة جادة بعد أن أعطي لها الضوء الأخضر من الدول الغربية الكبرى وذلك بعد الوحدة وإعلان الجمهورية اليمنية وتم استخراج النفط فعلاً وزاد إنتاجه تدريجياً حيث وصل حالياً ما تسهم به حضرموت لوحدها من النفط من إجمالي إيرادات الدولة نحو (50) في المئة. وقد فرح الناس بالذهب الأسود وعادوا يغنون الأغنية نفسها «الفقر ولىَّ وراح»، ولكن الفقر لا ولىَّ ولا راح حتى الآن، بل ازداد وازداد، وهذا ما أكدته التقارير الدولية عن دراسة الفقر في اليمن إذ تعتبر محافظة حضرموت من أكثر المحافظات فقراً، مع أن الانطباع العام لدى اليمنيين أن حضرموت هي أغنى المحافظات اليمنية وهذا صحيح ولكن معظم أهلها فقراء، إذ أصبحت النعمة بالنسبة لهم نقمة ويشكون الحال من نواح عدة منها ما يلي:

1- قدوم موظفين ومدرسين حكوميين من محافظات أخرى وبالأخص الشمالية والغربية، بينما أعداد كبيرة من أبنائهم عاطلون عن العمل حيث لم يقتصر الأمر على معظم التوظيف في شركات النفط من خارج المحافظة المخل بالقرار الجمهوري الملزم بتوظيف (70%) من العاملين فيها من أبناء المحافظة ولا من حيث الوظائف الكبيرة فيها بل وصل الأمر حتى إلى توظيف مسجلي عدادات الكهرباء من خارج المحافظة. سؤالنا أين المجلس المحلي مما يجري؟ ولِمَ السكوت؟

2- إغلاق كلية التربية قريباً في جامعة حضرموت وفتح كليتي الآداب والعلوم بدلاً عنها بحجة أنه يمكن إضافة سنة دراسية خامسة لتأهيل خريجي هاتين الكليتين كمدرسين، مع العلم أن كلية التربية كانت النواة الأولى لجامعة حضرموت وكانت تغطي احتياجات المحافظة والمحافظات المجاورة لها من المدرسين. نحن نستغرب لمجرد التفكير في موضوع كهذا. ونسأل كيف تم؟ وما الغرض منه؟ وما هي أبعاده؟

3- تحويل بعض المدرسين من مناطقهم إلى مناطق ريفية ونائية نكاية بهم لمواقفهم في الانتخابات الماضية.

4- عدم توقف عمليات السطو على الأراضي وخاصة من العسكريين ورجال الأمن.

5- عمليات التلوث الناتجة عن حفر آبار النفط الكثيرة في مناطق عدة من المحافظة والتي أضرَّت بالأرض وبالإنسان وظهور أمراض لم يكن يعرفها أبناء تلك المناطق.

7- تدني مستوى التعليم والخدمات الصحية بشكل رهيب وارتفاع نسبتي التسرب والبطالة.

والخلاصة أن أوضاعاً كهذه تسيء للوحدة وتهدد كيانها وتجعلنا نكرر ما سبق أن قلناه واقترحناه مراراً بضرورة تخصيص نسبة من موارد وثروات أي محافظة لتنميتها وأن تعطى المحافظات استقلالاً مالياً وإدارياً فأهل مكة أدرى بشعابها وأن تلغى المركزية المفرطة والتمييز والتدخلات العسكرية في الشأن المدني وأن تلعب المجالس المحلية دوراً فاعلاً في إدارة محافظاتها ومديرياتها وتمنح الصلاحيات الكفيلة بذلك، وبصراحة نريد مجالس محلية فعالة لا مجالس محلية مع وقف التنفيذ، نريد مجالس محلية ملتزمة بتنفيذ ما وعدت به ناخبيها تمارس حقها القانوني دون خوف سوى من الله سبحانه وتعالى، مجالس تشعر أن مهمتها ومسئولياتها تكليف لا تشريف.

وختاماً فإننا ننصح أعضاء المجالس المحلية لتحسين صحتهم ألا يكثروا من أكل الجبن فهو لا يسبب السمنة فحسب بل يفتح الشهية لجبن أكثر.. وإن الحليم بالإشارة يفهم والسلام عليكم.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى