على هامش أحداث يناير .. (13يناير 1986 م- 13يناير 2006م) .. أما لهذا الليل من آخر؟

> الطاف محمد عبدالله:

>
الطاف محمد عبدالله
الطاف محمد عبدالله
منذ عامين تقريباً كتبت في هذا الحيز من هذه الصحيفة الجميلة والقريبة إلى قلوبنا عن الوفاء لأصدقائنا ورفاقنا وشهدائنا والأمانة الملقاة على أعناقنا، إلا أن ما أحزنني أن مسؤولين حاليين في السلطة كانوا شركاء شهدائنا في النضال من أجل الوحدة أداروا ظهورهم لأرامل وأيتام رفاقهم السابقين. عشرون عاماً وأكثر مرت مرور الكرام طبعاً بنظر هؤلاء القائمين على مراعاة حقوق الوطن والمواطنين.

ماذا عملت الأخلاق لأصحابها، أي أصحاب تلك المناصب القيادية؟ لا شيء يذكر...!

مقدمتي واضحة وضوح الشمس للمعنيين بل إنهم يدركون تماماً كل ما ورد وراء السطور، فهم يتربعون المناصب الكبيرة، علماً بأن كل ما يوفرونه في أدمغتهم إن نبشت فيها لن تجد داخلها سوى عبارتين: «من أين تؤكل الكتف» و«هل من مزيد».

معظم شهداء 13 يناير 86م كانوا من مدينة عدن الباسلة والوفية، قيادتها آنذاك هم أنفسهم الذين مازالوا في السلطة الآن، وكانوا قبلها رفاقاً وأصدقاء وشركاء لهؤلاء الشهداء.

ماذا عملوا لأبناء وأسر هؤلاء الشهداء؟ لا شيء سوى الجحود والحقد واللا مسئولية وعدم الوفاء. رغم المتابعة الطويلة والطويلة للوصول لمن ينصفهم .. منسيين، معذبين ومضطهدين بكل المقاييس الاجتماعية والإنسانية.. ولو أسعفتكم ذاكرتكم يا هؤلاء فستجدون أن أبناءهم جاوزوا العشرين عاماً عندما كانوا أطفالاً رضعا لم يروا آباءهم ومن فقدوهم، يعيشون وأسرهم في ظروف معيشية صعبة فعندما يمرضون لا يجدون ثمن العلاج، ويحتاجون ولا يجدون من يسد حاجتهم، والكثير من أفراد هذه الأسر لا يعملون.

الغريب أن تتحدثوا عن غلق الملفات الخاصة بهؤلاء الفقراء والشهداء أمام لجان حقوق الإنسان على المستويين الداخلي والخارجي، بأن الجراح قد اندملت والوضع مستتب وهؤلاء الأسر قد أخذوا مستحقاتهم المادية والاعتبارية، وكل شيء تمام. والكارثة أن يتم تقسيم هؤلاء الشهداء الذين كانوا يوماً ما مسؤولين عنكم إلى فقداء ومتقاعدين وشهداء بحسب الأمزجة والمحسوبية والقرابة، وكأنكم مخولون عنهم في الدنيا الفانية وتنفقون عليهم من أموالكم الخاصة.

شهداؤنا لم يكونوا رجالاً عاديين، وتذكروا فقط شهيداً من آلاف الشهداء أكتب وأشير إليه الآن، شهيد تنحني الهامات لذكره.

اتقوا الله، واعلموا أن هناك من هو أكثر عدالة منكم.

كلمة أخيرة أقولها: شهداؤنا كانوا إلى ما قبل 13 يناير قيادات ورؤساء منظمات وقامات لن تتكرر على الساحة اليمنية والمستوى الخارجي آنذاك، ومن تبقوا من قيادات ما بعد13 يناير يفهمون من هم هؤلاء الشهداء الذين أتحدث عنهم.

لذلك نطلب من قيادة الوحدة أن تعجل بحل هذه المعضلة وإعادة الاعتبار لهؤلاء الشهداء من خلال أسرهم، وتعويضنا عما فات لأن موتانا نادوا بالوحدة واستشهدوا في سبيلها ولم يورثوا لأولادهم ولأسرهم الأراضي والفلل والأرصدة بل لم يتركوا لهم حتى النزر اليسير لأنهم كانوا معدمين ولا يملكون شيئاً سوى حب الوطن والتضحية من أجل الوحدة .

أملنا كبير وعشمنا أكبر في قيادتنا لإحقاق حقوقنا التي حرمنا منها طيلة هذه الفترة. ولا أخالها ستتجاهلنا بقصد. وأتمنى أن تصل هذه الكلمات إلى قائدنا الرئيس علي عبدالله صالح، الأب والقائد، ولا أعتقد بأنه سيقف صامتاً أمام ما نعانيه من هذا التجاهل والجحود.

وليظل هذا اليوم ذكرى وفاء لشهدائنا عليكم ويوما قاسيا مجردا من الأخلاق والوفاء لمن تسبب في فقداننا لأعزاء علينا أكان ابناً لأمه أو زوجاً لزوجته أو أخاً لأخته أو شهيداً لأجل وطنه. لينم شهداؤنا قريري الأعين لأنهم تركوا ما يملكونه بأيد أمينة ستقدم الرعاية لهؤلاء الثكالى واليتامى.

ودمتم.

زوجة الشهيد محمد ناجي سعيد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى