> شاءت لنا الأقدار أن نفترق ونفقد نحن الآباء ابناً خلوقاً مؤدباً نشطاً في عمله محبوباً في مجتمعه، حدث ذلك في الرابع من ديسمبر 2006م إثر حادث مروري مؤلم ومروع فُجعنا به جميعاً وهز كياننا .إنها لفاجعة كبرى حقاً بلينا بها أسرته الكريمة وأهله وأصدقاءه ومحبيه، فمن أعماق قلبي النازف دماً وضميري المتألم حسرة وندما على فراقه وهو في مقتبل عمره، أدرك أنها مشيئة الله جل جلاله الذي يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.

أثناء التحاق المرحوم الفقيد (جلال) للدراسة في كلية الشريعة والقانون بالعاصمة صنعاء في بداية التسعينات كنا نلتقي معاً ونتحاور، دافعاً إياه للمثابرة وللمزيد من التعلم لينال تحصيلا علميا مناسبا .

وفعلاً بذل الجهد المطلوب وتخرج بعد سنوات الدراسة الشاقة بحكم بعده عن أهله وأقربائه في عدن، وبعد إكمال الدراسة رأيته يشق الطريق الصعب في معركة العمل وإبراز الذات وعمل محامياً يناصر الحق ويقف مع تنفيذ القانون. والفقيد (جلال البطيلي) تأثر في تربيته بعرف وأخلاق مهنة الشريعة و المحاماة فجده المرحوم يحيى حسن البطيلي، ومن خلال معرفتي بأسرتهم، فقد كان وبالفطرة وكيل شريعة كما يسمى .

إضافة للمرحوم سعيد عيسى، وكانا يشكلان ثنائيا في تبني مشاكل وهموم أبناء هذه المديرية (دار سعد)في أواخر السبعينيات ليقفا إلى جانب المواطنين والدفاع عن حقوق المظلومين أمام المحاكم، فهما من الشخصيات الاجتماعية المرموقة والمعروفة في دار سعد وما حولها، سعى( جلال عمر) على خطى جده ورفع قامات أهله وذويه وأعاد لأهله أمجاد الماضي ودخول المحاماة.

في 99-2000م وفي البدايات الأولى لتأسيس مديرية دار سعد وتعيين الأخ عبدالله علي لصمع مديراً عاماً لمديرية دارسعد كان الفقيد (جلال البطيلي) من العناصر المناصرة والمتحمسة لإنشاء المديرية، وتم تكليفه كتابياً مستشاراً قانونياً لهذه المديرية الوليدة، وتحمل وبمسئولية عدة متابعات وشارك بفعالية في إنجاح العديد من المهام في سبيل استكمال مكونات هذه المديرية التي اتسعت مساحة وسكانا فيما بعد وأصبح( جلال عمر البطيلي) أحد أعضاء مجلسها المحلي المنتخب في سبتمبر 2006م ورئيساً منتخباً أيضاً لإحدى اللجان (رئيس لجنة التخطيط والتنمية والمالية)وبإشراف اللجنة الوزارية.

تغمد الله الفقيد (جلال عمر البطيلي) بواسع رحمته وأسكنه الجنة. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.