مرثية إلى الروح التي زفتها عرائس النور نحو السماء

> شمس الدين البكيلي:

> أقبل الليل كعادته وهو يقلب في طياته ندبات الحزن والأسى جاء بين ذراعيه آلام وآهات وأنين وصرخات تنبعث من أعماق جراحات القلب بحبك يا جلال.

وفي الفجر عندما بلغت روحك التراقي وأطبق المنون جفني عينيك زفت عرائس النور روحك نحو السماء، خلف تلك الغيوم البعيدة في أحشاء الفضاء المجهول الغائر في أعماق الكون اللانهائي.. هناك يا أبا العادل والأحمد حيث تسبح الأرواح بأجنحة من سراب النور في ملكوت الله رب العالمين.

وحول مضجعك كانت القلوب تئن من شدة الألم والحسرة حزنا عليك أيها الجلال لهذا الفراق المرير المفاجئ، فبكت السماء بحرقة لبكاء أطفالك وأمك وزوجك وجميع الأهل والأحباء، فذرفت دموعها الدافئة قطرات كحبات اللؤلؤ المكنون لتعانق ضوء الفجر حبات الندى المنسابة من مآقينا التي اغرورقت بالدموع حزناً عليك أيها النديم وهي تحدق صوب نعشك المغمور في بساط سندسي اللون أخضر.

كيف لا نبكيك يا جلال وقد رأينا جسدك يوارى الثرى وارتقت روحك الثريا بأجنحة المنون.

كيف لا نحزن وقد كنت فينا بسمة أنشودة. لقد انطوت القلوب على حسرتها وبكت الجفون إلى دمعاتها وهف الدمع إلينا فبكينا.

وبكائي هل أداري به مأتمي.. وهل ترى دمعي يشفي ألمي.

فوداعاً أيها الراحل عنا يتيماً.. وسيبكي اليتيم على الحاضر فينا.

لكن ذكراك ستبقى عمرا آخر سوف تحيا به فينا ما حيينا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى