> عدن «الأيام» خاص:

محافظ عدن يتوسط رئيس جامعة عدن والدكتور حسين باسلامة
علاقة المعرفة بمنتجها ..قراءة نقدية في المنهج
قدم أ.د. عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن محاضرة قيمة ودقيقة في تناولها شملت بين دفتيها 17 صفحة وكانت فاتحتها مفردات ثلاثة ترتكز عليها المعرفة وهي: 1- انتاج المعرفة، 2- نقل المعرفة، 3- توطين المعرفة.
«منتَج المعرفة لا يكون إلا أحد اثنين: رام الى تنمية المعرفة للصالح العام ورام لتنمية المعرفة لخدمة فرد او جماعة، ظاهرها الحق وباطنها العذاب، أي انها تسعى لتأمين المعرفة لأهداف مضمرة وما أكثر هذا النوع في محيطنا العربي. أنا أشبه المعرفة عند النموذجين السالف ذكرهما ، فالاولى ورقة حية آخذها من شجرة وأؤمن شروط بقائها، والثانية ورقة بلاستيكية او ايقونية، فهما من الناحية الشكلية (المورفولوجية) متشابهتان ولكنهما تختلفان في الجوهر.
لو أخذنا الخطاب الاثني عشري لوجدنا ان ظاهرة معرفي وباطنه سياسي، لأن الحاكم الديمقراطي لا يهمه كيف جاء، لأن النظام الديمقراطي لا ينتج المعرفة بل يرعاها، والنظام غير الديمقراطي هو الذي ينتج المعرفة والحاكم في ظل ذلك النظام يبدأ يركز على علة وجوده.
نأخذ على سبيل المثال كارل ماركس فهو مفكر حر وعندما اختطف الحاكم هذا الخطاب الى الكرملين، أصبح الخطاب يتحدث بلسانه وأخرجته من صيغته كأطروحة اجتهادية الى ايديولوجيا فاختفت العلاقة بين المنتج والمتلقي.
هكذا الحال مع الإمام، الذي ينتج المعرفة لأهداف مبطنة والمتلقي هو أنا وأنت، ولذلك فإن المجال المعرفي بيننا وبينه اختفى، لأن لا امكانية للحوار معه لأن خطابه غير قابل للمراجعة وهو الخطاب الذي يستمد منه الحاكم مشروعيته». وضرب الدكتور راوح أمثلة بنماذج من زعامات ترتكز الى ذلك النمط من الخطابات، ثم تناول نوعا آخر من المعرفة وهي المعرفة الصوفية التي يخرج خطابها من رحم وهنا يبرز سؤالهم: من مَن نأخذ المعرفة، لأنهم لا يأخذونها من أربطة الفكر وليس من الشريعة بل من الله ورسوله مباشرة دون وسيط، فهذا الخطاب يولّد مشاكله ويكوّن بنيته بواسطة ما يعرف بالكشف عن الحجاب وهكذا نخلص الى ان المعرفة الصوفية هي لغة تحيل الى لغة.

جانب من الحضور
بعد ان فرغ الدكتور راوح من محاضرته قدمت عدد من المداخلات والاستفسارات من أكاديميين ومثقفين، ومثّل الزميل نجيب محمد يابلي «الأيام» في فعالية الجامعة حيث شارك في حفل الافتتاح سعادة ناصر الجيلاني، القنصل العام العماني والشيخ محمد عمر بامشموس، رئيس غرفة عدن والعقيد دكتور راشد مانع نائب مدير أمن عدن.