فجرٌ سلَّم

> «الأيام» رعد أمان:

>
ذِكَرُ الأمس وأطيافُ الحِمى

دَهْدَهَتْ في الروح عَهْداً قد نُسِي

إذْ أثابتْ ثم طابتْ مَقْدَما

لألأتْ أنجُمُها في الأكؤسِ

ذكَّرتنيهِ زماناً قد مَضى

وسَقَتْنِيها بكفِّ الحاضرِ

وجَلَتْ لي ، بعدما قيلَ قَضى

سحرَ وحيٍ مُلهِمٍ للشاعرِ

فانطلِقْ يا خاطري واطوِ الفَضا

ما بأرضِ الشعرِ إلا ( الجابري )

به حفَّتْ بِيْضُ حورٍ .. مثلما

أعينٌ حفَّتْ بحُلْمٍ مُؤنِسِ

لم تسله أين ، أو كيف سما ؟

فهو نَفْثُ الحبِّ من أنْدَلُسِ

حبيباً ضاءَ عمري ، بعدما

شقِيَتْ أيامُه في الغَلَسِ

أيقظَ الشعرَ بهمسٍ فارتمى

كالندى فوق خدودِ النرجسِ

كم شربتُ الهمَّ في كأس الشجونْ

ولظى الحرمان يذكيه الألمْ

كم سكبتُ الدمعَ مُرَّاً من عيونْ

ذابلاتٍ تحت أسدافِ الندمْ

كنتُ لا أعلم حتى مَن أكونْ

في حياةٍ تتجلى كالعدمْ !

فإذا بي اليومَ يا بدرَ السما

أرتوي من نورِكَ المُنْبَجِسِ

وكفى أن هواكَ ابتسما

دالفاً في النَّفْسِ مثلَ النَّفَسِ

أيها الريمُ الذي أجرى الدِّما

بنبالِ الجفنِ من غير قِسِي

صِبْتَ مَن جَنْدَلَهُ حَرُّ الظما

فهفا ينزو لخمرِ اللعَسِ

لَمَيْتٍ بُعثتْ فيه الحياهْ

وهي حلمٌ في ضمير القدرِ

كلُّ نجمٍ أطفأتْهُ في سماهْ

لُجَجٌ من يأسِه المنهمرِ

عاد يستغرد أشواقَ ضياهْ

مُرسلاً شُعَّاً كسحر الوترِ

أين من أنغام قلبٍ رَنَّما

اين منه صلواتُ النُّقُسِ

حَضَنَتْ دنياهُ فجراً سَلَّما

فإذا الفجرُ جِنانُ السندس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى