استمرار انتشار البقع السوداء في بحر لبنان بعد ستة اشهر على انتهاء الحرب

> بيروت «الأيام» جويل بسول :

>
تسرب الاف الاطنان من الفيول الى البحر
تسرب الاف الاطنان من الفيول الى البحر
بعد ستة اشهر من تسرب الاف الاطنان من الفيول الى البحر خلال الهجوم الاسرائيلي على لبنان، لا تزال بقع النفط الاسود منتشرة في البحر الابيض المتوسط، رغم حملات التنظيف التي نفذها متطوعون وجمعيات واجهزة رسمية.

وقال احمد كجك من جمعية "بحر لبنان" لوكالة فرانس برس "كشفت الامطار وانخفاض المد وجود مناطق جديدة ملوثة".

ويتناقل عدد كبير من الاشخاص على ساحل الرملة البيضاء في بيروت اوعية مليئة بكتل ضخمة سوداء هي مزيج من الفيول والرمال والنفايات. ويشكلون سلسلة بشرية تنطلق من البحر وتنتهي قرب اكياس كبيرة بيضاء تفرغ فيها الاوعية.

ويقول صياد يعمل في الجمعية وهو يمرر يده على عشرات الاصداف الملتصقة بالكتل اللزجة "انه لامر محزن".

وتسرب الى السواحل اللبنانية حوالى 15 الف طن من البترول انتشرت في مياه البحر نتجية عمليات القصف الاسرائيلي خلال الحرب بين اسرائيل وحزب الله في تموز/يوليو، لخزانات محطة الجية لتوليد الكهرباء جنوب بيروت.

ومنذ ذلك الحين، تعمل منظمات غير حكومية دولية ولبنانية بالتعاون مع وزارة البيئة اللبنانية على تنظيف البحر من المد الاسود.

وافاد تقرير نشر اخيرا للمفوضية الاوروبية انه "تم جمع كل النفط السائل في البحر والمرافىء بحلول نهاية ايلول/سبتمبر". واستعاد مرفأ جبيل الاثري شمال العاصمة صياديه ولون حجارته التاريخية العائدة الى الاف السنين، الا ان مرافىء وشواطىء اخرى كثيرة لا تزال تعاني من التلوث مثل الجية والرملة البيضاء.

ومنذ الايام الاولى للكارثة البيئية وصفت منظمة "غرينبيس" الناشطة لحماية البيئة الوضع بانه "قنبلة موقوتة تنتظر عواصف الشتاء للانفجار وتلويث الشواطىء مجددا".

وفي اثينا، اعلن خبيران بيئيان في الامم المتحدة في 23 تشرين الاول/اكتوبر ان تنظيف سواحل لبنان من التسرب النفطي امر "بالغ الصعوبة".

وقال بول ميفسود، منسق خطة العمل في المتوسط التابعة لبرنامج الامم المتحدة للبيئة لوكالة فرانس برس ان "المشكلة تكمن في ان عمليات التنظيف بدأت متأخرة"، اي بعد شهر من تسرب النفط الى البحر، "ما جعل التلوث يتراكم في الاعماق البحرية".

واوضح زميله فؤاد ابو سمرا نقلا عن خبراء ان سبعين في المئة من كميات النفط التي تسربت ركدت.

ولفتا الى ان النفط الذي تسرب الى الاعماق قد يطفو على السطح في اي لحظة تبعا للرياح والتيارات، ما يؤدي الى تلويث الشواطىء مجددا.

واشار عضو في جمعية "بحر لبنان" محمد السرجي الى ان الجمعية ملأت في الرملة البيضاء خلال ستة ايام 18 كيسا يحتوي كل منها على حوالى طنين من الكتل السوداء الملوثة,وقال "لا يزال يوجد عمل هنا لمدة اسبوع اضافي".

وامضى الفريق قبل ذلك ثلاثة اسابيع في الجية حيث ملأ 122 كيسا مشابها. وقال كجك "في بعض الاماكن، جف الفيول وتحول الى طبقة بسماكة 40 الى 60 سنتم. كنا نقطعه كما نقطع الجبنة".

وقالت المتحدثة باسم وزارة البيئة غادة متري "حتى الآن، تم انتشال 1100 متر مكعب من النفط السائل و5440 متر مكعب من مزيج النفايات والرمال والحصى الملوثة".

ورفضت اعطاء موعد محدد لانتهاء عمليات التنظيف، الا انها اعربت عن "الامل" بان يتم ذلك "قبل الصيف".

ويواجه الملف عراقيل عديدة بينها استقالة وزير البيئة يعقوب الصراف منذ تشرين الثاني/نوفمبر. وقدم الصراف وخمسة وزراء آخرين استقالاتهم من الحكومة ويواجه لبنان منذ ذلك الحين ازمة سياسية حادة.

وقالت متري ان لبنان وجه نداء للحصول على مساعدة دولية من اجل تغطية اكلاف تنظيف الشاطىء التي تقدر ب150 مليون دولار. وبعد ستة اشهر، تم تأمين حوالى نصف المبلغ.

اما المشكلة الاخرى فتتمثل في مصير عشرات الاكياس الملوثة والمكدسة على طول الشواطىء.. وقال السرجي "اننا نبعدها بقدر الامكان عن البحر لمنع اي تسرب محتمل".

ولا يملك لبنان حاليا لا التقنيات اللازمة ولا الوسائل لاعادة تصنيع هذه المواد. وقالت متري ان وزارة البيئة تحاول معالجة ما هو الاكثر الحاحا، اي سحب الاكياس "في اسرع وقت ممكن" من الشواطىء ووضعها في مستودعات خاصة.

واضافت "ثم سنحاول القيام بعملية فرز بين ما يمكن معالجته في لبنان وما يفترض ارساله الى الخارج". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى