دعوة للسباق الجميل !!

> د.عبدالباري دغيش:

>
د.عبدالباري دغيش
د.عبدالباري دغيش
لا يمكن الحديث عن التعددية والديمقراطية في ظل ضعف القناعات بقبول واحترام الآخر أو في ظل ممارسة أي من أشكال التمييز السلبي أو الإقصاء أو التكفير أو التخوين أو الدعوة لممارسة العنف ضد أي من شركاء العمل السياسي، ففي مجتمعات التعددية والديمقراطية تحيد الوظيفة العامة وترسم الحدود ما بين المال العام والخاص وتراعى مصالح الجميع ويتسامى البشر فوق قانون الغاب فـ «لا ضرر ولا ضرار» وكل حسب قدرته وجهده وإمكاناته في خوض السباق الجميل الخالي من الحركات الخشنة والممنوعة أو هكذا يحق لنا أن نحلم.

نحن ندعو إلى الأداء السلس المتناغم مع إيقاع سيمفونية المجد الخالد للملك القدوس.. تلك نقطة البدء في عملية الانتقال من مرحلة الصراع إلى مرحلة السباق .. من التضاد إلى الوئام.. من لعبة الملاكمة إلى سباق الضاحية.. إنها دعوة محبة ومخلصة للتفكر والتفكير، والتدبر والتدبير في عالمنا المتغير على الدوام، فالإلغاء لا ينبت إلا الإلغاء، والدمار لا ينتج إلا الدمار، والحرية التي جبلنا عليها وفطرنا الله بها تتجسد في خالص العبودية له وحده دون سواه وحدودها تنتهي عند تخوم إلحاق الأذى بالمحيط وعناصره المكونة، وليعلم المرء أن الحصاد هو من صنف البذر، فكما تزرع تحصد. ومن أجل خير الحصاد وحصاد الخير على الجميع التخلي عن القول والفعل الإقصائيين أيا كانت المواقع التي يتم الانطلاق منها.. ذلك طبعاً إذا ما أردنا بلوغ الأهداف السامية لرسالتنا الإنسانية النبيلة في هذا الوجود المتنوع والفريد.. ولا يعني هذا إنكار التنوع والاختلاف وإمكانية نشوء الخلاف، بل في إدارة كل ذلك واستثماره الاستثمار الأمثل في كل أوجه حياتنا.. ينبغي أن نتعلم كيف نتحاور باحترام وأن نتخلى عن الأحكام المسبقة وأن نبحث عن نقاط الالتقاء ونؤجل نقاط الاختلاف والخلاف ليوم اتفاق آت.

علينا توطين النفس على الأمور الإيجابية في الحياة كي نستطيع جميعاً وبثقة وتفاؤل التقدم والخطو للأمام.. يجب أن يستشعر الجميع.. من يحكمون وأولئك الذين يعارضون أنهم طرفا معادلة واحدة لا ولن تتزن ويستقيم حالها إلا بوجود الطرفين معاً واعتراف كل منهما بوجود الآخر، وقوة أي طرف منهما تستدعي بالضرورة قوة الطرف الآخر والعكس صحيح، ولا شك أن امتلاك هذه القناعات والعمل بها من شأنه ضمان أمن المجتمع ونمائه وتطوره العادل والدائم لمصلحة كل الشركاء، وما سوى ذلك الظلم وظلماته.

وإذا كانت هناك قروح متقيحة في الجسد فيجب ألا تخاط وألا يتم إغلاقها أيا كان موقعها وحجمها وانتشارها ، فلابد من فتحها وعلاجها جذرياً مفتوحة وبشفافية .. كبرت تلك البؤر أم صغرت قلت أم كثرت، مالم فإنها ستكون سببا لتسمم الجسد وانتشار المرض في عامته بالكامل.. وفي الأخير لا يمكن لأحد منا الوصول إلى مواقع النجاح والفلاح إلا إذا تحلينا بالخصائص الطيبة والكريمة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية كما أحب الله لخلقه المكرمين المستخلفين في رحاب هذا الكون الفسيح.. والله ولي التوفيق ومن ورائه القصد في هذه الدعوة للتفكر.

E-mail:[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى