في ذكرى أربعينية أرملة عميد «الأيام»:الوالدة سعيدة ونصفها الآخر ومشوار دام (52) عاماً

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
رحلت الوالدة سعيدة محمد عمر الشيبة (جرجرة) عن دنيانا مساء الأحد، الموافق 12 ديسمبر، 2006م عن عمر ناهز الـ (82) عاماً وشيع جثمانها، رحمها الله، عصر اليوم التالي بعد الصلاة عليها في مسجد العسقلاني بكريتر في موكب مهيب قل أن تجد له نظيراً وتدفق المعزون من مختلف شرائح المجتمع من سائر المحافظات وانهالت المكالمات والبرقيات من مشارق الأرض ومغاربها ومن مختلف ألوان الطيف ونشرت «الأيام» كل ما ورد إلى نجليها هشام وتمام أولاً بأول.

رافقت الوالدة سعيدة، أم هشام وتمام شريك حياتها، عميد «الأيام» المغفور له بإذن الله محمد علي باشراحيل في ملحمته الكفاحية عبر مشوار عمر دام لـ (52) عاماً، بدأه عام 1941م حتى عام 1993م عام انتقال نصفها الآخر (باشراحيل) إلى جوار ربه.

شهدت الوالدة سعيدة عدة محطات مهمة ليس في حياة باشراحيل وحسب وإنما في تاريخ الحركة الوطنية والثقافية والاجتماعية والصحفية في هذه المدينة الطيبة، التي توفرت لها كل مقومات نشوء ونهوض وازدهار المجتمع المدني ومؤسساته.

لا يمكن للرجل بأي حال من الأحوال أن يلعب أدوراً متعددة ومتنوعة وأن يباشر مشاريعه الخاصة إذا لم تتوفر له الظروف المساعدة داخل الأسرة وتحديداً الزوجة ولذلك فقد برزت بداهة مقولة «وراء كل عظيم امرأة» ووفقاً لما تقدم، شهدت الوالدة سعيدة محطات نوعية في حياة زوجها :

شهدت الإعلان عن تأسيس (حلقة شوقي) في مدينة التواهي في بواكير خمسينات القرن الماضي ثم التحاقه بنادي الإصلاح العربي بالتواهي وصعوده درجات السلم في زمن قياسي ليصبح نائب رئيس النادي ثم رئيس النادي.

وفرت الوالدة سعيدة الدفء والطمأنينة لشريك حياتها (باشراحيل) لتشهد جهود زوجها مع عمالقة آخرين في تأسيس أعرق حزب في الجزيرة (حزب رابطة أبناء الجنوب) عام 1951م وتبوأ مكانه المناسب نائبا لرئيس الحزب.

شهدت الوالدة سعيدة زوجها يتبوأ مقعده في المجلس البلدي لعدن خلال الفترة 52-1958م ورئيساً لأول مجلس بلدي منتخب عام 1955م وتبوأه مقعده في المجلس التشريعي خلال الفترة 55-1959م وشهدت عضويته في مجلس أمناء مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية.

شهدت الوالدة سعيدة في العام 1956م ولادة صحيفة «الرقيب» الأسبوعية وكانت باللغتين العربية والإنجليزية والتي أصدرها زوجها وشهدت طفرة أكبر في العام 1958م عندما صدرت «الأيام» اليومية والـ RECORDER الأسبوعية.

شاركت الوالدة سعيدة زوجها في برامج إذاعة عدن منذ تأسيسها في أغسطس، 1954م وبرزت خلال تلك الفترة مستقلة عن زوجها كناشطة من ناشطات مؤسسات المجتمع المدني عندما أسست مع زميلات لها (مثل أم صلاح محمد علي لقمان وحرم عبدالملك أغبري وماهية محمد عمر الشيبة - ماهية نجيب) «الجمعية العدنية للنساء» وكانت الوالدة سعيدة نائبة رئيسة الجمعية (وكانت الرئيسة أم صلاح لقمان) وترأست الوالدة سعيدة وفد الجمعية إلى مؤتمر الاتحاد النسوي العربي في بيروت في أواخر نوفمبر، 1962م وكانت شقيقتها ماهية نجيب، عضوة الوفد إلى المؤتمر الذي شاركت فيه نساء بارزات بحجم الدكتورة سهير القلماوي وأمينة السعيد، رحم الله جميعهن.

كانت الوالدة سعيدة نِعم الزوجة ونعم الأم ونعم الناشطة المدنية الاجتماعية ورحمها الله رحمة الأبرار.. آمين!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى