الكوبيون امضوا ستة اشهر بدون زعيمهم التاريخي وفي ظل حكم اخيه

> هافانا «الأيام» فرنسواز قدري :

>
صورة من الأرشيف للرئيس الكوبي فيدل كاسترو
صورة من الأرشيف للرئيس الكوبي فيدل كاسترو
للمرة الاولى منذ ثورة 1959 امضى الكوبيون ستة اشهر بدون زعيمهم التاريخي فيدل كاسترو المبتعد عن الحكم بسبب مرض غامض تاركا مكانه لاخيه راوول الذي لم يكن معظمهم يعرفونه حتى عهد حديث.

واكد نائب الرئيس خوسيه رامون فرنانديز مساء أمس الأول، ان فيدل كاسترو "يتعافى" وان "الامور في كوبا تسير بشكل طبيعي". ومنذ بداية كانون الثاني/يناير لم ترشح اي معلومات في كوبا عن وضعه الصحي خصوصا وان الحكومة وكذلك وسائل الاعلام الرسمية تطبق بصرامة مبدأ "سرية الدولة" لتخفي طبيعة مرضه ومكان استشفائه.

وكان حليفه وصديقه الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز غذى شائعات مقلقة بشأن حاله الصحية عندما قال ان كاسترو يصارع الموت ويخوض "معركة من اجل الحياة" كما فعل عندما كان ثائرا في سييرا مايسترا الجبل الذي اندلعت فيه الثورة الكوبية منتصف الخمسينات.

وبالرغم من امل واشنطن بحدوث "انفتاح ديموقراطي" فقد عاش الكوبيون الاشهر الاخيرة كما لو ان شيئا لم يحدث.

الا انها المرة الاولى منذ ثماني واربعين سنة يحكمهم فيها بصورة "موقتة" راوول كاسترو (75 عام) وزير الدفاع والخلف الدستوري لفيدل كاسترو.

وفي هذا الصدد قال ايفان بيريس وهو عامل متقاعد يبلغ من العمر 71 عاما "ان فيدل سيموت يوما لكن الحياة مستمرة هنا والثورة متواصلة".

ويرى بعض المحللين ان البلاد تشهد بداية مرحلة انتقالية تحت رعاية راوول وستة من كبار مسؤولي النظام الشيوعي.

وفي هذا الصدد قالت جوليا سويغ المتخصصة بالشؤون الكوبية في تصريح نشرته مجلة "انترناشيونال افيرز" الاميركية في عددها لشهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير، "ان السلطة انتقلت بنجاح الى مجموعة اخرى تتمثل اولويتها بصون النظام وعدم السماح سوى ببعض الاصلاحات التدريجية".

ويتناوب المسؤولون "السبعة" على الظهور العلني كما لو انهم يسعون الى حمل الكوبيين على التعود على الواقع الجديد. وهكذا ارسل استيبان لاسو كموفد لكوبا الى الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر، وتراس راوول كاسترو الدورة الشتوية لمجلس الشعب (البرلمان) في اواخر كانون الاول/ديسمبر فيما يزور نائب الرئيس كارلوس ليغ بانتظام المنشآت النفطية ومواقع اخرى للطاقة.

وقد اعتمد راوول كاسترو الذي يتولى منذ البداية قيادة الجيش في ظل اخيه، اسلوبا مختلفا عن الزعيم التاريخي مع خطب تحليلية وروح فرحة ادهشت الكوبيين الذين قلما عرفوه من قبل.

ويبدو كما لو انه يريد ان يترك بصمته الشخصية فجدد الدعوات الى الحوار مع الولايات المتحدة لكن بشروط الجزيرة كما دعا المسؤولين الاخرين الى الانتقاد البناء لمكافحة الفساد وحل ازمات النقل والسكن.

لكن قلة من الكوبيين تتوقع ان تقوم القيادة الجماعية بتغييرات مهمة خلال فترة نقاهة "اب الثورة".

وقال رينولدز هيدالغو وهو عامل بناء في الثلاثين من العمر "ان لدى راوول طريقة التفكير نفسها مثل اخيه وسياسته هي نفسها سياسة +الكومندانتي+ (القائد)".

اما في نظر المعارضة الداخلية فان الوضع يبدو غريبا لان فيدل كاسترو لا يمارس مهامه فيما لا يعتبر اخيه رئيسا حقيقيا. وقالت لورا بولان من حركة "النساء بالابيض" (زوجات وامهات معارضين مسجونين) "نحن في مرحلة من الريبة السياسية".

ولم يشاهد الكوبيون فيدل كاسترو منذ الصور التي بثها التلفزيون في 28 تشرين الاول/اكتوبر وظهر فيها ضعيفا وهو يقوم بتمارين رياضية. وتغيب في كانون الاول/ديسمبر عن الاحتفالات بعيد مولده الثمانين وذكرى بدء الثورة.

وتعود اخر رسالة له الى 31 كانون الاول/ديسمبر. ويؤكد في تلك الرسالة التي تلاها مقدم برامج ان نقاهته "بعيدة عن تكون معركة خاسرة".

وهذا الوضع يغذي التكنهات بشأن حالته. ففي 15 كانون الثاني/يناير ذكرت صحيفة ال باييس الاسبانية ان كاسترو في "وضع خطير جدا" بعد خضوعه لثلاث عمليات جراحية غير ناجحة.

لكن الجراح الاسباني خوسيه لويس غارسيا سابريدو الذي توجه في كانون الاول/ديسمبر الى هافانا لفحصه، كذب هذه المعلومات. وتحدث غارسيا عن "تحسن تدريجي" في وضع الزعيم الكوبي,ولدى عودته من كوبا رفض شائعات مفادها ان كاسترو يعاني من مرض سرطان في مرحلته الاخيرة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى