لمحت كوريا الشمالية أمس الثلاثاء إلى مرونة في موقفها في المحادثات السداسية مما زاد الآمال في أن جولة جديدة من المفاوضات تستهدف تفكيك أسلحتها النووية ستمضي قدما.

وكان كيم كي جوان كبير مفاوضي كوريا الشمالية في المحادثات النووية يتحدث في بكين حيث اجتمع مع نظيره الصيني وو داوي ومبعوث كوريا الجنوبية تشون يونج وو في جولة من الاتصالات الدبلوماسية المحمومة المحيطة بالمحادثات النووية.

وقال كيم للصحفيين بعد اجتماعه مع شون ردا على سؤال ما إذا كان هناك أي تغيير في موقف كوريا الشمالية "كل شيء يمكن أن يتغير." لكنه لم يخض في التفاصيل.

ولم تحقق جولة من المحادثات السداسية التي تضم الكوريتين الشمالية والجنوبية والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا عقدت في ديسمبر كانون الأول أي نتائج حاسمة لكن الاجتماعات التي استمرت ثلاثة أيام بين كيم وكريستوفر هيل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وكبير مفاوضي الولايات المتحدة في المحادثات في برلين زادت من فرص إحراز تقدم.

وقال تشون إن كيم كان إيجابيا فيما ترى كوريا الشمالية إنه تغيرا في أسلوب الولايات المتحدة في أعقاب محادثات برلين,وأضاف "سيكون هناك تقدم في المحادثات القادمة."

ومن المتوقع أن يعلن قريبا عن موعد جولة أخرى من المفاوضات المستمرة منذ عام 2003 .

ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن تشون قوله "اتفقنا نحن وكوريا الشمالية على استئناف (المحادثات) في غضون أيام قليلة لكن هناك حاجة للتحقق من مواقف الدول الأخرى المشاركة ومن ثم ليس هناك تأكيد بعد لموعد المحادثات".. وأضاف "الصين ستعلن الموعد في غضون أيام قليلة."

وتزايد الشعور بالالحاح في احراز تقدم في المحادثات التي تستهدف إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها للأسلحة النووية منذ أن تحدتبيونجيانج التحذيرات الدولية في أكتوبر تشرين الأول الماضي وأجرت أول تجربة نووية لها مما عرضها لعقوبات من الأمم المتحدة.

وقالت الصين إن الجولة القادمة من المحادثات يجب أن تتخذ خطوات لتنفيذ اتفاق جرى التوصل إليه في سبتمبر أيلول عام 2005 وافقت فيه كوريا الشمالية من حيث المبدأ على التخلي عن أسلحتها الذرية مقابل ضمانات اقتصادية وأمنية من الأطراف الأخرى.

وقال ليو جيان تشاو المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي "يتعين عيلنا أيضا بحث إنشاء وضبط آلية لتنفيذ الاتفاق وضرورة وضع مسودة جدول زمني عام لضمان تنفيذه."

وأضاف ليو "كل الأطراف المعنية تبذل جهودا لاستئناف المحادثات وتنفيذ الاتفاق المشترك الصادر في 19 سبتمبر بطريقة إيجابية."

ومما أعاق إحراز تقدم في المحادثات إصرار كوريا الشمالية على التركيز على أن ترفع واشنطن العقوبات المالية وتفرج عن 24 مليون دولار من أموالها المجمدة في بنك بنك دلتا اسيا في مكاو.

وتتهم واشنطن البنك بتورطه "في غسيل أموال" وتصفه بأنه متورط في الأنشطة المالية الكورية الشمالية غير المشروعة.

وقال تشون إن جولة ثانية من المحادثات المالية الموازية بين مسؤولين من كوريا الشمالية ووزارة الخزانة الأمريكية قد تعقد أيضا قريبا.

ونقلت يونهاب عنه قوله "اعتقد أن الاجتماع سيعقد في بكين قبل استئناف جولة المحادثات السداسية."

ومن المتوقع أن يصل كنيتشيرو ساساي كبير المفاوضين اليابانيين في المالدثات السداسية إلى بكين اليوم الأربعاء ومن المتوقع أن يزورها أيضا يوم غداً الخميس سونج مين سون وزير خارجية كوريا الجنوبية لمواصلة الجهود الدبلوماسية للتعامل مع البرنامج النووي لكوريا الشمالية. رويترز