100 الف تركي يشيعون كاتبا ارمنيا بعد مقتله

> اسطنبول «الأيام» دارين باتلر :

>
احد المشيعين يحمل صورة الصحفي هرانت دينك
احد المشيعين يحمل صورة الصحفي هرانت دينك
سار نحو 100 الف تركي في شوارع اسطنبول في صمت أمس الثلاثاء وراء نعش الصحفي التركي الأرمني الاصل هرانت دينك الذي أثار مقتله جدلا بشأن التشدد القومي في البلاد.

ومنذ الصباح الباكر تجمع المعزون الذين حمل بعضهم لافتات كتب عليها "كلنا هرانت دينك" و"كلنا ارمن" امام مكتب صحيفة اجوس حيث قتل دينك بثلاث رصاصات في وضح النهار يوم الجمعة الماضي.

وأطلقت الحمائم البيضاء في الهواء فيما عزفت موسيقى حزينة. وأغلقت معظم أجزاء وسط المدينة في اسطنبول الممتدة على ضفاف البوسفور ويسكنها 12 مليون نسمة امام حركة المرور.

واعترف أوجون ساماست (17 عاما) بقتل دينك "لإهانته" الأتراك. واعترف صديق قومي لساماست للشرطة بأنه حرض ساماست على قتل دينك الذي عمل من اجل المصالحة بين الارمن المسيحيين وبين الاتراك المسلمين.

وقالت راكيل ارملة دينك التي احاط بها ابناؤها الثلاثة لآلاف المشيعين "نودع شقيقنا بمسيرة صامتة دون شعارات ودون أن نسأل كيف تحول طفل الى قاتل."

واشارت تقديرات المنظمين الى ان 100 الف مشيع تبعوا عربة الموتى السوداء التي حملت النعش وهي تقطع رحلة طولها ثمانية كيلومترات عبر اسطنبول و خليج القرن الذهبي الى كنيسة ارمنية,وقالت الشرطة انه كان هناك عشرات الالاف.

وقالت الممثلة ليل منصور "رؤية هذه الجماهير تعطيني الشجاعة. هناك كثير من الناس يقفون ضد العنصرية والقومية."

وانضم الى الجنازة وزراء ودبلوماسيون اجانب ومسؤولون من الحكومة الارمينية واعضاء من الجالية الأرمينية في تركيا وعددها 60 الفا ومن ارمن الشتات في انحاء العالم.

الآف من المشيعيين يحضرون جنازة الصحفي هرانت دينك
الآف من المشيعيين يحضرون جنازة الصحفي هرانت دينك
وقال البطريرك الارمني مسروب الثاني للمشيعين "لا زلنا نأمل ان (الاتراك) سيقبلون كون الارمن مواطنين اتراك عاشوا على هذه الارض منذ آلاف السنين وليسوا اجانب او اعداء محتملين".. ودفن دينك في مقبرة باليكلي الارمنية.

ومثل عشرات المفكرين الآخرين بمن فيهم اورهان باموك الحائز على جائزة نوبل حوكم دينك لآرائه المتعلقة بمذابح الأرمن على أيدي الأتراك ابان الدولة العثمانية عام 1915 وهي قضية شديدة الحساسية في تركيا.

ويعتبر القوميون الاتراك ومن بينهم بعض كبار السياسيين دعوة المثقفين لأن تعترف تركيا بدورها بالمجزرة تهديدا لكرامتها وامنها القومي.

وقال فورال اوجر السياسي ورجل الاعمال التركي الذي يحمل الجنسية الالمانية "هذه (الجريمة) ليست حالة استثنائية لكنها نتيجة لأجواء قومية مسممة. وهبطت مصداقية تركيا في الخارج الى ادنى حد." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى