أنصار «الشفافية» لمحاربة الفساد

> عبدالله ناجي علي:

>
عبدالله ناجي علي
عبدالله ناجي علي
لم يبق أمام ولاة أمرنا أي خيار آخر في تعاملهم مع ملف الفساد (المتضخم) سوى خيار واحد فقط.. وهو خيار البدء بتدشين المعركة ضد الفساد خاصة وأن الفساد في بلادنا قد (تفرعن) وصار يحتل المرتبة الأولى في قائمة المعوقات التي تعترض برامج الاستثمار وخطط التنمية.. والأهم من هذا أن الأغلبية الساحقة في السلطة والمعارضة مجمعون على أن الأولوية المطروحة أمام حكومتنا في الوقت الراهن هي البدء، ومن دون تأخير أو مماطلة بمحاربة الفساد بأشكاله المختلفة ماليا وإداريا وسياسيا وقيميا.. الخ.

ولنجاح هذه المعركة (المقدسة) ضد الفساد يجب حشد كل الجهود السياسية والشعبية خاصة منهم النشطاء داخل المجتمع.. وهذا ما يدعو الشرفاء داخل الوطن إلى القيام بدورهم وواجبهم الديني تجاه شعبهم ووطنهم.. وعليهم أن يبادروا بالمساهمة في هذه المعركة (المقدسة) لأنها السبيل الوحيد لإخراج الوطن من هذه (الهوشيلة) التي سببها الرئيس انتشار الفساد في جهازنا الحكومي وبهذه الدرجة المخيفة!!

ونعتقد أن الفرصة اليوم مواتية لنقف جميعا في مربع واحد ولنجعل من عام 2007م عام تدشين معركتنا ضد الفساد.. والمؤشرات الإيجابية لنجاح معركتنا هي الأصوات التي ترتفع من كل حدب وصوب والمنادية بمحاربة الفساد كأولوية وطنية.. فالشارع السياسي - سلطة ومعارضة -يطالب بذلك.. والمنظمات الدولية المانحة التي وعدتنا بتقديم دعم لبلادنا طرحت شرط محاربة الفساد.. وقانون محاربة الفساد جاهز.. وتشكل لجنة وطنية لمحاربة الفساد قادمة في الطريق.. إذاً كل المقدمات المطلوبة لنجاح المعركة متوفرة ولا ينقصنا إلا تسلح ولاة أمرنا بإرادة سياسية ونكرر ونقول إرادة سياسية لأنها تمثل العامل الأساسي للنجاح.

وأنصار «الشفافية» لمحاربة الفساد يجب أن يكونوا من أنشط السياسيين الفاعلين في الساحة، ومستقلين وأكاديميين، وناشطين حقوقيين، كتابا وصحفيين، ورجال دين متنورين، ورجال مال وأعمال.

أما لماذا اخترنا هذه التسمية وسميناهم بأنصار الشفافية؟.. فهذا يعود إلى أن الفساد في ظل الشفافية سيكون مفضوحا تماما أمام الرأي العام الداخلي والخارجي والعكس صحيح في حالة غياب «الشفافية» فإن الفساد سينمو أكثر وأكثر .. والشفافية تعني: تدفق المعلومات المتعلقة بالفساد وتبادلها بصورة مباشرة بعيدة عن السرية وهذا ما يساعد على مراقبة الأنشطة الحكومية وبالتالي معرفة مكامن الخلل الناتجة عن الفساد بشكل دقيق وواضح.

ودور أنصار «الشفافية» لمحاربة الفساد يتلخص هنا في جمع المعلومات المتعلقة بالفساد ومن ثم القيام بعرضها على الجمهور والأجهزة المختصة بمحاربة الفساد ويتم عرضها من خلال الصحف وأي وسائل أخرى.. إضافة إلى قيام الأنصار بتنوير المجتمع بمخاطر الفساد، ودور هؤلاء الأنصار هو دور مكمل للأجهزة الحكومية وغير الحكومية المهتمة بمشكلة الفساد. المهم دعونا يا شرفاء الوطن نتوكل على الله ونبدأ الخطوة الأولى بتأطير هؤلاء الأنصار في عموم محافظات الجمهورية، ومؤكد أن النتيجة ايجابية -إن شاء الله- لأن المعركة ضد الفساد «مقدسة» ويجب على الجميع التفاعل معها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى