> عند اكتمال القمر وانتشار ضوئه البهيج وهبوب ريح الأمل قررت الرحيل للبحث عن اكسير الحياة فشحذت الهمم وعزمت الارادة والامل وحملت زادي من الاصرار وانطلقت مع اول هبات نسيم الفجر ومع سقوط قطرات الندى الجميلة، ومع بزوغ نور الشمس خرجت من بلدتي باحثا عن إكسير الحياة.

لقد كثرت الاقاويل عن إكسير الحياة وقيل انه ماء يزيد المرء شبابا وقيل ماء يجعلك تملك الارض وقيل ماء يعطي الحياة الابدية، فزاد من فضولي وإصراري وعرفت ان رحلتي سوف تطول ولكن حب المعرفة والفضول ثارا في نفسي فواصلت رحلتي فكنت أنتقل من مكان الى مكان وأبحث في كل مكان وأسال عما يخطر بالبال، لكني لم أجد ما أبحث عنه وفي منتصف رحلتي الطويلة الشاقة قابلت رجلا هرما ذا عينين سوداوين ووجه تملأه الحكمة والاتزان فألقيت عليه التحية فنظر الي وقال: واصل رحلتك يابني واعلم أن رحلتك لن تطول وسوف تجد ما تريد لكن خذ مني ثلاثا: دع الإصرار يتملكك، والفضول يدخل نفسك والإرادة والتصميم لتنفيذ الهدف. ثم تبسم لي ورحل. وبعد رحلة طويلة عرفت واكتشفت وتعلمت أشياء كثيرة، واخيرا عرفت ما هو إكسير الحياة فوجدته ما هو إلا نور الله الذي يملأ المكان والطيبة والعطاء وحب الناس ومكارم الاخلاق وطاعة الخالق، خالق الارض والسماء وما بينهما وإقامة الصلاة لرب العباد وطاعة الرسول سيد الانبياء والتفقه في الدين الكريم دين الاسلام. أخيرا عرفت ماهو اكسير الحياة.. نعم إنه ذاك النور الخافت الذي يوصلك الى بر الامان الى حيث السعادة والصفاء والصدق والجمال، لكنني لن أنسى كلمات الرجل كبير السن الذي كان يعلم بمسيرتي ولكنه أراد أن اكتشف هذا بنفسي، فلكم اسعدني وصولي الى هذا الاكتشاف، فمع بزوغ نور الشمس وزقزقة العصافير صحوت لأجد نفسي في عالمي الحقيقي.. لكني لن أنسى رحلتي للبحث عن إكسير الحياة.