> بيروت «الأيام» نديم لادقي :
نساء شيعيات يصرخن ويبكين أثناء تشييع جثامين القتلى
وأعادت مشاهد المسلحين على أسطح المباني والمعارك في الشوارع إلى أذهان اللبنانيين ذكريات الحرب الأهلية بين عامي 1975 و 1990 والتي بدأت كصراع بين المسيحيين والمسلمين وامتدت لتشمل الفلسطينيين والسوريين والإسرائيليين,وقتل نحو 150 ألف شخص في الصراع الذي دمر معظم البلاد.
وقال الشيخ محمد يزبك المسؤول البارز في حزب الله للمشيعين في احدى الجنازات "نهيب بكل العلماء في لبنان مسيحيين ومسلمين وبكل المثقفين في لبنان وبكل العقلاء في لبنان ان يتحملوا مسؤولياتهم امام ما يخطط لنا قبل ان يفوت الاوان."
واضاف "نعم هي دماء طاهرة زكية سفكت من اجل الوحدة وسيكون لها الاثار وسيكون ذاك الانتصار."
وشارك المئات في شرق لبنان في تشييع طالب ينتمي الى حزب الله قتل بالرصاص في اشتباكات بين موالين للحكومة ومؤيدين للمعارضة من حزب الله وحلفائه الشيعة في جامعة في بيروت.
وفي جنازة ناشط آخر بحي الأوزاعي الفقير ببيروت أطلق مشيعون أعيرة نارية في الهواء أثناء نقل الجثة إلى منزل المتوفي لإلقاء النظرة الأخيرة عليها,ونثرت النساء الأرز على الجنازة فيما ترددت أصداء الأعيرة النارية في المنطقة.
وردد المشيعون هتافات مثل "الموت للسنيورة والموت لجنبلاط" في إشارة إلى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وأحد حلفائه الرئيسيين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
وقال إبراهيم نصرة (21 عاما) "الرفاق يريدون الرد. لكن الحزب لا يريد ونحن نتبع الحزب. إذا هاجمونا فعندها بالتأكيد سيكون هناك رد فعل."
تشييع جثامين القتلى
وقالت مصادر عسكرية إنه لا توجد حاجة لفرض حظر آخر مساء اليوم (أمس) لأن الوضع الأمني تحت السيطرة.
وقال بائع خضر في منطقة مختلطة طائفيا في العاصمة اللبنانية "هذا شيء سيء جدا. سنصبح هنا مثل العراق."
وكتبت صحيفة السفير في عنوانها الرئيسي في اشارة الى الفتنة "لعن الله من ايقظها."
ودعا زعماء من الطرفين الى التهدئة لكن المحطات التلفزيونية المؤيدة لكل طرف ظلت أمس الجمعة تلقي باللائمة على الجانب الاخر في بدء الاشتباكات.
وتعهد حزب الله الذي يمتلك قوة مسلحة والذي صمد 34 يوما في وجه حرب اسرائيلية العام الماضي بعدم توجيه بنادقه الى خصومه اللبنانيين,وحزب الله هو الجهة اللبنانية الوحيدة التي احتفظت بالسلاح عقب انتهاء الحرب الاهلية.
وقال السفير الامريكي لدى بيروت الذي تساند بلاده رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في مواجهة حزب الله وحلفائه من الشيعة والمسيحيين ان الوضع أصبح "خطرا جدا" وان سوريا متورطة مرة أخرى.
وصعدت المعارضة حملتها الاحتجاجية يوم الثلاثاء الماضي لتشمل معظم البلاد مما ادى الى تفجر احداث عنف اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 176 في ذلك اليوم.
وجاء الاضراب العام الذي نفذته المعارضة يوم الثلاثاء تصعيدا لحملتها التي بدأت في الاول من ديسمبر كانون الاول عندما بدأ أنصار المعارضة اعتصاما قرب مقر السراي الحكومية حيث مكاتب السنيورة في وسط بيروت لتحقيق مطالبها في تمثيل حاسم في الحكومة واجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
(شارك في التغطية توم بيري) رويترز