لا يستطيع المال سد الشرخ الطائفي في لبنان

> «الأيام» عن «بي.بي.سي»:

> هكذا عنونت صحيفة الإندبندنت البريطانية الصادرة صبيحة يوم أمس الجمعة في مقال تحليلي لمراسلها في الشرق الأوسط روبرت فيسك..يرصد فيسك في مقاله المدى الذي يمكن أن تبلغه مليارات الدولارات التي تلقاها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة من المانحين خلال مؤتمر باريس 3 في عملية رأب الصدع الطائفي الكبير الذي تشهده البلاد حاليا.

يبدأ فيسك مقاله بطرح التساؤل التالي: "لو كان بالمال وحده يمكن شراء السلام-أولم يكن من المفترض أن تساعد الـ 7.6 مليار دولار أمريكي التي تلقّاها رئيس وزراء لبنان في باريس يوم أمس (الأول) على هزيمة عدو أمريكا حزب الله في معارك شوارع بيروت التي تزداد ضراوة ووحشية؟"

تشكيك

ولكن فيسك يمضي سريعا ليجيب عن تساؤله المغلّف بالتشكيك بجدوى مليارات باريس 3 في تحقيق ما رمت إليه من دعم لحكومة السنيورة في وجه المعارضة التي تسعى للإطاحة بها إذ يقول:

"حتى في الوقت الذي كانت الأكف تلتهب تصفيقاً للرئيس الفرنسي جاك شيراك تحية لقيادته لمؤتمر دين لبنان، والذي تعهّدت خلاله أمريكا بتقديم مساعدة قدرها 770 مليون دولار أمريكي، كانت عناصر الجيش اللبناني تسعى جاهدة للسيطرة على أسوأ قتال طائفي تشهده العاصمة بيروت حتّى الآن".

ويمضي الكاتب إلى القول إنّه "لا يمكن ضمان وحدة الجيش اللبناني" وإنّ الأيام التي يمكن لهذا الجيش ألاّ يفعل فيها شيئا سوى إطلاق الرصاص في الهواء "قد تكون قاربت على الانتهاء".

العنف في بيروت

وحول الموضوع ذاته نشرت صحيفة الفايننشال تايمز تحقيقا مشتركا لمراسليها في كل من باريس والقاهرة جاء تحت عنوان "عنف بيروت يلقي بظلاله على 7.6 من مليارات الدعم"، في إشارة إلى المساعدات التي قدمها مؤتمر باريس 3 لحكومة السنيورة.

ويشكك التحقيق في إمكانية أن تفي الدول التي تعهدت بتقديم المساعدات بالتزاماتها وبقدرة الحكومة اللبنانية الحالية على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي ستستند عليها معظم تمويلات المشاريع التي يفترض أن تمتص أموال تلك المساعدات الموعودة.

يقول التحقيق: "ولكن إذا ما أخذنا بالحسبان الانقسامات السياسية المتزايدة في البلاد، فمن الصعوبة بمكان أن نعرف كم من تلك الأموال التي جرى التعهد بدفعها في المؤتمر سيتم تسديدها، أو فيما إذا كانت الحكومة تستطيع تطبيق الإصلاحات الاقتصادية التي يتوقع أن تستند عليها معظم عمليات التمويل".

إيقاعات شرق أوسطية

ونبقى مع الفايننشال تايمز التي نشرت في صفحة الرأي تعليقا للكاتب فيليب ستيفينز جاء تحت عنوان: "الشرق الأوسط يضبط إيقاعاته على أنغام القوّة الأمريكية المتراجعة".

يقول الكاتب إن المبعوثين الأمريكيين يسافرون هذه الأيام إلى منطقة الشرق الأوسط حاملين معهم رسالة جد بسيطة مفادها أنّه مهما يحدث في العراق-وواشنطن ليست على وشك الاعتراف بالهزيمة هناك- فأمريكا عازمة تماما على البقاء كقوة عظمى في المنطقة.

ويردف الكاتب قائلا: "ويصغي مضيفوهم (مضيفو الأمريكيين) بأدب جم، ولكن سرعان ما يبدؤون بهز أكتافهم بريبة وشك العارفين بالأمر".

ويخلص ستيفينز إلى القول إنّه في الوقت الذي تجف ينابيع السلطة عند الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، "فإنّ واشنطن تفقد قدرتها على تحديد نتائج الأحداث في مكان أخر، لتخرج إيران المستفيد الرئيسي في الموضوع".

رسم كاريكاتيري

الصحيفة تنشر أيضا رسما كاريكاتيريا يتّسق اتساقا تاما مع فكرة الموضوع السابق إذ يظهر فيه العراق وهو يحترق والدخان يتصاعد منه . ويظهر على الميمنة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد متربعا على ترسانة من الصواريخ يقابله في الميسرة زعماء إسرائيليون وقد سدّدوا هم الآخرون صواريخهم باتجاه إيران لكي تعبر فوق دخان العراق المحترق وقد أضحى أثرا بعد عين.

في الرسم يبدو أيضا النسر الأمريكي العملاق وقد أخذ يتفرّج على مشهد الصراع الإيراني-الإسرائيلي وكأنّ الأمر لم يعد يعنيه كثيرا بعدما حمل كيسه الكبير على ظهره وقد امتلأ بما تيسر له من نفط ومال.

أمّا في يمين الصورة فوقف جمهور من المتفرجين وقد بدوا شخوصا جد صغار وقد ارتدوا كوفياتهم العربية التقليدية.

دعوة إلى الحوار

في الصومال لا تبدو أمريكا متفرجة هذه المرة، فهي تحث، كما جاء في الفايننشال تايمز أيضا، الحكومة الصومالية المؤقّتة على إشراك الإسلاميين في محادثات السلام في البلاد.

تقول الصحيفة إنّ عيون أمريكا والاتحاد الأوروبي قد وقعت هذه المرة على شيخ شريف أحمد، أحد أهم زعماء اتحاد المحاكم الصومالية التي هزمت مؤخّرا على أيدي القوات الإثيوبية والحكومية، ليكون الشخصية المركزية المحتملة للعب دور في نشر الاستقرار في البلاد.

وتضيف الصحيفة أنّ الأمريكيين والأوروبيين يعتقدون أنّ الانخراط في محادثات سلام مع أحد رموز الإسلام الصوفي التقليدي المعتدل مثل شيخ شريف قد يشكل إنقاذا للبلاد من أن تتحول إلى ملاذ لشبكات التطرف الدولية وسط فوضى حكم أمراء الحرب والمسلحين "الجهاديين الذين يخضعون لتأثير الأنماط الأكثر تطرفا للإسلام القادم من منطقة الخليج".

كاميرون وضرب إيران

الديلي تلغراف تنقل عن زعيم حزب المحافظين في بريطانيا ديفيد كاميرون تصريحا يقول فيه "إن توجيه ضربة استباقية ضد إيران هو أمر ممكن".

وقال كاميرون، الذي كان يتحدّث أمام ملتقى دافوس الاقتصادي العالمي، إنه سيكون من الخطأ استبعاد توجيه ضربة ضد إيران في المستقبل في ظل حكومة بريطانية محافظة.

ونقلت الصحيفة عن كاميرون قوله: "ليس من المعقول أن نستبعد مثل هذه الأمور جميعها سلفا وذلك مهما حاولنا تجنبها".

عزل إيران

صحيفة الغارديان تنشر مقالا لديفيد هيرست عن إسرائيل التي تسعى لعزل طهران عن لأسواق العالمية.

المقال يتحدّث عن الحملة التي تشنها إسرائيل لعزل إيران اقتصاديا وتحضير الرأي العام العالمي للقبول بخيار تسديد ضربة عسكرية ضد إيران بغية حملها على تأجيل برنامجها لتخصيب اليورانيوم المشع.

وحول القضية ذاتها وصلتها بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين جاءت افتتاحية الصحيفة تحت عنوان: "خطوات صغيرة لا قفزات كبيرة".

تتحدّث الافتتاحية عن الحملة الإسرائيلية لعزل إيران اقتصاديا، والتي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنامين نتانياهو، وعن أهمية اتخاذ خطوات صغيرة ولكنها هامة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

تقول الصحيفة: "قد تبدو الخطوات الصغيرة دوما أقل جاذبية من الخطوات الكبيرة. ولكن قد يكون أسهل على إسرائيل أن تتأمل في أمر وجود دولة إيران النووية من تفكيرها بشخصية زعيم فلسطيني يريد السلام"، في إشارة إلى انشغال إسرائيل بالبرنامج النووي الإيراني أكثر من اهتمامها بإجراء محادثات سلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

أوباما الغاضب

في الديلي تلغراف نقرأ تحقيقا مصورا عن "أوباما الغاضب يرفض المزاعم عن تلقيه تعليما إسلاميا". يتحدث المقال عن مشاعر الغضب التي انتابت السناتور الديمقراطي ومرشّح الرئاسة للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة باراك أوباما بسبب التقارير التي زعمت عن تلقيه تعليمه في مدرسة دينية متطرفة في إندونيسيا.

وتنقل الصحيفة عن أوباما قوله وهو ينفي بشدة مثل هذا الأمر: "أنا لم أكن مسلما يوما ولم أنشأّ كمسلم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى