اغتيال الأقلام

> «الأيام» جهاد محمد معتوق / عدن

> مثلما تحتاج الأرض الى ثوار وشهداء لتحريرها تحتاج الحقيقة إلى ثوار وشهداء لتحريرها,نفهم أن تكون كلفة تحرير الأرض من المستعمر الغاصب هي الحياة كون اللغة المتبعة في هكذا ظروف هي من يقتل الآخر اولاً..

ولغة القتل لا يشترط فيها استبعاد الموت لأنه الحاضر بلا منازع، والموت هنا له ما يبرره، لكننا حين يأتي الحديث عن الحقيقة وكلفة الحقيقة لا يجب أن نقبل بالكلفة خارج نطاق اللغة التي يحتكم اليها المتعاطون شأن الحقيقة.. الكتابة .. الكلام، فملثما صوت الطلقات هو اللغة المرجعية في ساحات تحرير الارض باتفاق الفرقاء يكون صوت الكلمة هو مرجعية الفرقاء في ساحات تحرير الحقيقة.. نفهم أن يسقط القتلى والجرحى في ساحات تحرير الارض ولكن لايمكن أن نفهم او نقبل تغيير القاعدة الأساس للعبة وشرطها الاساس ألا وهو الإخلال بميزان اللغة المرجعية في هكذا ظروف.

الطلقة بالكلمة.. صاحب الطلقة لاعب غير مرخص له من الأساس اللعب في ساحات تحرير الكلمة، إنه لا ينتمي حتى الى المقاتلين الشرفاء المدافعين عن حقهم في الحياة عبر تحرير أرضهم، انه ليس أكثر من قاتل مأجور غير شريف زج به إلى ساحات شريفة لاغتيال أحد المنتمين الى كتائب تحرير الحقيقة.

الاغتيال عمل أقل ما يمكن وصفه بأنه جبان وإلا ما معنى أن تطلق الرصاص على كاتب ما لمجرد أنك لا تستطيع محاججته بذات اللغة التي تعامل معك بها.

ربما أختلف معك فيما كتبت، فهل اقتلك؟

ربما ما ترى فيه الحقيقة لا أراه كذلك وما أرى فيه أنا الحقيقة لا تراه أنت كذلك. لنا الحق أنا وأنت أن نرى الحقيقة كلاً بعيونه وفي نهاية المطاف سيكون تكريسنا للقبول بالآخر سببا لانتصارنا لأننا بدفاعنا عن حقنا بالاختلاف والتنوع منحنا الحقيقة سببا كافياًَ للحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى