وتـلك الأيــام .. أوهام الأعوام

> عيظة علي الجمحي:

>
عيظة علي الجمحي
عيظة علي الجمحي
تدور الأفلاك وتستحكم الأسلاك، وتنمو الأشواك، وتصمت الشحارير وتحزن المزامير، وتنعق البوم نعيق الشؤم، وتئن الآمال أنين المكلوم، وتدمع بدمع مظلوم وتتواصل الصرخات تواصلاً محموماً!!

تفيق الروح من هزائم الدهر وشيخوخة العمر، فيستنشق عبير الزهر وينسى ألم الجمر، وينتشي مع أوهام الأعوام حيناً من الدهر، فيسكر بغير خمر ويرقص من غير نغمة وتر ، ويرتوي من غير ندى أو قطر.

تمر الأعوام التي بنينا خلالها قصوراً من الأحلام والأوهام فتمسي مع الليالي والأيام خاملة كالركام، ميتة كميتة الأجسام، جامدة كجمود الأصنام.

تمر الأعوام كالأوهام كالخيال كـ«خلسة المختلس» ولا نكاد نشعر بأن الأعوام قد انتهت لولا ضجيج الإعلام المغرم باستعراض أحداث عام مضى ورسم خرائط آمال جديدة في عام جديد.

نعرف بأنه في كثير من بلدان العالم المتطورة والمترفة يكون للعام الجديد استقبال حار واحتفال خاص، ذلك أن أعوامهم سلسلة من الآمال والطموحات المنجزة، أما الحال في بلادنا يختلف تماماً. فكل أحلامنا وطموحاتنا تترهل وتتضخم ثم تتحلل ويصبح هم الكل واحداً وأحلامهم واحدة، فالكل يحلم بأن يكون العام الجديد فاتحة خير وأن تهب نسائمه الباردة لتطفئ نار غلاء الأسعار الحارقة، وتصلح أوضاع خدماتنا المتردية ويبرأ جسم الوطن من داء الفساد العضال الذي حرمنا العيش بابتسامة راضية وهانية والذي جعلنا أيضاً نعيش في دوامة ذات رهيبة مرعبة، فالكل محاصر بحصار حديدي حول ذاته، ففقدنا قيم الشعور والمشاعر والتآلف والتآزر، وبرزت سلوكيات وأحداث يعدها أجدادنا من علامات الساعة الكبرى!!

إن العام الماضي(2006م) يعتبر عام الأوهام في اليمن ويعود ذلك للكميات الهائلة المستخدمة من الأوهام أثناء المعركة الانتخابية الحامية الوطيس في سبتمبر 2006م، فلقد كانت الأوهام هي السلاح الفتاك للفوز بأصوات الناخبين، وقد صدق المواطن وهو يستمع إلى البرامج الانتخابية للمرشحين بأنه ليس بينه وبين تحقيق أحلامه إلا سقوط بطاقات الاقتراع في صندوق الاقتراع، ثم يقطف زهور أحلامه وهو يعيش في جنتي السعيدة ونسي بأنها قد تبدلت منذ زمن سحيق «إلى إثل وشيء من سدر قليل».

نسي المواطن المسكين وهو في سكرات المعاناة أن ما ينتظره هو مزيد من الآلام، وأصبحت كل الوعود والبرامج والخطب والمهرجانات مجرد أوهام، فتيقن أخيراً بأنه يعيش أوهام الأعوام فلا يمكن أن تتحقق آمال مادام الأمر بيد زارعي الأوهام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى