> في آفاق النجومية سطع نجمه، وفي بحور الإبداع رسا مركبه، وفي رياض التألق غرد بلبله منذ نعومة أظفاره وهو مولع بكرة القدم، حيث مارسها بإتقان في الحواري والمدرسة، ثم استقطبه نادي الصقر بتعز، للعب معه وتدرج في صفوف الفريق حتى وصل إلى الفريق الأول، وفرض نفسه بالموهبة والكفاءة والأخلاق.. يعتبره الجميع في الحالمة تعز خليفة الداهية الإثيوبي أنور ياسين، وهو جدير بهذا اللقب.. إنه البلبل فهد راشد فتى الحالمة المدلل ونجم الصقر الذي له مكانة خاصة في قلوب عشاق الكرة اليمنية، وهو لاعب موهوب يمتلك مهارات عالية وقدرات مميزة كتلك التي يملكها القليلون في ملاعبنا، فهو لاعب مبدع وفنان كروي متمكن وصانع ألعاب ماهر.. يمتاز بذكاء ميداني وسرعة البديهة، ولعبه من السهل الممتنع وتمريراته ذهبية وسلسة، سرعة في الانطلاق من العمق،وتكملة واعية في الهجمات المرتدة.. ذكي في التمويه وفي طريقة لعبه وتحركه باستمراربالكرة وبدون كرة .. ويشكل فهد راشد العمود الفقري في خط النصف أو المحور الذي تنطلق منه كل العمليات ولا يكتفي برسم المثلثات مع بايو والعرومي أو مع يوردانوس والعمقي ولكنه ينفذ العمليات بنفسه.. ومن لم يعرف فهد راشد يظن أنه لاعب عادي وإمكانياته لا تزيد عن باقي اللاعبين، ربما لأن تكوينه الجسماني لايثير انتباه البعض لقصر قامته ونحافته، ولكن المقاييس الجسمانية ليست ميزاناً للحكم على قدرة اللاعب الفنية وهذا ما جسده بالفعل نحلة الوسط الصقراوي فهد راشد، الذي كان جندياً "مجهولاً" يحرك كل العمليات، ويعد كل الحملات في سرية لا تستطيع معها أن تحس به إلا بالعين التقنية وبعمله داخل الملعب.

سطر من خارج السطور
تقول بديهيات كرة القدم بأن الدوري هو معين المنتخب الوطني ومنه يستمد العناصر التي تبدع وتتألق في الدوري ولا ندري لماذا لا يتم ضم هذا اللاعب الفذ فهد راشد إلى صفوف المنتخبات الوطنية رغم تألقه وحضوره القوي طيلة المواسم الماضية، إلا أن العكس هو الحاصل حيث يتم ضم لاعبين أقل منه مستوى من أندية معروفة بنفوذها القوي في الاتحاد.