المحظة الأخيـرة .. أي نسبة 16 : 6؟ وأي قانون سلطة محلية؟

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
يستشعر المواطنون بمسئولية تجاه الحقائق الوطنية التي تلامس، وتصب في صميم تطلعاتهم القادمة، وبالأخص الوفاء والسير باتجاه تعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية في حكم الوحدات الإدارية بالاستناد لا على الوعود الانتخابية التي تتبخر هذه الأيام للأسف الشديد أسرع من تبخر مياه بحر العرب في صوائف عدن الحارة، وإنما بالاستناد إلى الحقوق الدستورية الثابتة. وكل ذلك الجمع من أبناء لحج الذين اعتصموا أمام بوابة المحافظة يوم الثلاثاء الماضي رافعين شعارات ومطالبين بعدالة في التوظيف وفي الإدارة بعد أن بلغ مديرو العموم 16 من خارج المحافظة مقابل ستة فقط وعلى خلفية تعيين مدير لفرع مصلحة شؤون القبائل من خارج المحافظة بينما رشح أحد أبناء المحافظة منذ عام تقريباً وبموافقة من المجلس المحلي والمحافظ نفسه قبل أن تتغير القناعات بليل. هذا الأمر مؤشر على خلل دائم في الإدارة يتنافى مع كل ما يطرح من رؤى تحاول أن تفك الارتباط البيروقراطي بين المركز والأطراف لما من شأنه تعزيز المشاركة في الحكم وخلق مرونة في التعامل واعتماد إدارة عصرية فاعلة تقطع دابر الروتين والرشوة والفساد التي تسود حياتنا نتاج المركزية المفرطة.

لا بد لنا أن نجس نبض الناس البسطاء في محافظة مهملة يطالها النسيان والضياع والتردي من حوطتها المحروسة وحتى أطرافها في المضاربة ورأس العارة ويافع، ورغم ذلك الإرث الذي ليس له من تفسير سوى مكافأة نبوغ وإبداع المحافظة وأبنائها ومساهمتهم في الحركة الوطنية اليمنية بالسبق الذي لا ينكره إلا جاحد وبالريادة التي كانت لأبنائها من أمثال فيصل عبداللطيف وقحطان الشعبي وعلي أحمد السلامي وسالم زين وعمر الجاوي وعبدالله مطلق وسيف العزيبي وأبوبكر السقاف وناصر عمر فرتوت وغيرهم كثير كثير، ناهيك عن المبدعين والفنانين والأدباء والأكاديميين. وقد كان لأبناء المحافظة دور مشرف في الانتخابات الأخيرة عكس الوعي الوطني لهؤلاء رغم الأجندة المعلقة في هذه المحافظة التي بحاجة للفتة حقيقية تعيد الاعتبار لها وتضعها في صميم الاهتمام والعناية بعد طول الانتظار. كيف يكون لنا الحق في الحديث عن حكم محلي واسع الصلاحيات وانتخاب المحافظ من أبناء المنطقة أو خارجها ولكن بطريقة ديمقراطية نزيهة، ثم نرى مثل هذا التجاهل للمقتدرين من أبناء المحافظة ولتكن لحج أنموذجا فقط يتكرر في غير مكان، ومن أدرى بشؤون (مكة) غير أبنائها. وفي حال الاعتصام السلمي في لحج يكون المنطق والحق لصالح المواطنين وليس لصالح من يأتي بواحد من خارجها في شأن من شؤون القبائل والمناضلين والشهداء، وقس على ذلك إدارات أخرى كثيرة. وهل من المناسب أن يزداد الناس غبناً على غبن وهم يرون مثل هذه الممارسات أم المناسب أن تقود القيادات الأساسية في المجالس المحلية وخاصة المحافظين نوعا من الشراكة في الحكم والإدارة بالاستناد إلى كفاءات ومقدرات أبناء المحافظات أنفسهم، وإسهاماً في خلق الإدارة المحلية الخالية من الضغوطات وتدخلات المركز، التي تقدم خدمات ميسرة للمواطنين بعيدا عن البيروقراطية والتعقيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى