الفتاوى الدينية آخر المحاولات لوقف الاقتتال بعد فشل المبادرات السياسية

> رام الله «الأيام» حسام عزالدين :

>
فلسطينيون يشيعون جثمان احد القتلى من عناصر حماس أمس
فلسطينيون يشيعون جثمان احد القتلى من عناصر حماس أمس
امام فشل كل المبادرات السياسية لوقف الاقتتال بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة الذي ادى الى مقتل 33 شخصا منذ الخميس، لجأ رجال الدين الفلسطينيون الى الفتاوى في محاولة لتحريم الاقتتال، من دون ان تكون النتائج مضمونة.

واعلن مفتي القدس والديار المقدسة وخطيب الاقصى محمد حسين في مؤتمر صحافي عقده أمس الإثنين في رام الله مع اعضاء من مجلس الفتوى تحريم الاقتتال الداخلي.

وقال حسين "في هذا الموقف اننا في دار الفتوى والبحوث الاسلامية وباسم جميع علماء الشرع الاسلامي الحنيف نناشد اخواننا في كل الفصائل والقوى والتنظيمات بان يتوقفوا فورا عن مواصلة سفك الدم البريء",وقال حسين "من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم".

ووزعت العديد من الجهات الدينية الفلسطينية عبر وسائل الاعلام وصفحات الانترنت فتاوى دينية تحرم الاقتتال الداخلي، مستندة الى آيات قرآنية واحاديث نبوية مثل الحديث النبوي الشريف "ان تهدم الكعبة حجرا حجرا اهون عند الله من ان تراق قطرة دم مسلم".

وقال قاضي القضاة في الاراضي الفلسطينية تيسير التميمي لوكالة فرانس برس "ان عدم التفاعل مع هذه الفتاوى من الاطراف انما يشير الى اصرار خطير على مواصلة الاقتتال وفشل كل الجهود المخلصة لوقفه".

واضاف التميمي "رجال الدين يبينون صباحا ومساء الحكم الشرعي في هذا الاقتتال، ولا نجد صدى لهذه الفتاوى المستندة الى الادلة القطعية".

وقال التميمي "سنوصل الليل بالنهار لتحقيق المصالحة، ولن نيأس ولن نستسلم لهذا القتال، حتى لو وصل الامر الى نزول رجال الدين المسيحيين والمسلمين الى الشوارع بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني".

وارتفعت حصيلة المواجهات المسلحة العنيفة المستمرة منذ اربعة ايام بين حركتي حماس وفتح في قطاع غزة الى 33 قتيلا رغم اعلان الطرفين ترحيبهما بمبادرة سعودية لوقف الاقتتال.

ودعا المفتي الاطراف الفلسطينية، وتحديدا حركتي فتح وحماس الى تلبية الدعوة السعودية لعقد جلسات حوار بين قادة الحركتين في مكة المكرمة.

وقال "ان دعوة السعودية للفصائل التي تشتبك على الارض في غزة للحوار في جوار بيت الله الحرام، انما هي دعوة كريمة وطيبة وندعو اخواننا لتلبيتها"واضاف "نحن نخجل مما نراه لاننا لم نكن نتوقع ان يرتد هذا السلاح في وجه الاخ".

ودعا المفتي ائمة المساجد الى تكرار تحريم الاقتتال الداخلي في خطبهم في المساجد، ونصب خيم اعتصام في الشوارع لرجال الدين وممثلي المجتمع المدني "للمطالبة بوقف نزيف الدم".

من جانبها وجهت رابطة الشباب المقدسيين في مدينة القدس نداء الى حركتي فتح وحماس ل"الوقف الفوري للاشتباكات وسحب المسلحين من الشوارع".

وقال متحدث باسم الرابطة خلال المؤتمر الصحافي لمفتي القدس "من قلب القدس نستحلفكم بالله وبدماء الشهداء وآهات الجرحى والاسرى، وبابي عمار والياسين، بان توقفوا شلال الدم".

من جهته قال المطران عطا الله حنا، رئيس اساقفة سبسطية ان الاشتباكات في قطاع غزة "كارثية".

واعلن حنا وقاضي القضاة في فلسطين تيسير التميمي في مؤتمر صحافي مشترك أمس الإثنين عن مبادرة مشتركة بين رجال دين مسيحيين ومسلمين تسعى الى تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس.

وقال حنا" نطالب الاخوة في فتح وحماس باسم شعبنا الفلسطيني، بان يوقفوا هذه الكارثة الكبيرة المحدقة بنا (...) نحن سنبادر بشكل مشترك للمصالحة بين الطرفين، لان هذه المواجهات اذا استمرت ستؤدي الى حرب اهلية نتائجها كارثية".

ودعا حنا حركتي فتح وحماس الى "تغليب الانتماء الى فلسطين كونه اهم من الانتماء الفصائلي".

وشهدت مدينة رام الله أمس الأول مسيرة مشتركة شارك فيها رجال دين مسيحيين ومسلمين اضافة الى قياديين من حركتي حماس وفتح دعت الى وقف الاشتباكات في غزة.

وجاء اللجوء الى الفتاوى الدينية بعد ان فشلت محاولات فصائل وجهات متعددة لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

وقال النائب في المجلس التشريعي مصطفي البرغوثي الذي بذل جهدا لترتيب لقاءات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية ان الاشتباكات في غزة " هي نتيجة مباشرة لعدم القدرة على الوصول الى حكومة وحدة وطنية".

واضاف البرغوثي "خلال جولات الحوار المباشرة التي خضناها سابقا، لم اجد اي سبب واحد حقيقي يمنع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية".

واتهم البرغوثي اطرافا خارجية لم يسمها بالوقوف وراء عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال "السبب الوحيد الذي وجدته لعدم القدرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية هو عدم توفر الارادة الحقيقية المستقلة والاستجابة لضغوطات خارجية".

وفي رده على سؤال لوكالة فرانس برس حول الجهات الخارجية التي قصدها، قال البرغوثي "الوقت غير ملائم للحديث عنهم، لكن حينما يحين الوقت سنعلن الامور على حقيقتها". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى