كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
لا أدعي أنني اهتديت إلى أسباب ارتفاع أسعار السمك في عدن بسهولة.. فهذه الأسعار ما كان ينبغي لها أن تكون كذلك.. لولا انعدام الرقابة والمحاسبة من الحكومة لهؤلاء المتلاعبين الذين فرضوا أنفسهم على سوق الأسماك و(الحراج) في صيرة.. هؤلاء المتلاعبون هم الذين يعبثون بقوت الشعب ويرفعون قيمة كيلو السمك إلى أكثر من ألف ريال.. مع أنهم يعرفون تماماً أن هذا السعر فوق طاقة أهالي عدن الذين يعيشون على السمك كغذاء رئيس لهم وأسرهم.

< هناك أنواع كثيرة من الظلم واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان.. واستغلال الناس من خلال قوتهم الشعبي ورفع أسعار السمك بهذه الصورة المبالغ فيها التي لا يقبلها العقل.. هي أسوأ أنواع الاستغلال.. والغريب في الأمر أن استغلال الناس يجيء من أقرب الناس إلينا ولكنهم أبعد الناس عن العدل.

< إن بحارنا غنية بالأسماك.. وعندنا ثروة عظيمة من أفضل الأسماك.. وسواحلنا تمتد نحو 2500 كيلومتر.. وقوارب السمك تستطيع أن تنطلق في كل اتجاه من أي مكان.. وتعود إلينا بمحصول كثير يكفي لأن يغرق أسواق عدن بأنواع الأسماك وأرخص الأثمان.. ولكن الذي يحدث أن المتنفذين في صيرة هم الذين يبيعون السمك بمزاجهم ويفرضون أسعاراً غير معقولة ولا مقبولة ترهق ميزانية الناس من ذوي الدخل المحدود في عدن.

< إن الأسماك التي نأكلها في عدن غير مستوردة من الخارج.. وإنما هي من فيض بحرنا الذي يضيق بها.. فلماذا هذا الغلاء الذي يبعث على سخط الناس واستيائهم من هذه الأسعار التي يفرضها المتنفذون في سوق (الحراج) في صيرة لكي يكسبوا الأموال الطائلة من بيع الأسماك بدون أي جهد يذكر لهم؟

< إننا نفهم أن بحارنا مفتوحة لكل من هب ودب من بواخر الأسماك الأجنبية التي تنهب خيراتنا بدون حسيب أو رقيب.. ونعرف أيضا أن هناك تجاراً يشتغلون بتصدير الأسماك إلى الخارج.. وهؤلاء يعتبرون أيضاً عاملاً مساعداً لارتفاع قيمة الأسماك.. ولكن هذا لا يعفي الحكومة ممثلة بمجلس المحافظة والمجلس المحلي في عدن من الرقابة والمحاسبة ومتابعة الذين يعبثون بأسعار الأسماك.

< وأكبر دليل على ذلك ما حدث قبل بضعة أيام في صيرة.. حيث وقف أحد القائمين على (الحراج) وأمامه حوت (سخلة).. التفت الرجل إلى أحد المتنفذين.. فقال له هكذا وبمزاج عجيب: 5700 ريال.. وإذا (المحرِّج) يرفع صوته ويعلن هذا السعر.. ثم بمزاج أعجب يضاعف السعر من تلقاء نفسه بدون مزايدة من الحاضرين.. 6000 ريال.. 6300.. 6800.. ويستمر في مضاعفة السعر دون أن يطلب إليه أحد زيادة السعر.. ثم يقول 7000 ريال .. 7500 ريال.. وينتهي به الحراج إلى هذا السعر الخيالي الذي فرضه هو عبثاً على بائعي التجزئة.

< هل من الحكمة أن يسكت الناس على هذا العبث بأقواتهم دون أن يحركوا ساكناً؟ .. أليس من الحكمة إبداء صورة من الرفض والاحتجاج أمام هذا العبث الذي يقتلنا كل يوم؟.. لماذا لا نحاول أن نقف موقفاً موحداً لمحاربة هذا الظلم الذي نتجرعه كل يوم بسبب غلاء الأسماك وغيرها؟.. وما هو موقف مجلس المحافظة والمجلس المحلي من هذا العبث بقوت الشعب؟!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى