نحن واللغة

> «الأيام» فارس حسين سعيد/كلية الآداب - عدن

> قبل أن نمتلك اللغات الأجنبية لابد من الاهتمام أولاً باللغة العربية الأم، حيث إننا إذا ابحرنا في اللغة العربية الأم سنجدها قد امتلكت قوة البيان، وروعة الأسلوب، وبلاغة التعبير، ونفوذ المعنى، ودقة الأداء، وقوة الخيال، ونصاعة الحجة، وسعة التداول، وغزارة المادة، وتنوع الفنون والأساليب والضوابط والقواعد والاشتقاق والتعريب، ووصول المتكلم الى الغاية في قوة العقل وصفاء الذهن وسعة الخيال ورقي في الذوق الفني.

إن صون اللغة العربية باستمرار أساس صون الموروث التاريخي والثقافي والديني الذي يمثل عاملاً حاسماً في الوحدة القومية لهذه الأمة، وامتلاك خصوصيتها وأصالتها هي فعلاً من أهم وسائل التفاهم والترابط مع الأخرين، وهي تتطور وتنمو مع الإنسان بل وهي كائن حي ديناميكي متحرك. ويدعي المحدثون عجز اللغة العربية عن مجاراة العصر ونحن نرد عليهم أن تدهور اللغة العربية ما هو إلا انعكاس للتدهور السياسي والاقتصادي والثقافي في واقعنا العربي وليس عجز اللغة العربية.

نجد اليوم تناميا في اللغة الأجنبية في مدارس اللغات والجامعات الخاصة وارتباط ذلك بعالم الأغنياء تعليماً مرموقاً، واختزلت اللغة العربية اختزالا مهينا، وتعالت معزوفات التسوية ضرورة للاستقرار والتنمية. قال سيدنا علي كرم الله وجهه: «لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل ولا ميراث كالأدب ولا خير كالمشاورة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى