رويدا ودعت ابنها داعية له بالتوفيق في تنفيذ عملية انتحارية

> بيت لآهيا «الأيام» عادل الزعنون :

>
اسرائيليون ينقلون جثة احد الضحايا
اسرائيليون ينقلون جثة احد الضحايا
قالت رويدا والدة محمد السكسك منفذ عملية ايلات الانتحارية انها دعت لابنها بالتوفيق والنجاح في تنفيذ هذه العملية معبرة عن فرحتها "لاستشهاده" في عملية "مشرفة" وليس في الاقتتال الداخلي,وقالت رويدا (42 عاما) لوكالة فرانس برس ان ابنها خرج من المنزل صباح السبت الماضي وقال لها انه "سيخرج ليستشهد، وودعته وانا ابكي وقلت له الله يوفقك ودعوت له بان ينجح في تنفيذ عملية استشهادية واستجاب الله لدعائي".

ومحمد فيصل السكسك منفذ عملية ايلات الذي تتحدر عائلته من يافا من مواليد 1986 وهو الابن الثالث من عائلة لديها تسعة ابناء.

وتعبر هذه المراة التي كانت تجلس في الغرفة المتواضعة التي كان يعيش فيها محمد مع زوجته شادية منذ عام ونصف عام عن فرحتها لان "ابني شهيد اوجع العدو ولم يمت في الاشتباكات المخزية" الدائرة في قطاع غزة بين عناصر من حركتي حماس وفتح.

وتابعت رويدا وهي تحتضن صورة ابنها الملتحي الطويل القامة وهي تحاول ان تحبس دموعها "كان هدف محمد ان يتوقف الاقتتال الداخلي وقال لي قبل ان يخرج لا بد ان تصحو حماس وفتح (..) ان الاقتتال بينهما جريمة لا يستفيد منها الا العدو".

ولم تستطع شادية زوجة منفذ العملية الحديث فقد صدمت بالخبر بعد ان سمعته مع العائلة من نشرات الاخبار في التلفزيون.

ويشير نعيم الشقيق الاكبر لمحمد الى ان الاخير رزق بطفلة اسماها رويدا نسبة الى والدته الا انها توفيت وهي رضيعة قبل اقل من شهر.

ويعبر عن افتخاره بشقيقه الذي "كان دائما مجاهدا يشارك في صد الاجتياحات الاسرائيلية وكلنا نرفع رؤوسنا شامخة بهذه العملية الاستشهادية".

جانب من آشلاء الانتحاري
جانب من آشلاء الانتحاري
واوضح نعيم (25 عاما) وهو يحتضن ابنه براء انه لا يعرف كيف تمكن شقيقه من اجتياز العقبات والوصول الى ايلات معتبرا "انه توفيق من الله ودليل ان كل الحواجز الامنية والعسكرية الاسرائيلية لا تمنع المجاهدين من القيام بواجبهم نحو تحرير بلدهم والاقصى (..) انهم في الجنة".. وقال براء ذو الاعوام الثلاثة "عمي محمد في الجنة".

وعلى جدران غرفة محمد في الطابق الثاني من منزل عائلة السكسك الواقع على تلة في منطقة العطاطرة شمال بيت لاهيا وضعت صورة كبيرة لفتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الاسلامي الذي قتلته اسرائيل قبل عشرة اعوام.

كما وضعت عدة صور "لشهداء" بينهم نادر ابو العمرين الذي كان صديق محمد قبل ان يقتل برصاص الجيش الاسرائيلي في 2004 حيث اصيب محمد برصاصة في ركبته في الحادث نفسه كما قال ابن عمه عربي الموظف في وزارة الصحة.

وراى عربي ان محمد اراد من خلال عمليته "الاستشهادية" توجيه رسالة الى كل المتناحرين في غزة مفادها "كفى..لا تنسوا ان هناك عدوا اسمه اسرائيل"..وتابع عربي ان العملية جاءت "ردا على الجرائم الاسرائيلية المستمرة".

وتوقع ابو عبد القادر جار عائلة السكسك ان تقوم اسرائيل برد فعل قاس وان تعاود الاغتيالات والقصف "ولكن قد يؤجلون ذلك لانهم فرحون بالحرب القائمة بين حماس وفتح".

وتجمع عشرات المسلحين خصوصا من حركتي فتح والجهاد الاسلامي امام منزل السكسك واطلق عدد منهم الرصاص في الهواء فيما اقيم مجلس عزاء على الطريق الرئيسي قرب المنزل.

واكدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي وكتائب الاقصى الذراع العسكرية لحركة فتح في بيان مشترك ان منفذ عملية ايلات هو احد اعضاء سرايا القدس ومن سكان قطاع غزة.

واضاف البيان ان "عمليتنا البطولية هذه تأتي اعلانا منا عن بدء تنفيذ عمليات نصرة المسجد الاقصى وشعبنا الفلسطيني في سياق ردنا الطبيعي على عدوان هذا الاحتلال الهمجي وحصاره الظالم".

خبير في مكتب البحث الجنائي الاسرائيلي ينقل احد الآشلاء من مكان الحادث
خبير في مكتب البحث الجنائي الاسرائيلي ينقل احد الآشلاء من مكان الحادث
واوضح ان العملية تأتي ايضا "ردا على الصمت العربي والدولي المشبوه تجاه المحتل الغاصب وجرائمه وردا على عمليات القصف الصهيوني الهمجي وردا على عمليات الاغتيال الهمجية بحق ابنائنا وقادة المقاومة الفلسطينية".

وذكرت مصادر طبية واخرى من الشرطة الاسرائيلية ان ثلاثة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب آخرون بجروح أمس الإثنين في عملية انتحارية استهدفت مركزا تجاريا في ايلات جنوب اسرائيل في اول هجوم في اسرائيل منذ تسعة اشهر.

ومن جهة اخرى وصرح متحدث باسم كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان الشاب الذي نفذ الهجوم الانتحاري يدعى محمد فيصل السكسك (21 عاما) وهو من مدينة غزة وينتمي إلى كتائب "جيش المؤمنين".

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن المهاجم دخل مصر من قطاع غزة ثم شق طريقه فيما بعد عبر شبه جزيرة سيناء إلى الحدود المصرية الإسرائيلية التي يسهل اختراقها شمالي ايلات حيث ركب مع سائق إسرائيلي نقله إلى داخل المدينة.

محمد فيصل السكسك
محمد فيصل السكسك
واتصل قائد السيارة هاتفيا بالشرطة بعدما أنزله وقال إن الرجل الذي نقله بدرت منه تصرفات مريبة,وقال متحدث باسم الشرطة إن المهاجم فجر شحنة ناسفة تزن عشرة كيلوجرامات بينما كانت الشرطة تفتش المنطقة التي ترجل بها.

وعبر أولمرت عن مخاوفه من أن الهجوم قد يخيف السياح ويدفعهم إلى الابتعاد عن ايلات.

وزار نحو 180 ألف سائح أجنبي المنتجع العام الماضي,ولم تشهد المدينة أعمال عنف خلال الانتفاضة الفلسطينية المندلعة ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ستة أعوام.

وفي منزل الأسرة بشمال قطاع غزة قال نعيم وهو شقيق السكسك للصحفيين إنهم كانوا على علم بأنه سينفذ "عملية استشهادية" وإن أمه وأباه دعوا الله من أجل نجاحها.

واصدر البيت الأبيض بيانا أدان فيه "المنظمات الإرهابية الفلسطينية .. بما فيها حماس.. التي تتغاضى عن تلك الأعمال الهمجية."

وأضاف البيان أن فشل السلطة الفلسطينية في "التحرك ضد الإرهاب سيؤثر لا محالة على العلاقات بين تلك الحكومة والمجتمع الدولي ويقوض طموحات الفلسطينيين بإقامة دولة لهم."

وكان آخر هجوم انتحاري فلسطيني وقع داخل إسرائيل في 17 إبريل نيسان من العام الماضي وأسفر عن سقوط 11 قتيلا خارج مطعم في تل أبيب في هجوم أعلنت حركة الجهاد الإسلامي المسؤولية عنه. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى