حزب الله يستحضر في عاشوراء "الشهداء" والسياسة

> بيروت «الأيام» توماس بيري :

>
الهدوء عاد إلى العاصمة اللبنانية بعد اسبوع دامي بين المعارضة ومواليين للحكومة
الهدوء عاد إلى العاصمة اللبنانية بعد اسبوع دامي بين المعارضة ومواليين للحكومة
صلت خديجة حسن لوالدها من اجل ان "يستشهد" في معركة مع اسرائيل وكانت فخورة عندما سقط في حرب حزب الله مع الدولة العبرية العام الماضي,وقالت الفتاة في برنامج للاطفال يطلق عليه اسم "نور الشهيد" يعرض على تلفزيون المنار التابع لحزب الله "احسست ان الله استجاب لدعائي. فرحت له كثيرا".. اضافت في برنامج خاص بعاشوراء "كان يحب كثيرا ان يستشهد".

ويرافق احياء ذكرى يوم العاشر من محرم في لبنان اليوم الثلاثاء مع مسيرات تشير الى مقتل الامام الحسين حفيد الرسول في معركة في كربلاء بالعراق. وبالنسبة الى حزب الله فانه وقت لتذكر الحسين وسقوطه مع مقاتليه ولكنه ايضا لتوجيه الانتقاد شديد اللهجة لاسرائيل والولايات المتحدة. وهذا العام فان المسلمين الشيعة ينتقدون بشدة سياستها في لبنان.

وقتل الحسين مع معظم افراد عائلته على يد يزيد الذي يتذكره الشيعة على انه ظالم ومجرم. ويعتبر مقتل الحسين في كربلاء في سنة 680 ميلاديا نقطة اساسية في تاريخ المسلمين الشيعة.

وتصف لافتات كبيرة ذكرى عاشوراء على انها "انتصار المظلوم" لتعيد الى الاذهان "الانتصار الالهي" الذي حققه حزب الله على اسرائيل في يوليو تموز واغسطس اب العام الماضي.

وقالت امل سعد غريب الخبيرة في شؤون حزب الله ان جماعة حزب الله يصورون انفسهم على انهم المظلومون المنتصرون.

وقالت ان ايديولوجية "المقاومة تمتلىء بفكرة ايديولوجية الضحية والمظلومية والايمان بان الاستشهاد يأتي بالنصر".

وحزب الله يفخر دائما بمقاتليه الذين يقتلون ويحترمهم ويقدرهم,كما ان عائلات القتلى يتمتعون باحترام كبير ودعم مالي,وازدادت شعبية امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله منذ مقتل احد ابنائه في معركة في التسعينيات.

ولم يذكر حزب الله عددا رسميا عن عدد مقاتليه الذين سقطوا في حرب الصيف الماضي والتي قتل خلالها نحو 1200 لبناني اغلبهم من المدنيين فيما قتل 157 اسرائيليا معظمهم من الجنود. لكن مصدرا في الجماعة قال ان عدد القتلى هو 270 مقاتلا.

وتتخلل مسيرات ومجالس عاشوراء هتافات ضد الولايات المتحدة واسرائيل تساويهما مع يزيد الذي حارب الحسين.

واستخدم القادة السياسيون والدينيون لحزب الله الخطب الدينية في عاشوراء هذا العام لشن هجوم عنيف على الزعماء السياسيين المنافسين لهم والمدعومين من الولايات المتحدة والذين يسيطرون على الحكومة التي وصفوها بانها حكومة ظالمة ولكنها ليست عدوة.

وحزب الله جزء من المعارضة التي تطالب بتمثيل افضل في الحكومة. وتتهم الجماعة الشيعية سياسيين بالفشل في دعمها في الحرب الصيف الماضي.

وقال المسؤول البارز في حزب الله السيد هاشم صفي الدين "نعود الى البداية نعود الى الدم الكربلائي ...من اجل ان ننتصر بمظلوميتنا وان ننتصر بحقنا".

اضاف في خطاب امام الالاف الذي يرتدون اللباس الاسود حدادا على الحسين "كما انتصرنا على العدو الصهيوني وكما حققت المقاومة ومعها كل الشرفاء الانتصار التاريخي من خلال المواجهة في عدوان تموز الماضي سنحقق جميعا الانتصار تلو الانتصار للبنان ولامتنا الاسلامية والعربية." ويعرف مقتل الحسين على انه "انتصار الدم على السيف".

وتحولت الازمة السياسية اللبنانية الى عنف الاسبوع الماضي حيث شهدت البلاد صدامات بين مؤيدين للحكومة وللمعارضة في الشارع ما ادى الى مقتل سبعة اشخاص. والقى كل طرف من الاطراف المتنافسة باللائمة على الاخر. وتعهد حزب الله بان هذه الاحداث لن تقوده الى حرب اهلية.

وقال نصر الله في احدى الخطب في عاشوراء " اقتلونا.. اسفكوا دمنا لقد فعلتم ذلك سابقا" لكنه اضاف مخاطبا الحكومة "ولكننا واثقون من حقنا ومن قولنا ومن موقعنا وواثقون بان دمنا اذا سفكتموه ظلما سينتصر على سيفكم وعلى بندقيتكم". رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى