التوترات في الشرق الأوسط تطغى على طقوس يوم عاشوراء

> بيروت «الأيام» أليستير ليون:

>
صبي لبناني يضرب رأسه بالسيف خلال احتفالات عاشوراء يوم أمس
صبي لبناني يضرب رأسه بالسيف خلال احتفالات عاشوراء يوم أمس
قتل مهاجمون 40 من زوار المقدسات الشيعية في العراق أمس الثلاثاء، وحذر زعيم حزب الله من التلويح بالدخول في حرب أهلية في لبنان فيما تصاعد التوتر في أنحاء الشرق الأوسط ليطغى على الطقوس السنوية التي تقام في يوم عاشوراء.

وفي معظم أنحاء العالم العربي مرت الطقوس الخاصة بذكرى وفاة حفيد النبي محمد قبل 13 قرنا بسلام.

ولكن الحديث الذي يتناقله المؤمنون ورجال الدين على حد سواء هو عن الصراعات الوشيكة.

وفي حشد هائل أقيم في الضاحية الجنوبية في بيروت بمناسبة يوم عاشوراء اتهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الرئيس الأمريكي جورج بوش بخلق فوضى في لبنان.

وفي السعودية خرج مئات ممن يتشحون بالسواد في مواكب في الشوارع في ذكرى مقتل الحسين بن علي حفيد النبي محمد في عام 680 . ورفعوا صورا كبيرة لشخصيات تحظى بمكانة خاصة لدى الشيعة من بينها الإمام الحسين وأبيه الإمام علي والزعيم الشيعي اللبناني حسن نصرالله.

وقال شاب صغير أفاد إن اسمه حسين كان يشارك في مسيرة في بلدة تاروت على ساحل الخليج إن الحرب ضد الظلم "ترجع... الوضع السياسي حاليا والفساد... هناك محاربة لكل ظالم."

وتوترت حالة التعايش في الشرق الأوسط بين الشيعة والسنة نتيجة للاقتتال الطائفي في العراق حيث قتل آلاف الناس منذ مهاجمة مسجد شيعي في سامراء في فبراير 2006 مما زاد المخاوف من نشوب حرب أهلية شاملة.

ووقع هجومان أمس الثلاثاء في العراق. فقد انفجرت قنبلة مزروعة في الطريق مستهدفة موكبا للشيعة في بلدة خانقين التي تقع إلى الشمال الشرقي من بغداد مما أسفر عن مقتل 13 وإصابة 39 . ثم قتل 23 على الأقل وأصيب 57 آخرون عندما فجر انتحاري نفسه عند مسجد للشيعة في بلدة بلدروز إلى الشمال الشرقي من بغداد.

وهاجم مسلحون في بغداد حافلتين صغيرتين تقلان زوارا للمقدسات الشيعية كانوا عائدين من النجف مما أدى لمقتل أربعة وإصابة تسعة.

وخوفا من هجمات محتملة تشنها الجماعات المسلحة نشرت السلطات العراقية 11 ألفا من أفراد الشرطة والجيش في مدينة كربلاء التي قتل فيها الإمام الحسين وهي محط الأنظار في يوم عاشوراء.

ودرج متشددون من السنة على استهداف الاحتفالات الشيعية في يوم عاشوراء في العراق. ففي يوم عاشوراء عام 2004 أدت هجمات انتحارية وغيرها من الهجمات إلى مقتل 171 شخصا في بغداد وكربلاء.

وملأ مئات الآلاف من الزوار الشيعة أزقة كربلاء. وكان كثير منهم يرفعون أعلاما حمراء وسوداء وخضراء فيما ضرب آخرون صدورهم على صوت الطبول.

وفي لبنان جاءت احتفالات عاشوراء عقب اشتباكات وقعت خلال الأسبوع الماضي بين المعارضة التي يقودها حزب الله وأنصار الحكومة قتل خلالها سبعة أشخاص وأصيب400 . وأعادت هذه الاشتباكات إلى الذكرى الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد بين عامي 1975 و1990 . واتهم نصر الله الرئيس الامريكي جورج بوش بزرع الفوضى في لبنان ورفض اتهامات بوش لحزب الله وحلفائه باذكاء العنف.

وتساءل نصر الله لماذا يهدد بوش حزب الله وقال "الذي زرع الفوضى في لبنان.. الذي دمر لبنان.. الذي قتل النساء والاطفال والكبار والصغار في لبنان هو جورج بوش وكوندوليزا رايس (وزيرة الخارجية الأمريكية) اللذان امرا الصهاينة بشن الحرب على لبنان.

" وقال "اليوم التحدي الاكبر امام حركات المقاومة كلها في لبنان وفلسطين والعراق هو تجنب الانزلاق الى الحروب الاهلية والفتن الداخلية كما يريد اعداء الامة."

ومنذ الصباح الباكر خرجت الحشود من الرجال والنساء والاطفال وهم يرتدون السواد في موكب بمعقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية لاحياء ذكرى عاشوراء وهم يهتفون "الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل".

واحتفلت إيران أيضا بعاشوراء. وقال بعض المحتفلين ان مقتل الحسين قدوة للإيـرانيين كي يقاوموا "الاضطهاد" الغربي.

وقال دواد محمدي (18 عاما) "إن إيران ستقف بدينها في مواجهة أي اضطهاد غربي. ولا نخشى شيئا."

ثم شاهد مسرحية عن معركة كربلاء في قرية حبيب أباد القريبة من مدينة إصفهان بوسط إيران. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى