يوم من الأيــام ..جنون الأسعار.. وأحزاب «الفرجة»!

> عبدالله ناجي علي:

>
عبدالله ناجي علي
عبدالله ناجي علي
العلاقة القائمة بين أحزاب المعارضة والمشاكل التي يواجهها المجتمع نتيجة للسياسات الخاصة للحكام.. هذه العلاقة بين المعارضة ومشاكل المجتمع لابد أن تكون علاقة طردية، أي أنه كلما زادت مشاكل المجتمع اليومية كان ذلك دافعاً قوياً لوجود حراك سياسي داخل المجتمع تقوده أحزاب المعارضة، ولكننا نرى أثر هذه العلاقة في واقعنا السياسي تبدو معكوسة تماماً.. حيث نشاهد مشاكل المجتمع ومعاناته تجاه الأسعار تتفاقم يوماً بعد آخر يقابل هذه المعاناة ركود سياسي وعدم تفاعل من جانب أحزاب المعارضة إلى درجة نحسُّ معها كما لو أنها نائمة نوم أهل الكهف!

وما يؤخذ على أحزاب المعارضة في بلادنا هو أنها موسمية الحراك السياسي الذي نراه فقط في الدورات الانتخابية بينما الجميع يعرف أن الهدف الأساسي لتعدد الأحزاب في أي بلد هو التنافس بين الأحزاب من أجل خدمة المجتمع.. أي أن الأحزاب تتسابق إلى تبنى قضايا المجتمع وهمومه اليومية خاصة من قبل أحزاب المعارضة ليتم طرحها على السلطة ومن ثم الضغط عليها لوضع الحلول التي تخفف من معاناة الشعب.. أو التراجع عن السياسات الخاطئة التي يمارسها الحزب الحاكم تجاه الشعب، وبالمقابل يفترض من أحزاب المعارضة أن تكون جاهزة لطرح البدائل كحلول بديلة عن السياسيات الخاطئة للحكام، ولهذا سميت بأحزاب المعارضة لأنها تعارض سياسات السلطة خاصة عندما تكون هذه السياسات مجحفة وظالمة تجاه الشعب وبالذات عندما يتعلق الأمر بلقمة عيشه وأمنه وصحته.

لهذا يتساءل كثير من عامة الشعب عن الأسباب الحقيقية التي جعلت من أحزاب المعارضة تقف هذا الموقف السلبي من قضية ارتفاع الأسعار التي تأثر منها غالبية الشعب!! وهنا يتساءل الشارع السياسي ويقول: هل تحولت أحزاب المعارضة إلى أحزاب «للفرجة»؟! إذا جاز لنا التعبير ولماذا لم يكن لها دور في تحريك الشارع بطريقة سلمية لكي تضغط على الحكومة وتجبرها على التراجع عن سياساتها التي فيها نوع من التعدي على حقوق الإنسان؟! علماً بأن حرمان الإنسان من الغذاء يمثل أكبر تعدٍ على حقوقه.

قولوا لنا بالله عليكم يا من تتحدثون ليل نهار باسم الشعب أين أنتم مما يجري للشعب من معاناة نتيجة للارتفاع الجنوني للأسعار؟!! وضحوا لنا وللملايين التي خرجت معكم في مهرجانات الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

لماذا تقفون موقف «المتفرج» من المعركة الحامية الوطيس بين عامة الشعب المغلوب على أمره ونيران الأسعار الملتهبة حوله من كل الاتجاهات؟! بينما أنتم في مكاتبكم تراقبون المشهد!! وربما أن البعض منكم يتلذذ بهذا المشهد المؤلم الذي يطحن غالبية الشعب اليمني الفقير الذي تدعون أنكم تدافعون عن حقوقه... الله المستعان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى