مع الأيــام .. رغم القات: نوم هانئ بدون ميزانية حكومة

> فاروق لقمان:

>
فاروق لقمان
فاروق لقمان
كم عدد الساعات التي يقضيها المواطن اليمني لاسيما المخزن في النوم العميق يوميا؟ وأشدد هنا على صفة النوم لأن معظم المولعين الذين لا يقومون بأي جهد بدني حتى لو كان متوسطا مثل المشي عدة كيلومترات في الهواء الطلق، يعانون من الأرق، أو بعد وقت طويل من المحاولات، من النوم بعد صلاة الفجر إذا أسعفهم الحظ. لذلك فإن نسبة عالية منهم يلجأون إلى الحبوب المسكنة المستوردة التي لا يعرف أحد مدى جودتها وسلامة مكوناتها.

تذكرت هذا الموضوع وأنا أقرأ خبرا نقلته وكالات الأنباء يفيد بأن الحكومة الفرنسية «أطلقت برنامجاً لحث الفرنسيين الذين يعاني ثلثهم من الأرق على النوم بشكل أفضل ولفترة أطول يتضمن التشجيع على أخذ قيلولة أثناء العمل إذ ثبت تأثيرها الإيجابي على نوعية الأداء».

ورصدت الحكومة ميزانية لخطة التشجيع للوصول إلى الهدف المنشود وهو النوم الطبيعي للمواطن الفرنسي لأن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن ثمانية في المائة يشكون من الأرق الشديد - كما هو عندنا - ونسبة أخرى من النوم القلق الذي تتخلله حالات من الانتفاضة.

لذلك يعاني عدد كبير 56 % من مشاكل النوم و45 % من قلة النشاط والحيوي و29 % من صعوبة في التركيز. ولابد أننا نشكو مثلهم أيضاً من متاعب النوم ونلجأ مثلهم إلى الأدوية التي رأيت أنواعا منها في شنط السيدات وجيوب الشباب الذين يتمادون في ابتلاعها حتى خلال التخزين ثم يكملون الكمية المطلوبة بعده. وطبيعي كما يقول الأطباء أن الحاجة إليها تتزايد باستمرار مع تناقص فعاليتها كما تتضاعف عواقبها بمرور الزمن ومنها الاكتئاب والقلق والعجز الجنسي وغيرها. ولسنا بالطبع الوحيدين في هذا المضمار المرهق وإن كان الجميع يدرك أن محتويات القات من مادة الأمفيتامين والمبيدات الحشرية المستخدمة للتعجيل بنموه تساهم بعنف وقسوة في حرماننا مما يسمى بالنوم الطبيعي. وإذا كان الفرنسيون يعانون من الأرق رغم إدمانهم على المحرمات مثل النبيذ، والأوروبيون على أنواع أخرى من الكحول المفروض فيه التشجيع على النوم وإن كان ذلك ناجما عن السكر وليس بالضرورة على الاسترخاء الطبيعي الذي يريده الإنسان ويحتاج إليه، فما بالك بالمخزنين.

والعمل؟ أعترف أن نسبة عالية منا لا تستطيع الإقلاع عن القات فجأة وإن لاحظت أن بعضنا بدأ يحدد عدد أيام التخزين وهناك من لا يتناوله إلا أيام الخميس وإن أقر لي بأنه لا ينام إلا بعد صلاة الفجر ولا يصحو إلا عندما توقظه زوجته ليخرج لصلاة الجمعة. لكنها مع ذلك خطوة متقدمة نحو الابتعاد عن العادة نهائيا بمرور الزمن.

ولأن المخزنين لا يفكرون أبدا في نوم القيلولة بعد وجبة الغداء لأن ذلك وقت القات والتئام شمل المبارز ولأنني أؤيد الحكومة الفرنسية في تشجيع الناس على الإغفاءة خلال ساعات العمل فهي عندنا قصيرة على كل حال وأكثرنا لا يبدأ العمل إلا بعد مرور الساعة الأولى من الدوام، أقترح على المخزن أن يتجه نحو ممارسة رياضة المشي بعيدا عن المناطق الأكثر تلوثا لمدة لا تقل عن ساعة كاملة بوتيرة عالية حتى يبدأ يتصبب عرقا ويلهث بصوت مسموع وكلما زادت فترة المشي كان ذلك أفضل وأصح له لأكثر من سبب. فهو لن يحتاج إلى المسكنات التي انتشرت بسرعة وغزارة في الأعوام الاخيرة، ولن يطول تقلبه على السرير وسينام بعد ذلك ولو لست ساعات متواصلة.

بعدها سيصحو مبكرا ونشيطا وخاليا من العواقب الوخيمة التي نشكو منها حاليا ولن نحتاج إلى مطالبة الحكومة برصد ميزانية قدرها سبعة ملايين يورو كما فعلت فرنسا. والأفضل صرفها على إنشاء أماكن مخصصة للسير ومنع السيارات من دخولها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى