> غزة «الأيام» نضال المغربي :
فلسطينيون يشيعون احد القتلى أمس
واختبأ سكان القطاع الساحلي الضيق الذي يقيم به 1.5 مليون فلسطيني في منازلهم بدلا من الخروج لأداء صلاة الجمعة في الوقت الذي اشتبكت فيه قوات متنافسة موالية لفتح وحماس في معارك بالبنادق والقذائف الصاروخية (آر.بي.جي) في الشوارع ومن فوق أسطح البنايات.
وقال شخص يدعى عرفات أبو إياد من شرفته المطلة على المباني المشتعلة "غزة تحترق".
وقال دبلوماسي فلسطيني رفيع إن عباس سيجتمع مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في مكة المكرمة على الأرجح يوم الثلاثاء القادم بدعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله.
وقتل ثمانية مسلحين موالين لعباس وأربعة من حماس وامرأة وطفلان في اليوم الثاني من اشتباكات عنيفة في قطاع غزة انهت الهدنة التي أعلنت يوم الثلاثاء الماضي بين فتح وحركة حماس الإسلامية الحاكمة.
وقتل 21 فلسطينيا على الأقل وأصيب أكثر من 200 آخرين بجروح في الساعات الأربع والعشرين الماضية من الاقتتال الداخلي.
وتعقد الولايات المتحدة أمس الجمعة في واشنطن اجتماعا لرباعي الوساطة في الشرق الأسط ساعية لحشد المزيد من التأييد من الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة للحظر الذي تفرضه على الحكومة التي تتزعمها حماس ولاحياء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتعثرة من خلال عباس.
وكانت الولايات المتحدة تعهدت بتقديم 86 مليون دولار لتعزيز قوات عباس الأمنية. وتتهم حماس فتح بقيادة انقلاب تدعمه الولايات المتحدة ضد حكومتها.
وقال جمال الشوبكي السفير الفلسطيني في السعودية لرويترز إن عباس ومشعل وافقا على مناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية "يمكنها إنهاء الحصار".
وفشل عباس ومشعل في تسوية خلافاتهما بشأن تشكيل حكومة وحدة في اجتماع عقد في الشهر الماضي في العاصمة السورية دمشق.
وبعد ساعات من إشعال مسلحي فتح النار في الجامعة الإسلامية وهي معقل لحماس هزت انفجارات حرم جامعة القدس القريبة وهي معقل لفتح. ونفت حماس تورطها في الهجوم على جامعة القدس.
وقال أشرف رزيق (22 عاما) الذي يعيش في بناية قرب الجامعة الإسلامية إنه لا أحد يشعر بالأمان. وأضاف ان غزة تحولت إلى مدينة أشباح ولا احد في الشوارع وليس هناك شيء سوى الخوف.
وبعد محادثات مع وسطاء مصريين وعد زعماء حماس وفتح باحياء اتفاق لوقف اطلاق النار بينهما. ودعا كل من عباس ورئيس حكومة حماس اسماعيل هنية إلى الهدوء.
وكانت حماس فازت على فتح التي هيمنت طويلا على الساحة الفلسطينية في انتخابات يناير كانون الثاني من العام الماضي. لكنها تجد صعوبة في إدارة الحكومة منذ تولت السلطة في مارس آذار تحت ضغط عقوبات فرضت عليها بمساندة الولايات المتحدة لرفضها الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة مع اسرائيل.
وخلال القتال أمس الجمعة هاجمت حماس قاعدة يستخدمها الحرس الرئاسي التابع لعباس وقصفتها بقذائف المورتر قبل الاستيلاء عليها. وقالت حماس إنها صادرت أسلحة في القاعدة قبل إشعال النار بها.
كما سيطر نشطاء من حماس على مركز للشرطة يهيمن عليه أنصار فتح في مدينة غزة,وفي شمال غزة استولت حماس أيضا على مقر جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني ومركز للشرطة ومكاتب مخابرات وقاعدة تستخدمها وحدة من القوات الخاصة التابعة لعباس.
وكان بين القتلى ستة من الحرس الرئاسي لعباس واثنان من جهاز مخابراته بما في ذلك رئيس المخابرات العامة التابعة لعباس في شمال غزة.
وقال عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية "أنا أدعو جميع الاطراف في غزة أن تتقي الله وأن تتوقف عن هذه الاعمال التي تضر وتؤذي مصلحة الشعب الفلسطيني وأدعو الجميع أيا كانت إنتماءاتهم لوقف هذا النزيف لدم الشعب الفلسطيني."
وانهارت أمس الأول هدنة هشة بين الحركتين بعد أن نصب نشطو حماس كمينا لقافلة تقول الحركة إنها تحمل عتادا عسكريا لحرس الرئيس الفلسطيني في قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية المحتلة قال الجيش الاسرائيلي إنه قتل نشطين فلسطينيين اثنين عرفهما مسؤولون فلسطينيون بأنهما عضوان في قوة الأمن الوقائي.
(تغطية اضافية من محمد السعدي في رام الله) رويترز