الحوطة .. مدينة الأمل

> «الأيام» شيماء صالح باسيد / لحج

> حين تقطع شارع الحوطة الرئيسي (الشارع اليتيم) تصاب بالذهول وأنت تمشي في بقعة غريبة تشعر أنها لا تنتمي إلى اليمن.. مشاهد بائسة لأطفال متسولين قد انتهكت طفولتهم ولا تدري ما انتهك معها.

ازعاج وأصوات تجلب الصداع لرجال سوق القات، رجال لحج، الذي يعشقون القات كعشقهم للوطن .. أكوام من الخضار والفاكهة تحوم حولها أسراب الذباب وتلعب بها أيدي البائعين المتسخة .. مجاري تتفجر هنا وهناك.. وجوه شاحبة وعيون مترقبة لوضع مأساوي وجرعة بعد أخرى تقضي على ما تبقى من تلك الأجساد التي انهكتها المعيشة وضاقت ذرعا برياح التغيير التي لم تغير شيئا.

شباب عاطل هنا وهناك منتظر منذ زمن وظيفة لم تأت بعد فأصابه اليأس وقتلته قسوة الحياة .. مثقفون ومبدعون تركوا في أماكن لا تناسبهم أبدا فأصابتهم الصدمة وهم يعايشون مجتمعهم ويتألمون وهم يرونه ينحدر نحو الهاوية.

حين تعيش في لحج تصاب بالألم والحسرة وأنت تسمع هموم الناس ومعاناتهم مع خدمات التعليم، الماء، الكهرباء، وتصبح حياتك كالقهوة التي تشربها على قدر ما هي حلوة فيها مرارة تمنعك أن تشعر بدفء الشمس وسكون الليل، لكنك تحاول ألا تبتئس من الوضع بل تصمد وتصمد للأبد، تكافح من أجل التغيير الذي تريد أن تراه في مدينتك الحوطة، عشقك الروحي، مدينة الامل رغم كل الجراح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى