> النجف «الأيام» حسن عبد الزهرة :

احد الجرحى يتلقى العلاج في احد المستشفيات الحكومية في العاصمة العراقية
احد الجرحى يتلقى العلاج في احد المستشفيات الحكومية في العاصمة العراقية
مددت السلطات العراقية في محافظة النجف أمس الجمعة حظر التجول الذي فرضته مساء أمس الأول ليصبح شاملا تحسبا لهجوم قد يستهدف المدينة في حين ارتفعت حصيلة التفجيرين الانتحاريين في الحلة الى 73 قتيلا على الاقل.

وقالت مصادر في الشرطة ان "حظر التجول الذي فرض ليل أمس الأول تم تمديده ليشمل كافة مناطق النجف وضمنها الكوفة" التي تبعد عشرة كيلومترات شمال المدينة.

وكان فرض حظر التجول اعتبارا من الساعة 22:00 بالتوقيت المحلي (19:00 تغ) حتى الثامنة (05:00 تغ) من صباح أمس الجمعة.

من جهته، قال المتحدث باسم محافظة النجف (160 كلم جنوب بغداد) احمد دعيبل ان "السلطات اتخذت هذا القرار بعد ان تلقت معلومات حول نية مجموعات مسلحة شن هجوم على المدينة".

واشار دعيبل الى ان "الاجراءات الامنية احترازية تحسبا لوجود امتدادات لجماعة +جند السماء+ داخل النجف او خارجها".

وكانت الاشتباكات بين الجماعة الدينية المسلحة "جند السماء" وقوات عراقية اميركية اوقعت اكثر من 200 قتيل وكشفت وجودا محصنا لها شمال مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة.

واوضحت مصادر الشرطة ان "العناصر المكلفة بالحواجز الامنية تلقت تعليمات بمنع دخول المدينة او الخروج منها وهذه التعليمات تنطبق على السكان ايضا".

وكان مسؤول في الشرطة اعلن مساء أمس الأول ان "هذه الاجراءات وقائية" وانها اتخذت "اثر تلقي معلومات معينة" رفض الكشف عنها.

واكد مراسل فرانس برس في النجف اغلاق مداخل المدينة القديمة وسط النجف اغلاقا كاملا لاعتبارات امنية خصوصا وانها تضم معظم مكاتب مراجع الشيعة الكبار كما اغلقت المحال التجارية.

ومن الصعب التنقل بين احياء المدينة نظرا للاجراءات الامنية الصارمة والانتشار الواسع لقوات الامن العراقية.

من جهة اخرى، اكد مصدر ديني "اقامة صلاة الجمعة في النجف والكوفة رغم الاعداد المحدودة بسبب حظر التجول".

وقد دارت اشتباكات بين قوات عراقية اميركية وجماعة "جند السماء" طوال الاحد قبل ان تنتهي فجر الاثنين تخللها تدخل واسع ومتكرر للطيران الحربي التابع لقوات التحالف بحيث سقطت مروحية على متنها جنديان اميركيان.

وكان متحدث باسم وزارة الدفاع اعلن الثلاثاء الماضي ان الحصيلة النهائية للعملية التي استهدفت "جند السماء" بلغت 263 قتيلا و502 اسير بينهم 210 اصيبوا بجروح.

الا ان نائب محافظ النجف عبد الحسين عبطان اعلن أمس الأول ان "خسائرهم كانت كبيرة جدا اذ تم اعتقال 736 بينهم 448 شابا مقاتلا و288 نساء واطفال تابعين لهم ومقتل اكثر من 300 شخص وجرح بحدود 300 اخرين".

وفي الحلة (100 كلم جنوب بغداد)، ارتفعت حصيلة التفجيرين الانتحاريين وسط سوق شعبي في المدينة ذات الغالبية الشيعية مساء أمس الأول الى 73 قتيلا و 163 جريحا حسب مصدر طبي أمس الجمعة.

وقال الطبيب محمد ضياء لفرانس برس ان "الحصيلة النهائية لضحايا التفجيريين الانتحاريين ارتفعت الى 73 قتيلا و 163 جريحا"واكد المصدر ان " حوالى 25 جريحا في حالة خطرة جدا".

وقال الضابط في الشرطة كاظم الشمري ان "انتحاريين يرتديان احزمة ناسفة فجرا نفسيهما بفارق دقيقة واحدة في سوق المكتبات الشعبي وسط الحلة.

وكشف ان احد "عناصر الشرطة في شارع المكتبات حاول تفتيش الانتحاري الاول فور الاشتباه به فسارع المارة الى الانكفاء والتجمع في مكان واحد فبادر الانتحاري الاخر الى تفجير نفسه وسط الحشد (...) وهذا ما يفسر كثرة القتلى والجرحى"..وقد الحق الانفجاران دمارا كبيرا في الشارع.

وندد سكان الحلة بالهجومين الانتحاريين. وقال كاظم عبد المهدي (30 عاما) من نقابة الصحافيين في الفرات الاوسط التي تضم خمس محافظات، ان "القتل الجماعي مخطط عدواني لئيم تشارك فيه القوى الارهابية".

من جهته، اعتبر سعد ناصر (20 عاما) الذي فقد قريبه حيدر الشمري وهو في العشرين من العمر ان "هذا العمل الجبان نتاج زمرة كافرة تقتل الابرياء انها فاجعة جديدة ترتكب ضد حقوق اهل الحلة في الحياة"..وانتقد "الابقاء على حدود العراق مكشوفة امام كل مخرب يسعى لقتل شعبنا".

وقالت سليمة الحيدري (50 عاما) التي فقدت احد ابنائها علي (25 عاما) البائع في احد المحلات التجارية "لتامين لقمة العيش لسبعة اشخاص" ان "دول الجوار مسؤولة عن استمرار مسلسل التفجيرات واعمال الارهاب في البلاد".

وبدوره، انتقد سالم علي (55 عاما) الذي فقد ابنه خالد (30 عاما) الحكومة العراقية قائلا "يجب ان تتحمل مسؤوليتها وتبذل قصارى جهدها للحد من هذه الاعمال".

وكان انتحاري يقود سيارة مفخخة فجر نفسه وسط تجمع للعمال في منطقة باب الحسين في الحلة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي موقعا 22 قتيلا وعشرات الجرحى. (أ.ف.ب)