الحاجة أم الاختراع.. والمعاناة تولد الإبداع

> «الأيام» إبراهيم محمد العماري / الضالع

> لسنا بصدد الحاجة فكل مخلوق له كم من الحاجات التي يرغب في تحقيقها، ولكننا بصدد الإبداع والإنتاج، فهل من الضروري لكل مبدع أن يمر بمرحلة معاناة الألم.

وقد جمعت بين الاختراع والإبداع وكلها من إنتاج التفكير الجاد، ومن خلال المعاناة والتفكير يصل المرء إلى ابتكار الحلول واستخلاص النتائج، وبما أن الشعب اليمني قد عرف كل صنوف المعاناة فإنه بالضرورة وبحسب الحكمة السابقة سيكون مبدعا إن لم نقل مخترعا وسيكون مجموع الشعب اليمني مبدعين، موظفين وعامة، فنجد المدير قد توصل إلى طرق مختلفة للرشوة- كحل للأزمة المالية لديه - من حق القات وخلق العراقيل أمام أصحاب المعاملات، وحق الاهتمام والإسراع وطرق أخرى كثيرة يعرفها كل من له معاملة في أحد المكاتب، أما لدى العامة وفي الشوارع العامة فظهرت هناك جماعات مبدعة ابتكرت طرقا وأساليب لم تخطر على ذهن إبليس في النصب والاحتيال والسطو والسرقة، وقد سمعنا الكثير من الحوادث الغريبة للحصول على الأموال وبأي طريقة، وسوف نذكر قصتين للتمثيل على هذا الإبداع: القصة الأولى لأحد الشباب من محافظة يمنية حالته معوزة والرجل طموح بحث عن عمل هنا وهناك فلم يجد، وبعد المعاناة جاء الإبداع فكان يأخذ مجموعة من الأساور النسائية المطلية باللون الأصفر الشبيه بالذهب ثم يدخل إلى معارض الذهب ويأخذ أمثالها ويبايع بأسعارها ويقلبها ثم يخفيها ويعيد لصاحب المعرض ذلك السوار المزور الذي هو في الأصل مصنوع من العاج، وبدّل ما في جعبته ثم باع ما معه من ذهب حقيقي في مكان آخر وبأقرب فرصة واشترى سيارة وتحققت أحلامه.

أما المثال الآخرعلى الإبداع فحصل لأحد الأشقاء السودانيين في العاصمة صنعاء حيث ركب حافلة مزدحمة وبدأ يتكلم عن اليمن الطيبة يمن الإيمان والحكمة كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، حتى وصل إلى مبتغاه نزل من الباص وأراد أن يحاسب سائقه فأدخل يده من الجانب ليكتشف أن معطفه قد شق بموسى حاد فخرجت يده من الجانب الآخر للمعطف وأنه لم يعد في جيبه شيء في بلد هو فيها غريب فسقطت دموعه وبين ضغوط الموقف وقساوة المشهد ردد قائلا: «نعم، الحكمة فيه، إيمان ما فيه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى