> طوكيو «الأيام» فيليب اغريه :

وزير الخارجية الياباني تارو آسو
وزير الخارجية الياباني تارو آسو
انتقد وزير الخارجية الياباني تارو آسو السياسة الاميركية في اليابان والتي وصفها بانها "شديدة السذاجة" وحملها مسؤولية تصاعد أعمال العنف، في ثاني اتهامات توجه الى حليفة طوكيو وحاميتها منذ 1945.

وقال تارو آسو مساء الخميس الماضي في كيوتو ان وزير الدفاع الاميركي السابق رونالد رامسفلد "أعلن الحرب، لكن العمليات التي جرت بعد الاحتلال كانت شديدة السذاجة".

واضاف في تصريحات نقلتها وكالة انباء "جيجي" اليابانية ان "المشكلات التي يعاني منها العراق حاليا سببها ان هذه العمليات لم تسر بصورة جيدة".

وتابع "من الواضح ان العمليات التي تلي الحرب على درجة كبيرة من الاهمية عندما يكون هناك تفكير ببناء السلام".

وجاءت تصريحات آسو في اليوم الذي سقط فيه 130 قتيلا على الاقل ومئات الجرحى في تفجير انتحاري في سوق في بغداد، في ثاني هجوم بهذه الوحشية منذ الغزو الاميركي للعراق.

كما تأتي اثر تصريحات انتقد فيها وزير الدفاع الياباني فوميو كيوما سياسة الولايات المتحدة واثار غضب وزارة الخارجية الاميركية، خصوصا وان ادارة بوش كانت تقدم النجاح الذي حققه احتلالها لليابان بعد 1945 كنموذج لنجاحها المحتمل في العراق.

واكد فوميو كيوما قبل نحو عشرة ايام ان الرئيس الاميركي جورج بوش اخطأ باجتياح العراق في 2003، محذرا من ان طوكيو قد لا تجدد تلقائيا مهمة الدعم الجوي التي تقوم بها في هذا البلد.

وذكرت الصحف اليابانية ان تلك التصريحات اثارت غضب الخارجية الاميركية التي هددت بالغاء الجولة المقبلة من المباحثات الثنائية بين مسؤولي الخارجية والدفاع.

ولكن المسؤول السابق عن شؤون الدفاع شيجيرو ايشيبا الذي كان في منصبه عندما اتخذت اليابان قرارها التاريخي بارسال قوات الى العراق في كانون الثاني/يناير 2004، انتقد الاحد تصريحات كيوما.

وقال ايشيبا في برنامج تلفزيوني "هل يعقل ان تصدر عن اليابان، التي تعتمد على الولايات المتحدة اكثر من غيرها (لحماية امنها)، مثل هذه التعليقات في الوقت الذي تمر الولايات المتحدة باوقات عصيبة".

واضاف مسؤول الدفاع السابق ان "الولايات المتحدة هي الحليف الوحيد لليابان. اذا اطلقت كوريا الشمالية صاروخا على اليابان الان، فان الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على حماية اليابان".

واليابان التي ارغمتها الولايات المتحدة على التخلي عن اي عمليات حربية بعد الحرب العالمية الثانية، تعتمد كثيرا على القوات الاميركية لضمان امنها القومي.

واتخذ رئيس الوزراء الياباني السابق جونيشيرو كويزومي الصديق المقرب من بوش، قرار دعم الولايات المتحدة في العراق ونشر قوات في المنطقة الهادئة نسبيا حول مدينة السماوة، في اول مهمة من نوعها منذ هزيمة بلاده في الحرب العالمية الثانية.

وجاءت انتقادات كيوما بعد ساعات من خطاب القاه بوش حول حالة الاتحاد ليطالب بدعم خطته لارسال مزيد من القوات الى العراق لوقف اعمال العنف.

وتصف العاصمتان التحالف الياباني الاميركي بانه الاقوى منذ عقود,لكن جون نغروبونتي الذي سيصبح الرجل الثاني في الخارجية الاميركية نبه بعد تصريحات كيوما الى ان على واشنطن الا تعتبر علاقاتها باقرب حلفائها في آسيا، مضمونة حكما.

وانتقد كيوما كذلك رامسفلد بقوله انه كان "متفائلا جدا بشأن الوضع في العراق"،واعتبر قرار غزو العراق "غير مدروس".

وتتناقض هذه التصريحات تماما مع موقف طوكيو الرسمي الذي كان داعما للولايات المتحدة منذ بداية الحرب.

واضطر كيوما بعد ايام الى التراجع عن تصريحاته، مشيرا الى انها لا تعكس موقف الحكومة اليابانية، وتتعلق برؤيته الشخصية التي كان يجدر به الا يعبر عنها.

وعلى الاثر اعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه ان اليابان ستواصل تقديم المساعدة في العراق.

وسحبت اليابان في تموز/يوليو 600 جندي كانت تنشرهم قرب السماوة، لكنها ابقت على قوة جوية تقوم بنقل المؤن والجنود الى العراق. وقررت الاستمرار في تقديم الدعم اللوجستي الجوي لقوات التحالف في العراق حتى تموز/يوليو المقبل على الاقل. (أ.ف.ب)