قصة زواج وسط الحرب في الصومال

> مقديشو «الأيام» جوليد محمد :

>
العروسان أثناء مراسم الزواج
العروسان أثناء مراسم الزواج
افسدت الحرب في الصومال محاولتي الأولى للاقتران بانيسة عشية العام الجديد,كنت انوي اقامة حفل فخم في مدينة بيدوة بوسط البلاد موطن عروسي الشابة وحفل اخر للاصدقاء في العاصمة مقديشو حيث اقيم.

لكنني اضطرت لالغاء مراسم الزواج في اخر لحظة نتيجة اندلاع الحرب التي طال انتظارها بين القوات الاثيوبية والقوات الحكومية الصومالية ضد الإسلاميين في مقديشو.

واتصلت بي حماتي من بيدوة قائلة "يابني اعتقد ان علينا تأجيل حفل الزواج."

وصمت في محاولة لاستيعاب الخبر بينما يتنازعني عملي الصحفي ونداء القلب.

واضافت "لن تتوقف الحرب. لا اعتقد ان بوسعك وانيسة الوصول إلى بيدوة في وقت مناسب لاقامة حفل الزفاف. ينبغي ان نحدد موعدا عقب انتهاء الحرب."

كانت على صواب فقد دارت المعارك لعدة أيام بالقرب من بيدوة ثم امتدت إلى مقديشو مع فرار الإسلاميين.

وكانت هذه أسوأ معارك شهدتها الصومال منذ عقود وأسفرت عن مقتل الالاف ولقي كثيرون حتفهم على الطريق بين بيدوة ومقديشو.

وتنبأ كثيرون بحمام من الدم وقتال في شوارع مقديشو مما دفعني في وقت ما للتفكير في مغادرة الصومال حفاظا على سلامتي ولكن انيسة لا تملك جواز سفر فاضطررت للبقاء.

وبعد اسبوعين من بدء القتال بشكل صريح فر المقاتلون الإسلاميون من مقديشيو بلا مقاومة إذ باغتهم عنف الغارات الجوية الاثيوبية واحسوا بقرب الهزيمة.

واخيرا تزوجت من انيسة في 18 يناير كانون الثاني في منزل اسرتها في بيدوة. وحضر الحفل مسلحون مدججون بالبنادق استأجرتهم كحرس خاص بسبب حالة التوتر التي كانت لا تزال سائدة.

وتم عقد القران في الصباح في غرفة زينت بشكل انيق في منزل عائلة خطيبتي. وعقب ذلك قام الكبار بتوزيع اكواب من لبن الجمال المثلج قائلين انه سيساعد على تهدئة التوتر الذي صاحب محاولة اتمام الزفاف,وشربت اللبن وسط تصفيق وزغاريد النساء.

وأقيم حفل الاستقبال بمناسبة الزفاف في المساء في مطعم بوسط بيدوة حيث قدمت المشروبات والحلوى على موائد مزينة بالزهور.

وارتدت انيسة فستانا اسود اللون يزينه الريش يتناسب مع قرط وعقد من الفضة. وارتديت بذلة سوداء من تصميم ارماني وقميصا ايطاليا لونه ازرق فاتح.

وبدت الحرب ذكرى بعيدة ولم يذكرنا بمشاكل الصومال سوي غياب اسرتي واصدقائي الموجودين في كينيا نتيجة انعدام الامن.

وبعد يومين عدنا إلى مقديشو لتمضية شهر العسل وللامانة منذ ذلك الحين نادرا ما نعمت بأمسية هادئة مع زوجتي.

ومرة اخرى بدأت الفوضي تزحف ببطء إلى مقديشو واصبحت الكمائن التي تنصبها فلول الإسلاميين ضد الجيش الاثيوبي والقوات الحكومية الصومالية ليلا ونهارا من الاحداث اليومية.

واصيبت مراكز الشرطة بقذائف مورتر وحتى قصر الرئاسة. ويطلق مسلحون النار في وضح النار. وترى الجثث في الشارع كل صباح.

واحيانا ما استيقظ انا وانيسة في منتصف الليل على اصوات الانفجارات والصواريخ وتبادل النيران.

ومما لاشك فيه ان انيسة تشكو لعجزها عن مغادرة المنزل وزيارة الاقارب خشية وقوع معارك.

اما انا فان نداء الواجب دفعني لان اقطع شهر العسل واغطي الانباء ليتنازعني من جديد العمل والرغبة في البقاء قرب حبيبة القلب. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى