طفل جندي سابق من سيراليون يطلق نداء ملحا في المؤتمر حول الجنود الاطفال

> باريس «الأيام» انداليثيو الفاريث :

>
اسماعيل بيا
اسماعيل بيا
افتتح مؤتمر دولي حول الاطفال الجنود أمس الإثنين في باريس بنداء ملح اطلقه طفل جندي سابق من اجل مكافحة هذه الظاهرة التي تطاول 250 الف قاصر في العالم,ويشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين جميع الاطراف المعنية بقضية الاطفال الجنود بدءا من الدول التي تعاني من هذه الظاهرة وصولا الى الدول المانحة والعاملين على الارض.

وعند افتتاح المؤتمر الذي تشارك فيه نحو 60 دولة، دعا اسماعيل بيا وهو طفل جندي سابق من سيراليون، الى اتخاذ اجراءات عملية لمكافحة هذه الظاهرة.

وقال الشاب البالغ من العمر اليوم 26 عاما، موجها نداءه من منبر المؤتمر "لن اشارك بعد ستة اشهر او سنة في مؤتمر جديد يطرح المواضيع نفسها" مضيفا "اود رؤية خطوات فعلية".

وبدأ اسماعيل القتل في سن الثانية عشرة بعد قليل على تجنيده وروى "ان حمل بندقية واطلاق النار على احد ما اصبح في فترة ما في غاية السهولة"، موضحا ان هذا الجحيم استمر اربع سنوات.

وشدد على انه "ليس هناك اي عذر" لعدم التحرك، محذرا المشاركين في المؤتمر وبينهم العديد من وزراء الخارجية من انه "اذا لم تتحركوا حيال هؤلاء الاطفال اليوم، فسوف تواجهون غدا مشكلات اكبر بكثير".
وانتقد اسماعيل الجهود المبذولة حاليا معتبرا انها ضعيفة,وقال الشاب الذي تمكن من ترك السلاح بفضل برنامج تسريح طبق لمدة ثمانية اشهر في سيراليون "من السهل ان يصبح طفل ما جنديا، لكن من الصعب ان يستعيد الواحد انسانيته اذا فقدها".. واكد "هذا اصعب ما يمكن".

واوضح اسماعيل ان اعادة التاهيل "عملية متواصلة" مضيفا "ما زالت تراودني مشاهد من ذاكرتي".

وروى ان الامر بدأ حين لجأ الى قاعدة عسكرية عند مقتل والديه وشقيقيه، موجها تكريما الى المرأة التي تكفلت به في الولايات المتحدة واصبحت فيما بعد بمثابة "والدته".

ودعا وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي مفتتحا المؤتمر الذي يرئسه الى جانب المديرة العامة لليونيسف آن فينمان، الى "كسر هذه الحلقة المفرغة التي تغذي بشكل مستمر الغرق في النزاعات وانتشارها في ظل لامبالاة شبه تامة".

واعلن دوست بلازي عن "برنامج جديد بقيمة مليوني يورو" وعن نشر "مساعدين فنيين اقليميين في المناطق المعنية بصورة خاصة"، مشيرا الى ان اولهم سيكون "مقره في منطقة البحيرات الكبرى"..غير ان مصدر فرنسي افاد ان هذا المؤتمر لا يهدف الى جمع اموال.

وقال دوست بلازي ان المطلوب هو "التوصل الى تعهد من الدول على المستوى السياسي بوضع حد لتجنيد الاطفال واستخدامهم" فضلا عن "زيادة التعبئة لدى كبار مقدمي الاموال بشأن مسألة اعادة تاهيل" الاطفال الجنود.

وشدد على وجوب "عدم الاكتفاء بوضع لوائح سوداء على مستوى الامم المتحدة فحسب" بل ملاحقة الذين يقدمون على تجنيد الاطفال "لدى محكمة الجزاء الدولية".

ويفترض ان يفضي المؤتمر الى "تعهدات" من الدول المشاركة من اجل مكافحة هذه الظاهرة، وسيصادق المشاركون على مجموعة اجراءات عملية ستعرف ب"مبادئ باريس" تهدف الى اتاحة اندماج الاطفال الجنود في المجتمع.

وستعتبر هذه المبادئ بمثابة ترسيخ بعد مضي عشر سنوات ل"مبادئ الكاب" التي اعتمدت عام 1997 وعالجت ظاهرة تجنيد الاطفال ومشكلات اعادة دمجهم في المجتمع. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى